-
عملية دهس في دمشق.. ما صلة أسرة القذافي؟
ليفانت- نور مارتيني
حالة غضبٍ وسخط اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعية، إثر حادثة دهسٍ شهدها حي المزّة في العاصمة السورية دمشق، والذي يعدّ أحد أهم الأحياء فيها. أسرة القذافي
وبحسب الأنباء التي تمّ تناقلها أنّ سيارةً تقودها امرأة دهست عناصر من الشرطة، بالإضافة إلى دهسها مجموعة من المدنيين المتجمهرين في المكان، على خلفية حصولها على مخالفة مرورية.
وأشارت مصادر محلية إلى أنّ ثلاثة عناصرمن الشرطة و 4 مدنيين من المتجمهرين في موقع الحدث، أصيبوا جرّاء الحادث، دون أي تعليقٍ من قبل النظام السوري، رغم الصخب الإعلامي الذي رافق الحادثة.
ما علاقة أسرة القذافي بحادث الدهس؟
أفاد موقع الاتحاد برس بأنّ السيدة التي قامت بدهس عناصر الشرطة والمدنيين، هي عارضة الأزياء اللبنانية السابقة، ألين سكاف، زوجة "هانبيال معمر القذافي"، المقيمة في دمشق، والتي تتمتع بحصانة كبيرة، على خلفية حصول العائلة على اللجوء السياسي من السلطة في سوريا.
وحول ملابسات الحادثة، أوضح المصدر ذاته، أنّ عملية الدهس جرت بعد أن قامت سكاف بركن سيارتها بشكل مخالف في المزة الشيخ سعد وسط دمشق، لتتم مخالفتها من قبل أحد عناصر الشرطة، ما دفع بـ“المرافقة” الموجودين في سيارة أخرى بصحبة ألين، إلى الاعتداء على الشرطي.
وتطوّر الأمر قبل وصول الشرطة والأجهزة الأمنية إلى المكان، حيث اضطر الشرطي إلى قطع الطريق بدراجته النارية، إلا أن “ألين” دهست الشرطي والدراجة معاً، كما دهست مدنيين آخرين، مرفقة ذلك بالشتائم، بالإضافة إلى القيام بعدة مكالمات هاتفية. أسرة القذافي
أزمة دولية بين سويسرا وليبيا.. بسبب ألين
وكانت قد نشبت أزمة بين البلدين، من لحظة إيقاف شرطة جنيف لهانيبال القذافي وزوجته ألين (اللبنانية الأصل) في فندق الرئيس ويلسون الفاخر في جنيف، يوم 15 يوليو/ تموز 2008 على إثر شكوى من طرف خادميْن (رجل مغربي "ك" وامرأة تونسية "أ") كانا يعملان لديهما من تعرضهما للضرب والتعنيف وسوء المعاملة.
ونقلت الصحافة السويسرية شهادة الخادمة التونسية، التي تعرّضت للضرب والتعنيف، قائلة "لم أكن أنام أكثر من ساعتين أو ثلاثة في الليلة الواحدة، ألين تعتبرني أمة وتضربني كل يوم بدون مبرر (مشيرة إلى جروحها فوق ذراع وفي عين وعلى ثدييها)، لقد ضربتني بمعلاق ثياب تكسّر عليّ. أما هانيبال فقد وجّه لي لكمة على وجهي".
اقرأ المزيد: بومبيو: إيران زودت القذافي بالكيماوي واستخدمته في العراق
وفي منتصف نهار يوم 15 يوليو، توجّه عشرون شرطياً إلى الطابق الثالث من الفندق، حيث حاول حارسان شخصيان لهانيبال التصدي لهم لكن بدون جدوى. إثر ذلك قام أحد العاملين في الفندق بفتح الجناح رقم 345 وتم إخراج هانيبال منه مُقيّد اليدين. أما زوجته فقد تم نقلها على متن سيارة إسعاف إلى المستشفيات الجامعية لجنيف حيث ظلت هناك تحت الحراسة وجرى استنطاقها من طرف الشرطة في قسم الولادات.
