-
الإعلام الفرنسي يفضح انتهاكات أنقرة في طرابلس
يبدو أن الإعلام الفرنسي قد بات مهتماً بعناية إلى تصاعد التوتر بين باريس وأنقرة، في ملفات شائكة عدة خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يعمل الإعلام الفرنسي على رصد التجاوزات التركية للقرارات الدولية، بما فيها تصدير الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا وسوريا، موليةً أهتماماً كبيراً لفضح ذلك بالأدلة والبراهين عبر تقارير لوسائل إعلامية مختلفة، وهي تقارير أقرها الرئيس التركي بنفسه مؤخراً من خلال الاعتراف بإرسال مرتزقة إلى ليبيا من المسلحين السوريين التابعين له ممن يعرفون بمسمى "الجيش الوطني السوري"، إضافة إلى الإقرار بمقتل جنود أتراك.
وفي ذاك السياق، كشفت إذاعة “يورب1” الفرنسية، في تقرير لها، في السادس عشر من فبراير، وقائع أكدت عبرها انتهاك أنقرة لقرار حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، وقالت الإذاعة إنها حصلت على معلومات وأدلة تؤكد انتهاك تركيا قرار حظر الأسلحة، أبرزها رصد سفينة تحمل اسم “ميدكون سينوب” ووصلت إلى المياه الإقليمية الليبية، مشيرةً إلى أن السفينة وصلت برفقة فرقاطتين تابعتين للبحرية التركية، “جوكسو” مسجلة برقم F497 والفرقاطة الثانية “جوكوفا” مسجلة برقم F496، وكان دورهما هو حظر كل مراقبة ومصادرة الشحنة.
وتحت عنوان “أدلة اختراق تركيا لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا”، لفتت الإذاعة الفرنسية إلى أن تركيا تتجاهل تنديد الأمم المتحدة مراراً وتكراراً بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وأضافت “يورب1” أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وصف عملية انتهاك الحظر بـ”الفضيحة”، كما استهدف تقرير للمنظمة الأممية، الذي صدر في نهاية عام 2019، الدول التي تصدر الأسلحة إلى ليبيا مباشرة، وكانت من بينها تركيا.
إقرأ أيضاً: مَن يرغب بدعم “إنعزالية” المسلمين في فرنسا؟
وقالت الإذاعة الفرنسية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استهدف تركيا مباشرة يوم 29 يناير/كانون الثاني، مؤكداً أن السفن التركية “رافقت” المرتزقة السوريين الذين وصلوا إلى ليبيا، وأضافت أن القوات البحرية الفرنسية رصدت هذه التحركات التركية في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، وأشارت إلى أنه “حتى وقت قريب، استمرت انتهاكات حظر الأسلحة التركية”، وتابعت: “الأربعاء الماضي بينما اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، كانت سفينة تركية تحمل شحنة أسلحة المتجهة إلى المليشيات الليبية في ميناء مصراتة”.
وأكدت الإذاعة الفرنسية أن الأسلحة التركية تم تسليمها للمليشيات الليبية، والمرتزقة السوريين، مشيرة إلى أنه “وصل بالفعل 4700 مرتزق سوري وهناك 1500 آخرون بقوائم الانتظار لنقلهم من شمال سوريا، حيث يشاركون في الهجوم التركي ضد الأكراد، وأضافت: “على الجبهة الليبية، يتحرك المرتزقة الأتراك ضد قوات الجيش الوطني (الليبي)، تحت إشراف وتدريب القوات الخاصة التركية”.
وتابعت: “كما يشرف على هؤلاء المرتزقة أيضاً مجموعة عالية التدريب من شركة خاصة للأمن تابعة لجنرال مقرّب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسمى (صادات)، وتتمثل مهمتها في (إقامة تعاون عسكري بين الدول الإسلامية، لمساعدة العالم الإسلامي على أن يأخذ المكان الذي يستحقه بين القوى العظمى) بحسب ما تنشره على موقعها الإلكتروني”.
