الوضع المظلم
الإثنين ١٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • وخامة الأوضاع الإيرانية تنتظر أفعالاً لا أقوالاً

وخامة الأوضاع الإيرانية تنتظر أفعالاً لا أقوالاً
فريد ماهوتشي 

استمر النظام الإيراني في موجة إعدامات للسجناء، وأعدم أمس جعفر محمدبور وقباد فرهادي وسجين آخر في سجن أرومية. بالأمس، تم إعدام هوشنك أمير زاده في سجن قزوين المركزي وعليدوست براهويي في سجن زاهدان.

يوم الثلاثاء 6 يونيو، تم إعدام اثنين من المواطنين البلوش يدعيان مالك بلوش ماهاني وكامبيز برزكار في سجن كرمان وعين الله بدري نجاد وجلال بازكير في سجن كرج المركزي على يد عناصر النظام الإيراني.

ويتواصل نقل المحكوم عليهم بالإعدام إلى زنازين انفرادية لتنفيذ الحكم، وفي يوم الخميس تم نقل سجينة تدعى بروين موسوي وسجينين آخرين إلى زنازين انفرادية في سجن أورمية، ونُقل يوم الثلاثاء 3 سجناء إلى زنازين انفرادية في سجن شيراز. يقال إن قضاء نظام الملالي أرسل مؤخرًا قائمة تضم 50 سجينًا محكومًا عليهم بالإعدام إلى سجن كرمان لتنفيذ الحكم.

يعلم قادة هذا النظام جيداً بأن وخامة الأوضاع في إيران صارت من المسائل والأمور المعروفة للأوساط السياسية والاعلامية، وحتى إن أي تحرکات سياسية  للنظام على المستويين الإقليمي والدولي، يتم ربطها بالأضاع الداخلية السيئة وبالعزلة الدولية التي يعاني منها الأمرين.

الأوضاع المختلفة في إيران، وبشکل خاص في الأعوام الأخيرة، تتجه من سيء إلى أسوء لکنها ساءت بدرجة أکبر من أي وقت مضى منذ أن استلم إبراهيم رئيسي لمهام عمله، والملفت للنظر هنا، أن رئيسي تميز عن أسلافه بکثرة إطلاقه للتصريحات والوعود الرنانة والعهود المعسولة، إلى جانب أنه کان الأکثر قرباً ودعماً من جانب خامنئي، وخصوصاً إذا ماعلمنا بأنه قد قدم أکثر من 50 وعداً أثناء حملته الانتخابية لم يتمکن لحد الآن من الإيفاء ولو بنسبة قليلة منها.

الحقيقة التي يجب تقبلها، هي أن رئيس النظام مجرد واجهة وأنه الآمر الناهي وصاحب القرار الأول والأخير، کان وما يزال هو خامنئي، ولذلك فإن المشکلة في النظام وفي خامنئي ولکن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الأهمية والاعتبار هي أن رئيسي قد جلس على کرسي الرئاسة بدعم وتأييد غير مسبوق لخامنئي، رغم أنه "أي رئيسي"، وجه مکروه شعبياً لماضيه الدموي، ولا سيما کونه عضواً في لجنة الموت التي قامت بمجزرة السجناء السياسيين، والأهم من ذلك أن الانتفاضات الثلاثة الأخيرة، قد تميزت بترديد شعارات الموت لخامنئي وللنظام، وهو يدل على أن الشعب الايراني قد بات يعرف جيداً أين بيت الداء.

على مر الـ44 عاماً المنصرمة، دأب الرٶساء المتعاقبون على الحکم على إطلاق الخطب والتصريحات المطمئنة التي يعدون فيها بتحسين کذا وکذا من الأوضاع، وبشکل خاص الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، لکن من دون أن تقترن تلك الخطب والتصريحات بالأفعال التي تجسدها على أرض الواقع، غير أنه وخلال عهد رئيسي، تميز بالأکثر إلقاء للخطب والتصريحات الإعلامية ليس من جانب رئيسي فقط بل وحتى من جانب خامنئي نفسه، ولکن وکما تعود الشعب فإن هذه الخطب والتصريحات لم تکن إلا هواء في شبك، وإن الأوضاع التي أدت الى اندلاع انتفاضة الـ6 أشهر ما زالت على حالها إن لم نقل إنها صارت أسوء، ولذلك فإن تخوف قادة النظام ومسٶوليه من اندلاع انتفاضة أمر في محله، ولا سيما وإن قادة النظام مستمرون بتقديم الخطب والتصريحات التي لا انعکاس لها على أرض الواقع.

ليفانت - فريد ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!