-
ناجيات سوريات.. وأصوات في مقاومة الصمت
نشر المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية تقريراً تحت عنوان “أصوت في مقاومة الصمت”، لتوثيق شهادات الناجين والناجيات من معتقلات النظام السوري، حيث يفرد التقرير مساحة خاصة للأصوات النسائية، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمراة.
وفي هذا السياق، حدثتنا المحامیة والناشطة بمجال حقوق الإنسان من مؤسسات شبكة المرأة السوریة "جمانة سیف" التي عملت على هذا التقرير بالشراكة مع الكاتبة وجدان ناصيف، وهي معتقلة سياسية سابقة وناشطة نسوية، وقالت لـ"ليفانت نيوز" أن: "التقرير نسوي حقوقي، مبني على شهادات 27 معتقل، هن 23 سيدة و4 رجال، وتم خلالها مراعاة أن يكونوا من فترات زمنية مختلفة، بدءاً من الثمانينات وحتى العام 2017، وكذلك تمت مراعاة التنوع بالخلفيات السياسية، لتغطية كل التنوع الموجود في المجتمع السوري".
مردفةً: "كما راعينا أيضاً أن يكون احتجازهم في مراكز اعتقال مختلفة، حيث يوجد البعض ممن كانوا سجناء في تدمر كأسامة، ومحمد في سجن صيدنايا، كي تغطي شهاداتهم التعامل مع النساء في المعتقلات، ويتحدث التقرير بشكل عام عن اعتقال النساء في سوريا، وانعكاساته على مشاركتهن في الحياة السياسية والشأن العام".
ووفق سيف، "يتألف التقرير من 3 أقسام، موضحةً أن القسم الأول يتطرق إلى الاعتقال، ومدة الاعتقال، وكيفية التعامل مع النساء، من حيث الاحتياجات الخاصة بهن في المعتقل، ويتحدث عن التمييز الذي تعرضوا له، ويتحدثون عن بعض الاعتبارات الخاصة، التي حاولنا لمسها بالتقرير، وحاولنا رصد الفروقات والاعتبارات التي كان يجري مراعاتها، كذلك حول المعاناة المضاعفة للأمهات والأطفال، حيث كان لدى بعضهن أطفال صغار في المعتقل، وانعكاسات ذلك عليهن".
إقرأ أيضاً: عمالة النساء تجتاح مناطق النظام في سوريا
متابعةً: "وفي القسم الثاني تحدثنا بشكل عام عن التعذيب والعنف الجنسي والنفسي، وتبعاته، وفي القسم الثالث، تم الحديث عن الخروج من المعتقل، حيث رصدنا رد فعل الأسرة والمجتمع، وتأثيره على النساء، وتأثير تلك التجربة المرة على حياة النساء وقبولهن في المجتمع، والفكرة الأساسية التي يصل إليها التقرير، هي أن النظام السوري استثمر العقلية الذكورية وكرسها، وبتلك العقلية وذلك التكريس، استطاع نوعاً ما إلا بعض المناضلات، أن يقصي النساء عن المشاركة السياسية وبالشان العام بالعموم".
وأشارت سيف التي تعمل مع زميلتها "وجدان ناصيف" ضمن مؤسسات نسوية، مشيرة لصعوبات عديدة تعترض المرأة السورية، فتقول: "الحقيقة لا يزال مشوارنا طويلاً ولا يزال التمييز واضحاً في كل مفاصل المجتمع السوري بشكل عام، يعني حتى عند المعتقلات من البديهي أن يخرج الرجل من المعتقل كبطل، بينما المرأة تصبح عار أو توصم به، وفي بعض الحالات التي لم نستطع توثيقها، فإن بعض النساء قتلن لمجرد أن اعتقلن، بسبب الفكرة التي سوقها النظام، بأن كل سيدة تعمل في الشأن السياسي والشأن العام، فهي سوف تعتقل، وكل معتقلة هي بالضرورة ستستباح، وهذه الفكرة يجري تكريسها، ومن هنا يتم إقصاء النساء تماماً، حيث يقوم النظام بتحييد نصف المجتمع، وحتى العائلة كالأب والأخ يحاربون النساء ويقفون ضدهن، عندما يشعرون أن لدى السيدة بوادر تحرك أو نشاط سياسي وهذا للأسف ملحوظ إلا بعض الاستثناءات وهي لا تعمم، كوجود مثلاً عائلة سياسية تشجع أو على الأقل لا تقف بالضد من أي نشاط لبناتهن".
ملخصةً التقرير بالقول، أنه: "يقارن بين كل المحطات، ما قبل الثورة وما بعدها، والذي تم استنتاجه أنه ليس من فارق كبير، بما فيها ممارسة كل أشكال العنف ومن بينها العنف الجنسي، والذي استخدم في الثورة، وهو مثبت بتقارير من منظمات دولية وأخرى سورية، وما يثبته التقرير بأن النظام السوري وتلك الطريقة من التعامل مع النساء وأخذهن كرهائن وتهديدهن بالاغتصاب واستخدمهن لإذلال مجتمعاتهن وحاضنتهن، إذ جرى استخدمهن وإن على نطاق أضيق، ولكنها إحدى أساليب النظام التي لم تتغير بعد الثورة أبداً".
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!