تسليح مليشيات طرابلس
التقرير ذاك، والذي يتباهى به الأتراك بكونهم يسلحون مليشيات طرابلس ضد من تدعي بأنه (العقيد الفار) في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، يثبت الاتهامات التي ووجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في التاسع والعشرين من يناير، عندما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"عدم احترام كلامه" ونكث تعهداته بشأن الهدنة في ليبيا، حيث كان أردوغان قد تعهد في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
وصرّح الرئيس الفرنسي بعد استقباله رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: "رأينا في الأيام الأخيرة سفناً تركية تقلّ مرتزقة سوريين تصل إلى الأراضي الليبية"، معتبراً أن ذلك "يتعارض صراحة مع ما التزم به الرئيس أردوغان بالقيام به أثناء مؤتمر برلين، إنه عدم احترام لكلامه"، حيث كان قد طالب ماكرون خلال مؤتمر حول ليبيا في برلين في 20 يناير الماضي، بـ"الكف" عن إرسال مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى طرابلس دعماً لميليشيات الوفاق، وقال ماكرون خلال المؤتمر "يجب أن أقول لكم إن ما يقلقني بشدة هو وصول مقاتلين سوريين وأجانب إلى مدينة طرابلس، يجب أن يتوقف ذلك".
إقرأ أيضاً: ترحيل (الدواعش) كـ ورقة ضغط جديدة لـ أنقرة.. هل يستجيب الغرب لمشاريعها؟
وفي الثاني من فبراير، حذّر تقرير استخباراتي فرنسي من تسرب مرتزقة أجانب إلى إيطاليا بعد فرارهم من ليبيا، حيث تم نقلهم إليها عبر فرقاطات تركية، وقالت صحيفة لوموند الفرنسية، نقلاً عن مصدر بالمخابرات الفرنسية، قوله: إن “ما بين 1500 و2000 مسلح أرسلتهم تركيا إلى ليبيا من سوريا فر بعضهم بالفعل وتسربوا إلى إيطاليا”، حيث رصدت مقاتلات رافال فرنسية فرقاطات تركية كانت ترافق سفينة شحن تحمل أسلحة إلى طرابلس، حيث كان على متنها مدرعات ناقلة للجنود.
وفي مهمة استطلاعية للرافال المرافقة لحاملة الطائرات شارل ديجول، رصدت المقاتلة الفرنسية عملية إنزال مركبات مدرعة ثقيلة في ميناء طرابلس من سفينة تركية ورافقها 4 فرقاطات تركية لعبور المياه الليبية، واستندت لوموند إلى ما ذكره موقع أوبيكس 360 العسكري الفرنسي، حيث أكد وجود هذه المعدات بهدف محاولة عرقلة الجيش الوطني الليبي جواً عن طريق شن غارات على طرابلس.
ونبّه المصدر الاستخباراتي الفرنسي مما تمثله عملية الإنزال التركية في المياه الليبية من مخاطر على أمن جميع الأوروبيين، وتحديداً الدول المطلة على البحر المتوسط، ووفقاً لمصدر دبلوماسي أوروبي فإن تركيا أقدمت على تركيب أنظمة دفاع مضادة للطائرات في مطار معيتيقة على بعد نحو 10 كيلومترات شرق طرابلس.
واتهمت الصحيفة الفرنسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم الالتزام بالتعهد الذي قطعه على بلاده، خلال مؤتمر برلين، يناير/كانون الثاني الماضي، حول التوقف عن إرسال أسلحة وعناصر مسلحة إلى ليبيا.
الأوروبيون والخطر التركي القادم من أفريقيا
وهو ما ذهبت إليه صحيفة “لوتون” السويسرية، التي قالت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدر استثماراته في أفريقيا بتدخله العسكري السافر في ليبيا، وأوضحت الصحيفة في الثاني من فبراير أيضاً، أن أردوغان، الذي أنفق مليارات الدولارات في أفريقيا لتعزيز نفوذه في القارة، يثير الآن مخاوف قادتها بعد قراره إرسال قوات لتأجيج الصراع في البلد الغني بالنفط.
