الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
‎باسم يوسف ولقاؤه الثاني مع بيرس مورغان
نزهت شاهين

عندما توقف برنامج "البرنامج" الذي كان يقدمه الإعلامي الطبيب باسم يوسف عام 2014 كانت هناك أزمة بالنسبة لمتابعيه، وكانوا يطالبونه بالاستمرار، والوقوف أمام العاصفة الهائجة للسلطة الحاكمة في مصر، متناسين بأن باسم لديه حياته الشخصية وعائلة بالإضافة إلى أن لكل إنسان القدرة على التحميل، فقرر ترك مصر والتوجه إلى الولايات المتحدة.

يتكرر نفس الموقف في لقائه الثاني مع بيرس مورغن، وبطبيعة الحال لدى كل إنسان في ذهنه مقارنة تلقائية بين المقابلتين، فكانت الأولى هي باسم يوسف الساخر المنتقد بأسوبه الذكي والناجح والأهم أنه فعّال، وله نتيجة مرضية لمناصري القضية الفلسطينية، أما في اللقاء الثاني كان الجمهور يتوقع أن يكون تتمة لنفس أسلوب اللقاء الأول ولكن الثاني كان له خصائص مختلفة، فكانا هادئين وكأنها جلسة ودية كأي صديقين يتبادلان أطراف الحديث، ورغم كلام باسم وإعطائه معلومات تاريخية مهمة ولها قيمة كبيرة لدى الغرب والشرق، ومع ذلك لم يكن هناك حماس بالنسبة لفئة من الجمهور العربي لهذه المقابلة، لأنه ببساطة لم يكن باسم الذي نريده أو ما نتمناه، الهجومي الساخر الحاد وهنا نعود لنفس أزمة باسم عندما توقف البرنامج والذي تحدث عنه في البداية، لذلك نشر تغريدة بعد لقائه الأول على منصة إكس قال: "فيها من عاش بمدح الناس مات بذمهم بكرة تقلبوا عليا تاني" في توقع منه ما قد يحصل كما حصل معه سابقاً عام 2014.

وفي تحليل ما جرى، هناك أسباب لحالة الرضى أوعدم الرضى عن باسم، وهي أنه نحن في بحث دائم عن البطل والمنقذ في أزماتنا السياسية والأخلاقية، ونحن هنا أمام أهم قضية عربية وإسلامية على مر العصور، وسبب آخر وهو تنميط باسم بهذا القالب الذي أحببه الناس متغاضين عن الكم الثقافي والمعرفي خلال اللقاء على حساب الأسلوب المحبب للناس، وسبب ثالث وهو أن باسم ومن الواضح جداً بأن خطابه كان موجهاً للغرب أكثر، وبأن تأثيره بالمعلومات التاريخية عن دولة إسرائيل سيعيد التفكير في هذا الكيان منذ نشأته، ولم يهدف باسم إلى مخاطبة الشارع العربي لأنه بطبيعة الحال منحاز للقضية الفلسطينية.

‎في النهاية يجب عدم تحميل باسم الفشل الذي نعيشه وضمه إلى قائمة الخذلان الطويلة التي نتعرض لها عبر عقود من قبل حكامنا العرب، وإهمال الغرب لأبسط حقوقنا في نيل الديمقراطية وضمان حرية التعبير عن الرأي، ولنترك فكرة البحث عن البطل جانباً ونتحرك وننجز ضمن ما هو متاح من قدراتنا، فهي أفضل نتيجة في مواجهة الأفكار من خلال العمل وتطوير الأفكار المضادة للتضليل الكبير الذي نعيشه.

ليفانت - نزهت شاهين

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!