-
نائب رئيس الوزراء الليبي لـ"ليفانت": تركيا أكبر تهديد للعرب وليس لليبيا فقط
- قطر وتركيا لاعب أساسي في الأزمة الليبية
- تآمر ومصالح خارجية دفعت أزمة ليبيا للتعقيد
- قطر تستهدف مصر بدعم الإرهابيين في ليبيا
- القاهرة تعي أبعاد المؤامرة التركية والخط الأحمر ردع مخطط أردوغان
- تقسيم العراق سمح بتدخل تركيا.. والأمريكان لم يسمحوا بقيام دولة كردية
- أردوغان يثير أزمات ويفتعل حروب في المنطقة للتغطية على مشاكله الداخلية
- التحشيد التركي إلى زوال.. وأردوغان سيندم إذا تجاوز الخط الأحمر
- لن يتجرأ أردوغان بأموال نظام الحمدين على خوض مغامرة جديدة في ليبيا
-لو ندفع أموال ليبيا لمستشفى السرطان بمصر أشرف من دفعها لمرتزقة أردوغان
- أردوغان حَوَل سوريا من جسم عربي معروف بعروبته لسوق للمرتزقة
-الإخوان فيروس ماكر وقوى خارجية تدعم تدخلهم ليكونوا شوكة في ظهر مصر
-الحل السياسي في ليبيا يتطلب خروج المرتزقة والأتراك
هاجر الدسوقي
توقع نائب رئيس الوزراء في الحكومة الليبية المؤقتة الدكتور عبد السلام البدري أن تشكل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، إلى جانب العقوبات الأوروبية المنتظرة، سلاح ردع لممارسات الرئيس التركي في المنطقة، مشدداً على أن الحل السياسي في ليبيا يقتضي خروج كافة أشكال التدخل الأجنبي سواء مرتزقة أو أتراك من الأراضي الليبية.
وفي حوار مطول أجرته "ليفانت نيوز" مع أبرز وجوه الحكومة الليبية المؤقتة، رسم المسؤول الليبي "عبد السلام البدري" صورة للأزمة الليبية الممتدة منذ قرابة 9 سنوات، مؤكدا على أن الدوحة وأنقرة لاعبان أساسيان في الأزمة الليبية، رغم اختلاف الأدوار بينهما.
وقال نائب رئيس الوزراء الليبي إن تركيا تشكل أكبر تهديد للعالم العربي وليس ليبيا فقط، حيث يثير الرئيس التركي أزمات ويفتعل حروب بالمنطقة للتغطية على مشاكله الداخلية، متوقعاً ألا يجرأ أردوغان على خوض معامرة جديدة في ليبيا.
ويرى "البدري" أن القاهرة تعي أبعاد المؤامرة التركية، لذا جاء الخط الأحمر رادعاً لمخطط أردوغان حينها، متوقعا قرب زوال التحشيد التركي في بلاده.
ومعلقا على طلب التمديد للقوات التركي في ليبيا لنحو 18 شهرا إضافية، وجه المسؤول الليبي رسالة تحذيرية شديدة اللهجة إلى الرئيس التركي، قائلا: عليكم أن تهتموا بشؤونكم الداخلية وتدعوا ليبيا لليبيين نحن لا نريد تدخلكم سلبا ولا إيجابا.. وإذا فكرت في تجاوز الخط الأحمر سنلقنك نحن ومصر درسا لن تنساه.
وتناول نائب رئيس الوزراء الليبي "التدخل القطري في الأزمة الليبية"، مؤكداً أن الدوحة تستهدف مصر بمحاولات التخريب لأي جهود تسوية في ليبيا، معتبرا تدخلها مطية لتمكين التنظيمات الإرهابية في مقدمتها إخوان ليبيا، بهدف ضرب الاستقرار في مصر.
وخلال الحوار الذي استمر قرابة الساعتين، تطرق "البدري" إلى تأثير عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض على الأزمة الليبية، مبدياً في الوقت نفسه رأيه في الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته قائلاً: "ترامب الخيار الأفضل للعرب من غيره"، قبل أن يصف الرئيس المنتخب بقوله: "بايدن لديه أخلاق وأفضل في الحكم مما لو كانت هيلاري كلينتون مكانه".
وفيما يلي نص الحوار:
- بداية، السؤال الأبرز وسط تطورات الوضع الليبي وتعقيداته، كيف تصفون الأزمة الليبية الممتدة منذ قرابة 9 سنوات؟
المشهد الليبي ليس به مشاكل على الاطلاق، ليبيا 95% منها عرب و100% من العرب مسلمين، وبالتالي لا يوجد أسباب للفرقة أو التقسيم لكننا نواجه تآمر ومصالح خارجية دفعت بالأزمة الليبية للتعقيد، ولا أتوقع معها أن يكون هناك حل في القريب العاجل.
- في رأيك من المسؤول عن تعطيل الحل السياسي في ليبيا؟
الدول التي تًشغل العملاء هي المسؤولة لأنه حتى لو أنه هناك عمل عسكري في نهاية المطاف لابد من اللجوء لحل سياسي، يجب أن تجلس الأطراف المتحاربة على طاولة المفاوضات لإيجاد حل للأزمة. وبوضوح قطر وتركيا لاعب أساسي في الأزمة الليبية، بالإضافة للمتطرفين الإسلاميين أمثال يوسف القرضاوي وحاشيته.