وأشارت “لوتون” إلى أن السلطات التركية ترى ما بنته خلال السنوات الماضية في أفريقيا ينهار بسبب مغامرة أردوغان في ليبيا، وقالت الصحيفة “لم نعد نأخذ في الاعتبار رحلات أردوغان إلى أفريقيا بعد الآن”، وبحسب الصحيفة استثمر أردوغان نفوذ حركة الداعية التركي عبدالله غولن في أفريقيا لتأسيس نفوذ بلاده لتمهيد الطريق أمام ضخ الاستثمارات في القارة.
إقرأ أيضاً: هل يمكن للكُرد في شمال سوريا التعويل على فرنسا في مُواجهة تركيا؟
ونقلت الصحيفة السويسرية عن الباحث الفرنسي بمعهد الدراسات الدولية المتقدمة والتنمية جون فرانسوا بايار قوله “كانت حركة غولن رأس حربة تركيا في أفريقيا”، وأضاف الباحث الفرنسي أن “الأفارقة لا يحتملون القوى الاستعمارية، الأمر الذي يزيد من مخاوفهم من تحول الاستثمارات التركية إلى استعمار جديد، فضلاً عن أن الاستثمارات التركية لم ترقَ في حجمها وجودتها عن مستوى استثمار فرنسا والصين”.
وعادت الصحيفة السويسرية قائلة “إن أردوغان يريد بعودة بلاده إلى أفريقيا والتسلل إلى حدود الإمبراطورية العثمانية التي كانت ممتدة في ذروتها من الجزائر إلى إريتريا”، ولفتت الصحيفة إلى “الصومال، البلد الذي يدميه الإرهاب وأهمله المجتمع الدولي، مشيرة إلى أنه في عام 2011 كان أردوغان أول رئيس وزراء غير أفريقي يزور مقديشو، التي مزقها انعدام الأمن والمجاعة، ثم سارع أردوغان بتأسيس وكالة مساعدات إنسانية تركية، إلى درجة أصبحت الصومال بسرعة البلد الأكثر مساعدة من تركيا.
وأوضحت أن تركيا لديها الآن قاعدة عسكرية في مقديشو، حيث تدرب الجيش الصومالي، كما سعت إلى تعزيز وجودها في السودان بالاستحواذ على ميناء استراتيجي بجزيرة سواكن، خلال عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، ورأت أن الدبلوماسيين الأتراك استغلوا أعمال الإغاثة في أفريقيا لتمهيد الطريق أمام رجال الأعمال والجنود الأتراك للغزو العسكري والسيطرة على الثروات الأفريقية، موضحة أن “التدخل العسكري التركي في ليبيا يتناقض مع هذه الاستراتيجية الحذرة”.
وتابعت “إن مخاوف قادة القارة الأفريقية لا تكمن فقط في تورط تركيا بشكل مباشر في النزاع الليبي، بل إنها تنقل المرتزقة السوريين الموالين لها، بمن فيهم القريبون من تنظيم القاعدة إلى ليبيا، لا سيما أن القارة تعاني آفة الإرهاب”، وعاد جون فرانسوا بايار قائلاً “إن القادة الأفارقة ينظرون إلى هذا التدخل بنظرة سلبية، لأنه يصب وقوداً على نيران مشتعلة بالفعل، ويفاقم الأزمة الليبية، وينشر الفوضى والإرهاب، خاصة أن الدول الأفريقية ليست بمنأى عنها”، كما أن الساحل الأفريقي يتأرجح بالفعل نتيجة الهجمات الإرهابية”.
فضح عمليات الارتزاق المدعومة تركياً
ومن جانب آخر، يعمل الإعلام الفرنسي على رصد عمليات نقل المرتزقة السوريين ممن يسمون بـ "الجيش الوطني السوري" إلى ليبيا، فكشفت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية، في الرابع من فبراير، معلومات جديدة حول من جندهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسيطرة على ليبيا، ونقلت الصحيفة الفرنسية، خلال تحقيق استقصائي، بعض شهادات وعملية تجنيد ونقل المرتزقة السوريين.