وكانت ليبيا قد طالبت سويسرا حينها بالاعتذار، وبفرض عقوبات على المسؤولين عن توقيف هنيبعل القذافي، وقال نائب وزير الخارجية الليبي للشؤون الأوروبية، عبد العاطي العبيدي، في مؤتمر صحافي، حينها: "إن السلطات السويسرية كانت قد عبّرت عن استعدادها لتقديم اعتذاراتها في الأيام الأولى التي تلت عملية الاعتقال. لكن ما نريده أول الأمر هو أن تظهر الحقيقة ويعاقب المسؤولون، وأوضح العبيدي حينها أن البلدين شكلا لجنة قانونية مشتركة للتحقيق في ظروف اعتقال هنيبعل القذافي وزوجته، في 15 تموز/يوليو 2008، في جنيف. أسرة القذافي
وكانت خادمة لدى هنيبعل القذافي، قد أفادت بأنّ زوجة القذافي الابن كممت فمها وربطتها في الحمام ثمّ سكبت الماء المغلي على رأسها.
لجوء سياسي في سوريا
بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، انتقلت ألين سكاف مع زوجها وأبنائها الثلاثة إلى الجزائر، حيث بقيت في استضافة الرئيس الجزائري السابق "عبد العزيز بو تفليقة"، وفق ما نقلت وكالات الأنباء عنها. أسرة القذافي
وكانت وسائل إعلامية قد نقلت شكواها من المعاملة التي لقيتها العائلة في الجزائر، حيث نشرت صحيفة "الشروق" عام 2013 تصريحاً نقلته عن زوجة هنيبال القذافي، قالت فيه:“لو علمت أن هنالك شروطاً على بقائنا في الجزائر أو فرض أيّ إقامة جبرية علينا، لفضلت الاستشهاد رفقة عمي معمر القذافي”كما طالبت بالعودة إلى بلدها لبنان، متهمة سفارة بلادها بأنها تتجاهل طلبها “ولا تريد الرد عليها حتى الآن”.
بعد هذا التصريح بعامين، جرى اختطاف هانيبال من سوريا، وتسليمه للسلطات اللبنانية، لتجري محاكمته بخصوص قضية اختفاء "الإمام الصدر"، وتشير المصادر إلى أنّه تم استدراج القذافي من سوريا (حيث يعيش لحصوله على لجوء سياسي فيها بعد سقوط نظام والده) إلى لبنان، بتنسيق وتعاون بين شبكة تهريب و"مجموعة مسلّحة".
وقد أوقف فرع المعلومات سيّدة سورية شاركت في العملية، كما أوضحت هذه المصادر أنه "بنتيجة التحقيقات تبيّن أنّ هذه السيدة متورّطة بالخطف، من دون معرفتها بالهدف من استدراج القذافي إلى لبنان ونيّة خطفه.
ورغم مطالبة النظام السوري باستعادة القذافي عام 2015، غير أن الوزير أشرف ريفي، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية حينها، ردَّ طلب النظام السوري تسليمه هنيبعل القذافي، لافتاً إلى أنَّ القضاء في النظام السوري طالب باسترداد القذافي الذي كان يقيم في سوريا بناء على لجوء سياسي.
اقرأ المزيد: رفعت الأسد.. “مجرم الحرب” الذي حوكم على قضايا اقتصادية
يذكر أن هانيبال معمر القذافي سجن في لبنان بتهمة تشكيل جماعة إرهابية وإخفاء معلومات تتعلق بمقتل الإمام الصدر، وهو ما يفسّر وجود عائلته في سوريا، والتعامل الخاص الذي تحظى به العائلة من حيث وجود الحراسة الشخصية.
حادثة الدهس التي شهدها حي المزة الدمشقي، والسيرة الذاتية الحافلة بالانتهاكات لـ"ألين سكاف"، تؤكّد بما لا يرقى إليه شك أن المواطن السوري هو الحلقة الأضعف في بلاده، وأنّ النظام لا يعبأ بدماء السوريين، بل يعبأ بمن يدين له بالولاء أولاً... أسرة القذافي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!