الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
نجيب الشابي: يساري في نجدة إخوان تونس
 نور الدين بالطيب 

أعلن نجيب الشابي (77 عاماً)، أقدم معارضي الزعيم الحبيب بورقيبة والرئيس زين العابدين بن علي، مبادرة تحت عنوان "جبهة الخلاص الوطني"، من أهم معالمها ما سماها بـ"العودة إلى الديمقراطية، بإحياء البرلمان من جديد وتشكيل حكومة إنقاذ وطني".

وانطلق الشابي في إجراء "مشاورات" لتشكيل حكومته، وكانت البداية مع زعيم إخوان تونس، راشد الغنوشي، ومجموعة "مواطنون ضد الانقلاب"، وهي إحدى تعبيرات حركة النهضة الإخوانية وقيادة الحزب الجمهوري، أحد حلفاء إخوان تونس.

مبادرة الشابي هي في الحقيقة من أجل إنقاذ إخوان تونس من عزلتهم السياسية والشعبية بعد فشلهم في حكم البلاد طيلة عشر سنوات كانت هي الأسوأ في تاريخ تونس المعاصر، حسب المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، أنهاها الرئيس قيس سعيد، يوم 25 يوليو الماضي، بتجميد البرلمان الذي كان مركز نفوذ حركة النهضة الإخوانية ثم حلٌه.

وفي الحقيقة، ولع نجيب الشابي بحركة الإخوان التونسية ليس جديداً، فرغم أنه بدأ حياته السياسية ضمن حركة البعث، أواخر الستينات، وعرف السجن بسبب نشاطه السياسي مع البعثيين، ثم انتمى إلى اليسار التونسي، مطلع السبعينات، واضطر للهجرة إلى فرنسا لنفس السبب قبل أن يعود في مطلع الثمانينات ليؤسس حزب التجمع الاشتراكي التقدمي، وكان هدفه تجميع اليسار التونسي، ورغم الانتماء الفكري والسياسي لليسار اختار الشابي التحالف مع الإخوان، بداية مطلع التسعينات، بعد أن خسروا المواجهة مع نظام بن علي وفرار قياداتهم إلى السودان وأوروبا.

وفي ما يسميه إخوان تونس بـ"المحنة" بعد اكتشاف النظام لمخططهم الانقلابي، فيما يعرف بقضية "براكة الساحل" ومخطط اغتيال الرئيس بن علي، كان نجيب الشابي في نجدة الإخوان الذين احتموا بحزبه الذي غير اسمه ليصبح التجمع الديمقراطي التقدمي، وكان الإخوان مكوناً أساسياً فيه كما كانوا مكوناً في التحالف اليساري الإخواني المعروف بهيئة 18 أكتوبر (تشرين الأول 2005) التي قادت إضراب جوع على هامش قمة المعلومات التي احتضنتها تونس آنذاك لإحراج نظام بن علي.

ورغم أن إخوان تونس سريعاً ما تخلوا عن الشابي بعد وصولهم إلى الحكم، كعادتهم اغتالوا حليفهم محمد أنور السادات، بل جندوا الأئمة على منابر المساجد لتكفيره وتكفير قيادات حزبه وخصصوا عشرات الصفحات مدفوعة الأجر على شبكة فيسبوك لتشويهه، رغم كل ذلك هرع الشابي مرة أخرى لإنقاذ إخوان تونس آملاً في أن يلقى دعماً من الإدارة الأمريكية والدول الكبرى ضد الرئيس قيس سعيد، مثل ما لقيه قبل 14 يناير 2011 ضد الرئيس الراحل بن علي، لكن الشابي ورغم خبرته السياسية الطويلة نسي أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مهزلة وأن السلطة عرت إخوان تونس وكشفت زيف ادعاءاتهم بعد كل ما عاشه الشعب التونسي في عهدهم من مآسٍ ومن فقر والحصيلة الكارثية لحكمهم.

 

ليفانت - نور الدين بالطيب 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!