وتحت عنوان: “من هم مرتزقة أردوغان الذين يخدمون تركيا؟”، أشارت المجلة الفرنسية إلى أنها تريد فتح الملف الأسود للرئيس التركي في ليبيا بنشر شهادات هؤلاء المرتزقة وكيفية تجنيدهم، وأوضحت أن أنقرة جندت أكثر من 3 آلاف مرتزق سوري من قبل المخابرات التركية لتحقيق الأغراض السياسية للنظام التركي في ليبيا، وقالت إنه “على الرغم من الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد السلاح إلى ليبيا، فإن السفن التركية تفرغ شحنات الأسلحة والإرهابيين، في بلد غير مستقر بالفعل وعلى شفا حرب أهلية جديدة”.
إقرأ أيضاً: تركيا “المُدافعة عن نفسها” أم “الغازية” لـ شمال سوريا؟
وأضافت: “لقد تسارعت المناورات العسكرية والدبلوماسية الكبرى في ليبيا بعد قرار تركيا بنشر قواتها هناك بموجب الاتفاق العسكري المبرم مع فايز السراج، رئيس ما يسمى حكومة الوفاق، التي منحت أردوغان الحق في غزو ليبيا والاستيلاء على ثروات شرق المتوسط”، وتابعت: “جند أردوغان الآلاف من المرتزقة السوريين، الذين أصبحوا الجناح المسلح الجديد لتوسّعه الإقليمي، وذلك بنشر أكثر من 3 آلاف مرتزق سوري”.
وقالت “لكسبريس” في تحقيقها: “على الخط الأمامي، خارج طرابلس، يعد هؤلاء الإرهابيون أسلحتهم في انتظار هجوم كبير محتمل”، مضيفة: “في الوقت الحالي، يتدربون تحت سلطة ضباط من الجيش والاستخبارات التركية”، ونقلت الصحيفة عن أحد المرتزقة ويدعى عدنان (40 عاماً) وهو متزعم فيما يسمى بـمليشيا “فرقة الحمزة” قوله: “تتم معاملتنا مثل الجنود من الجيش التركي”، موضحاً: “لدينا نفس الطعام ونفس الزي الرسمي ونفس المعدات”.
وتابع أن “دخول المرتزقة غير قانوني، ولكن كثيرين ليست لديهم هوية، وبالتالي تستطيع تركيا طمس آثارهم بسهولة والتنكر بوجودهم”، وأضاف عدنان: “إلى متى سنبقى دون قتال؟ نحن نطلق النار أقل من حفل زفاف في سوريا!”، وحول كيفية الدخول إلى ليبيا، روى عدنان أنه “في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، هبطت في طرابلس مع نحو 30 رجلاً تم تجنيدهم من شمال سوريا، قمنا جميعاً برحلة منتظمة من غازي عنتاب في جنوب تركيا”، وتابع: “كان هناك مضيفون وصواني وجبات، وكانت أول مرة أطير فيها بالمنطاد، كان الأمر مرعباً!”.
واستطرد: “قبل ركوب الطائرة، لم يكن قائدها وطاقمها يعرفون حقا كيفية تحديد موقع ليبيا على الخريطة”، موضحاً أن “طاقم الطائرة أيضاً كانوا الإرهابيين المنشقين في سوريا الذين جاءوا لمحاربة قوات بشار الأسد بمساعدة تركيا ولكنهم لم يعرفوا شيئاً عن الصراع”، وقال: “تركيا أعادت تدريب هؤلاء المسلحين لاستخدامهم مرة أخرى ضد عدوها الجديد في ليبيا؛ الجيش الوطني الليبي”.
إقرأ أيضاً: كيف رسمت الولايات المتحدة وروسيا منطقة آمنة لـ تركيا؟
وحول آلية تجنيد المرتزقة، نقلت الصحيفة الفرنسية عن مسلح آخر يدعى “محمد” ضمن مليشيا “جيش الإسلام”، قوله: “في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، استدعت القوات التركية القادة الرئيسيين لما يسموا الجيش الوطني السوري لحضور اجتماع روتيني في غازي عنتاب بتركيا”، وأضاف: “تم استخدام هذا الجيش المتباين من المرتزقة والإرهابيين منذ عام 2016 كمساعد في العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا”.
