-
تقرير: حركة النهضة التونسية تتراجع عن موقفها وترشح عبدالفتاح مورو في انتخابات الرئاسة
صادق مجلس شورى حركة النهضة التونسية بالإجماع على تزكية عبد الفتاح مورو مرشحاً للحركة في الانتخابات الرئاسية، حسبما أفادت إذاعة "موزاييك" عبر موقعها الإلكتروني. وأضافت أن تزكية مورو تمت دون تصويت.
وبهذه التزكية، تراجعت حركة النهضة عن موقفها السابق بعدم تقديم مرشح من داخلها في انتخابات الرئاسة المقررة منتصف الشهر المقبل، بحسب المصدر نفسه.
جاء اختيار مورو في وقت متأخر من ليل الثلاثاء/الأربعاء، ويتوقع أن يفتح الأمر أبواباً واسعة للجدل في صفوف الحركة التي لم تعد خلافاتها الداخلية خافية على أحد.
كما أنه سيضع الحركة الإخوانية في مرمى نيران الجميع سواء في الانتخابات الرئاسية التي جاءت قبل موعدها بسبب وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، أو في الانتخابات التشريعية التي ستتأثر حتماً بمسارات واتجاهات التصويت في ماراثون السباق نحو قصر قرطاج الرئاسي.
الترشح
يتم تقديم الطلبات بين 2 و9 أغسطس وسط دعوات بعض الأحزاب لتأخير هذا الموعد الاستثنائي حتى لا يتقاطع مع حملة الانتخابات التشريعية، وفتح المجال للمرشحين للاستعداد بشكل أفضل لهذا الاستحقاق.
وتعلن الهيئة العليا للانتخابات التونسية في 31 أغسطس على أبعد تقدير، أسماء المرشحين النهائيين لهذه الانتخابات، ثم تنطلق الحملة الانتخابية من 2 إلى 13 سبتمبر وبعد يوم الصمت الانتخابي، يدلي الناخبون بأصواتهم في 15 سبتمبر.
من هو عبدالفتاح مورو
- عبد الفتاح مورو، هو أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في تونس، نائب رئيس حزب النهضة، من مواليد عام 1948 بالعاصمة التونسية.
- تعلم في مدرسة الصادقية، ودرس في كلية الحقوق والشريعة بالجامعة التونسية، وتخرج فيها عام 1970، ويتحدث الفرنسية والألمانية.
- بعد تخرجه عمل قاضياً حتى عام 1977، إلا أنه قدم استقالته وعمل بالمحاماة.
- شارك مورو في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بقائمة مستقلة وذلك مع مجموعة من المستقلين تحت اسم "طريق السلامة" لكنه لم يفز، وبعد الانتخابات رشح لمنصب مستشار في حكومة حمادي الجبالي لكن لم يعيَّن، ليعود لحركة النهضة بعد مؤتمرها في سنة 2012 وانتخب عضواً في مجلس شورى الحركة ونائباً لرئيسها راشد الغنوشي.
- في الانتخابات التشريعية 2014، فاز عبد الفتاح مورو بمقعد عن الحركة في الدائرة الانتخابية تونس 2، وبعد افتتاح المجلس تم انتخاب محمد الناصر عن نداء تونس رئيساً للمجلس وعبدالفتاح مورو نائباً أولا له وفوزية بن فضة الشعار عن الاتحاد الوطني الحر نائبًا ثانيًا لرئيس المجلس.
الغنوشي غاضباً
ويبدو أن الخلافات بين زعيم الحركة، راشد الغنوشي، ومرشحها للرئاسة عبد الفتاح مورو أصبحت ككرة ثلج تكبر يوماً تلو الآخر، فالغنوشي الذي حال دون ترشيح مورو في اجتماع الحركة السبت الماضي، كان يسعى للتحالف مع مرشح من خارج الحركة.
وذلك، ليضمن إبرام صفقة متكاملة تمكنه من خوض الانتخابات التشريعية بتنسيق كامل يقوده لرئاسة البرلمان، وقد كان هناك بالفعل خط مفتوح مع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، وأعدت لجان الحركة ملفاً متكاملاً بإمكانية التنسيق مع الشاهد.
بل وأعطى الغنوشي إشارات إيجابية في اتجاه الترحيب بترشيح وزير الدفاع الوطني، عبد الكريم الزبيدي.
ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذي يدفع الغنوشي لتحريك بوصلة الحركة في اتجاه مرشح رئاسي من خارجها، بل الأهم كان هو التخوف من النفوذ المتنامي لمورو داخل صفوف الحركة، في ظل نظام داخلي يحرم الغنوشي من الاستمرار في زعامة الحركة بعد العام المقبل.
وهذا التخوف ألقى بظلاله الكثيفة على كوادر الحركة وقواعدها ليشطرها رأسياً وأفقياً، بين قيادات تاريخية وقيادات شابة من جهة وبين قيادات الخارج وقيادات الداخل أو السجون من جهة أخرى، فهذا الانقسام مرشح للاستمرار في ظل تحرك القيادات القريبة من الغنوشي في اتجاه الانتقاد المباشر لقرار الحركة بترشيح مورو.
وحدة زائفة
وقد ظهر هذا الاتجاه جلياً في موقف صهر الغنوشي، رفيق عبد السلام، الذي عقب بعد الإعلان عن اختيار مورو على حسابه الخاص بموقع "فيسبوك" معتبراً قرار اختيار مرشح من داخل النهضة لخوض السباق الرئاسي "خيار خاطئ".
وأضاف عبد السلام "رغم احترامي للشيخ مورو فإن اختياره خاطئ ولا يستجيب لمقتضيات المرحلة والوحدة على الخطأ هي وحدة مغشوشة ومزيفة".
ولا يمكن التعامل مع رأي عبد السلام بمعزل عن موقف حماه الغنوشي، ولا يمكن كذلك تجاهل الأثر الذي سيتركه هذا الموقف في نفس مورو وغيره من شباب الحركة وقياداتها ممن وقفوا خلف قرار الدفع بمورو مرشحاً.
ليفانت - تقرير
حركة النهضة التونسية تتراجع عن موقفها وترشح عبدالفتاح مورو في انتخابات الرئاسة
حركة النهضة التونسية تتراجع عن موقفها وترشح عبدالفتاح مورو في انتخابات الرئاسة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!