-
المنطقة الآمنة غير آمنة
غسان المفلح - كاتب سوري
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ سنوات، وهو يتحدث عن إقامة منطقة آمنة شمال سورية، على الحدود مع تركيا، وآخر تصريح له كان منذ يومين٬ الذي شدّد فيه على أنه سيدخل خلال أيام بقواته العسكرية إلى شمال سورية. مستنداً على سببين كما يقول: الأول لمكافحة إرهاب البي كي كي. الثاني إسكان مليون لاجئ سوري في هذه المنطقة. إعادتهم إلى سورية.
أولاً يجب إعادة اللاجئين إلى مناطقهم الأصلية التي أتوا منها ،ليس في الجزيرة السورية٬ وفي سياق حل سوري شامل. هذا غير متوفر في المدى القريب على الأقل إن لم نقل البعيد.
ثانياً من المعروف أن المنطقة هذه فيها تداخل اثني عربي كردي أشوري. مما يعني اننا أمام لغم ديمغرافي٬ لانعرف متى ينفجر!! لهذا أسباب كثيرة حيث ساهم نظام الإبادة الأسدي ومعه اللعب الدولي في الملف السوري. إضافة إلى الجهاديين والروس وإيران وتركيا والبي كي كي. كل هذا تم برعاية العم سام. كل هؤلاء ساهموا بتهتك النسيج الوطني في تلك المنطقة وفي سورية عامة.
هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الاحتلال التركي لعفرين المتحالف مع قوى محسوبة على المعارضة السورية٬ كان نموذجاً سيئآ من الانتهاكات الحقوقية التي تحدث بحق شعبنا في عفرين، وغيرها من المناطق الخاضعة لما يسمى الجيش" الوطني".
الشرخ الكردي- العربي الذي يجب معالجته بإعطاء كل ذي حق حقه. قبل ذلك: القيام بإسكان مليون عربي سوري من اللاجئين في تركيا٬ يعني الإبقاء على لغم يدفع ثمن انفجاره الشعب السوري كله في تلك المنطقة. رغم أنني استبعد قيام مثل هذا السيناريو رغم التهديد الأردوغاني به. استبعده لأن مثل هذه الخطوة تحتاج لموافقة دولية٬ وهذه شبه مستحيلة على الأقل في المدى المنظور. بالتالي لايمكن الحديث عما اسمه منطقة آمنة. بل لغم متحرك٬ قابل للانفجار من عدة أطراف٬ في ظل هذا التهتك في النسيج السوري. في ظل موقف دولي متخاذل.
بالمقابل نحن أمام مشكلة تركية داخلية بين الحكومة التركية من جهة وبين قوات البي كي كي من جهة آخرى على الأرض السورية. طبعاً لايمكن آيضا إغفال آن قيادة قنديل مصرة على إبقاء المنطقة قاعدة عسكرية لنشاطها ضد القوات التركية. إذا نحن أمام تبادل مصالح وادوار بين الطرفين يدفع ثمنه شعبنا السوري كرداً وعرباً وغيرهم. كما اشدد دوما ان البي كي كي هو قوة تحرر في تركيا لكنه صار قوة احتلال في سورية. مع تحفظي على قضية استمرار السلاح من أجل الحق الكردي في تركيا.
انطلاقاً من هذه المقدمات٬ وغيرها لايتسع المجال للحديث عنها هنا. نرى أن المنطقة الآمنة ليست آمنة٬ ولن تكون ما لم يتم إسقاط الاسدية. وقيام حل سوري عادل ولو بالحدود الدنيا.
كي نحاول رؤية الصورة بشكل أوضح طرحت هذه القضية للنقاش كمدخل للوصول إلى فضاء سوري مشترك في تلك المنطقة:
كي لانظل ندور بنفس الحلقة المفرغة، هذا رافع العلم التركي وذاك رافع العلم الأمريكي،...إلى آخره. اعتقد لو طلب من أكراد سورية أو عربها أن يكونوا تحت رعاية حكومة إقليم كوردستان العراق٬ لتحميهم من تغول احتلال البي كي كي وقبله الأسد، هل كانوا سيرفضون؟ نفس المبدأ السوري٬ خاصة السوريين الذين يعيشون في أوروبا، أليست أوروبا هي من تحميهم؟ إذا كيف تقبل أن تحميك أوروبا من نظام الأسد، ولا تقبل للسوري الآخر أن يطلب الحماية من الاحتلال التركي أو خلافه؟ لهذا القضية تحتاج لنقاش مختلف عن هذا العرس الاتهامي المتبادل من قبل الجميع، شعبنا هو الذي يدفع الثمن بالنهاية. العمل على حل جماعي. هذه الحالة تنطبق على خطوة أدوغان في المنطقة الآمنة. التي سوف لن تكون آمنة إذا احتلت. كأنه محكوم على السوري ان يختار محتله!! هذا كله جراء استمرار عصابة الإبادة الاسدية. هنا يجب ان توظف جهود كل السوريين لاسقاطها.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!