المسيّرات التركية في قبرص تعرض الرحلات التجارية للخطر

تتحرك تركيا في الآونة الأخيرة باتجاه نشر طائرات درون دون طيار في قاعدة Geçitkale في "الجمهورية التركية لشمال قبرص" ما يزيد من المخاطر الأمنية لآلاف الرِّحْلات الجوية التجارية التي تتم في جميع أنحاء الجزيرة.

وفي ضوء هذا التحرك، حذّرت هيئة سلامة الطيران المدني والتجاري في البحر الأبيض المتوسط (FSF-Med) ومقرها الولايات المتحدة أول أمسِ الثلاثاء من مخاطر هذا الإجراء على سلامة الطيران بعد رصد عدة خروقات لكاردورات جوية لطيران تجاري من قبل مسيرات تركية.

حول هذا، سجّلت دراسة 166 "حادثة" وقعت داخل المجال الجوي الذي يسيطر عليه مركز نيقوسيا في عام 2019، دون تحديد الطبيعة الدقيقة للحوادث. وأشارت الدراسة نفسها إلى أنه بين عامي 2016 و2018، كان هناك 276 و 260 و 254 "حادثة" على التوالي.

واستشهد الاتحاد الدَّوْليّ لرابطات طياري الخطوط الجوية بالدراسة نفسها التي أجرتها وكالة السلامة الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي مؤخراً بأن العواقب المحتملة لمثل هذه التعليمات المتضاربة على الطائرات المدنية "يمكن أن تكون ضارة بسلامة الطيران بالنسبة للطائرات العاملة في المنطقة".

وصرحت إف إس إف ميد، وهي منظمة غير حكومية تابعة لمؤسسة سلامة الطيران الدولية ومقرها واشنطن العاصمة، أول أمسِ الثلاثاء بأن التحديث المخطط للقاعدة الجوية التركية في جيسيكالي - المسماة ليفكونيكو باليونانية - قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة الاتصالات والتنسيق بين سلطات الطيران في تركيا وقبرص اللتين أخلتا بالفعل بسلامة الطيران لسنوات.

درون / صورة تعبيرية

وفي سياق متصل، أشار تقرير استخباراتي حصلت عليه وكالة أسوشيتيد برس إلى أنه سيتم توسيع قاعدة جيسيكالي لاستضافة طائرات دون طيار من طراز بيرقدار تي بي 2 مسلحة وغير مسلحة وطائرات مراقبة وطائرات تدريب وطائرات مقاتلة متقدمة.

قبرص التركية ترفض التنسيق مع جارتها اليونانية

على الرغم مما يمكن أن يسببّه عدم التنسيق من كوارث، تصر سلطات قبرص التركية ألّا تتواصل سلطات مراقبة الحركة الجوية التركية والقبرصية التركية مع مركز نيقوسيا المعترف به دولياً للجزيرة في الجَنُوب، وغالباً ما تصدر تعليمات متضاربة لتمرير الطائرات المدنية، مما أدى إلى العديد من الحوادث الوشيكة بين طائرات الركاب في الماضي التي كشفت عنها وكالة الأسوشييتد برس في 2011.

يتزايد الخطر لأن الطائرات العسكرية التركية لا تشارك خطط الطيران مع السلطات الحكومية القبرصية ويمكن أن تطير بالقرب من الطائرات المدنية.

قالت إف إس إف ميد إنها ستضغط على هيئات سلامة الطيران الدولية والأوروبية للتعبير عن مخاوفها بشأن المخاطر الإضافية التي تشكلها قاعدة الطائرات دون طيار ومطالبتهم بإجبار تركيا على الامتثال لقواعد السلامة الجوية الدولية.

وقُسّمت قبرص إلى شمال انفصالي يسيطر عليه القبارصة الأتراك وجنوب يسيطر عليه القبارصة اليونانيون دوليا في عام 1974 عندما غزت تركيا بعد انقلاب أنصار الاتحاد مع اليونان.

وأعلن القبارصة الأتراك دولة مستقلة بعد ما يقرب من عقد من الزمان، لكن تركيا فقط هي التي تعترف بها.