وقال: “لقد كان الاجتماع هذة المرة لايدور عن سوريا، إنما طرابلس الليبية”، وتابع: “جميع القادة الإرهابيين الذين كانوا في الاجتماع كانوا يشعرون بالذهول، إذ إن الأوامر التركية هذه المرة ليست بمقاتلة الجيش السوري في إدلب، إنما الجيش الليبي في طرابلس”، وأوضح: “نظمت أجهزة الاستخبارات التركية عدة اجتماعات مع زعماء القبائل والعسكريين في سوريا لإقناعهم بإرسال أبنائهم إلى ليبيا”، وأوضح محمد أن حملة التجنيد التي أطلقها الأتراك أدت إلى انقسامات داخل المعارضة السورية، ففي إدلب، ندد بعض المتظاهرين “بخيانة الثورة السورية” من جانب أنقرة.
وتابعت صحيفة “لكسبريس” في تحقيقها: “لكن كثيراً من الفصائل استجابت لدعوة الأتراك التي من بينها: فصيل آل حمزة، ومجموعة عدنان، وكتائب المعتصم أو صقور الشام، أما فرقة السلطان مراد، فكانت أول من أرسل قواته إلى ليبيا، وهي غالبيتها من التركمان السوريين”.
وأضاف محمد أنه تم إرسال “لجنة اعتراف” مؤلفة من 3 ضباط، هم: فهيم عيسى، ومحمد شيخلي وعلي اليرموك، إلى ليبيا لتقييم الاحتياجات البشرية والمادية، وأوضح: “منذ ذلك الحين، تنتشر مجموعة متواصلة من الطائرات المدنية والشحن بين تركيا وليبيا لنقل المرتزقة المتطوعين”، موضحاً أنه “هو ورجاله انتهى بهم الأمر للاستسلام والامتثال للأوامر التركية بالانضمام إلى طرابلس لضمان استمرار الحصول على الدعم التركي”.
إقرأ أيضاً: النصرة تُبرر المقايضة التركية الروسية لـ إدلب مع شرق الفرات
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد مرة جديدة، السبت\الثاني والعشرين من فبراير، وجود قوات تركية في العاصمة الليبية إلى جانب مرتزقة سوريين، من أجل مواجهة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مراسم تدشين طريق بري في ولاية إزمير غربي تركيا، بحسب ما أفادت وكالة إعلام روسية، إن “بلاده تحارب حفتر في ليبيا”، مشيراً إلى سقوط عدد من القتلى في الجانب التركي هناك. وأضاف: “نحن موجودون بجنودنا والجيش الوطني السوري في ليبيا، ولدينا بعض القتلى هناك، ولكننا أوقعنا نحو 100 قتيل وجريح من قوات حفتر”.
ومن الواضح أن تصعيد الخطاب التركي ضد أوروبا خلال السنوات السابقة، نتيجة تحكمها بملف اللاجئين السوريين والتهديد المتواصل بفتح البوابات أمامهم بإتجاه أوروبا، قد بات يقض مضاجع القارة العجوز، التي أكتوت بنيران السياسات التركية في سوريا، ولا تريد أن يتكرر الأمر ذاته في ليبيا، فيما تسعى أنقرة إلى حصار أوروبا، عبر الرغبة في السيطرة على بوابتها الجنوبية مع القارة السمراء، علها تكون ورقة أبتزاز جديدة يمكن تهديد أوروبا بها، إلى جانب ملفات شائكة أخرى كالغاز في شرق المتوسط، والتعديات التركي على قبرص واليونان وغيرها، ليبقى السؤال الأهم، ما هي الخيارات الأوروبية القادمة، وهل يمكن أن يكون الخيار العسكري من بينها؟
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!