- ما هي قراءتكم لأطماع تركيا ومساعي قطر لإجهاض أي سبل للتسوية في ليبيا؟
تركيا وقطر لهما دورين مختلفين في الأزمة الليبية، فتركيا تشكل أكبر تهديد للعالم العربي، فهي لا تهدد ليبيا فقط ولكنها تهدد العالم العربي لأن النظام التركي يعمل على ألا ترجع دول المنطقة إلى طبيعتها المستقرة حتى يستغلها، ودولة مثل ليبيا غنية بالنفط والغاز.
أما قطر فتقوم بدعم الإرهابيين في ليبيا مستهدفة بذلك مصر وليس ليبيا لأن سقوط ليبيا عند جماعة الإخوان الإرهابية يعني سقوط مصر.
- ربما لهذا السبب جاء إعلان مصر الخط الأحمر بين مدينتي سرت والجفرة، هل تجد أن هذه السياسية نجحت في ردع أردوغان؟
القيادة المصرية تعي أبعاد المؤامرة التركية لهذا كان تحذير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن جفرة-سرت خط أحمر. وقبل هذا التحذير كانت طرابلس اقتربت من التحرير حتى بعض قادة المليشيات بدأوا بالتفاوض حول مخرج أمن لكن أردوغان لم يكن من مصلحته تحرير طرابلس فحاول تسويق حجج واهية للتدخل العسكري، مثل وجود نحو مليون ليبى من أصول تركية، لكن في النهاية نجح الخط الأحمر في ردع هذا المخطط وقتها.
- لكن ما هو ردكم على هذه المزاعم التي تقول إن سكان مصراتة هم من أصول تركية؟
فايز السراج أصله تركي، وبالتالي من حق أردوغان الحديث عنه لكن ليس له حق أن يقول إن مصراتة تركية.. هذا كلام "فارغ" لا أساس له من الصحة.
- لماذا برأيك عدل السراج عن استقالته من رئاسة ما يسمى بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق؟
استقالة السراج مسرحية متوقعة منذ البداية، الأمريكان يكتبون السيناريو والحوار والسراج فقط ينفذ.. قالوا له لا تستقيل لأنهم لا يرضون بتشكيل مجلس رئاسي جديد.
ولنتذكر كيف حاولت إدارة أوباما اسقاط ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 بمصر، وبالتالي الموقف في ليبيا امتداد لنفس القصة التي لم تنتهي بالمناسبة، فالمستهدف مصر لأنها تشكل خطورة بالنسبة لهم.
- لكن البعض رأى أن تركيا وقطر هم من يقفون خلف تراجع السراج؟
صحيح تركيا وقطر وراء تراجعه ظاهريا، لكن الأتراك لا يتخذوا قراراتهم من تلقاء نفسه إنما يتلقون تعليماتهم من الولايات المتحدة.
- ما تعليقكم بشأن الاتفاقية الأمنية التي وقعتها حكومة الوفاق برئاسة السراج مع قطر؟
هذه الاتفاقية مثل اتفاقية ترسيم الحدود هي نوع من العمالة وغير شرعية لأنه ليس لحكومة الوفاق غير الشرعية وغير الدستورية حق التوقيع كما أن هذه الاتفاقيات ليست معتمدة من البرلمان .
- مع وجود رئيس جديد في البيت الأبيض بحلول 2021، كيف تنظرون لعودة الديمقراطيين للحكم؟
ترامب خيار أفضل لنا كعرب من غيره، لأن لديه القوة الكافية للتدخل وجميعنا رأينا كيف تصرف مع تفاقم أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، عندما قال إن القاهرة من حقها ضرب أديس أبابا فتراجعت الأخيرة.
لكن على كل حال جو بايدن سيكون أفضل في حكمه مما لو كانت كلينتون، نعتقد أن لديه أخلاق. ومع ذلك تبقى المأساة الحقيقة أن ما يسمى بالربيع العربي صمم في الولايات المتحدة، وهذا أمر مخيف.
- هل تعني أن لديكم مخاوف من عرقلة الإدارة الجديدة لجهود التسوية في ليبيا؟
عندما دخل الأمريكان العراق ودمروها واتضح أنه لم يكن لديهم أسلحة دمار وأصبحت العراق مقسمة وضعيفة، أصبح هناك مساحة لتدخل أردوغان وتركيا، وهو ربما ما يفسر لماذا لم يترك الأمريكان مجالا لدولة كردية ضد أردوغان، لأنهم يحتاجون من يعمل لمصالحهم، والليبيون لن يفعلوا ذلك وبالتالي ليس من مصلحتهم حل الأزمة الليبية.
- كيف ترون التدريبات التي أجرتها الدفاع التركية لعناصر حكومة الوفاق، في إطار ما تسميه بـ"مذكرة التعاون الأمني والعسكري"؟
هذه التدريبات لمرتزقة حكومة الوفاق، تعدي صريح، وغرضها معروف وهو التحشيد التركي.
- وما هي أهداف التحشيد التركي برأيك؟
تركيا تخشى أن يؤدي جمود نشاطها العسكري في ليبيا إلى تهميش دورها. لذا نجد أردوغان يثير أزمات ويفتعل حروب في المنطقة للتغطية على مشاكله الداخلية التي يواجهها، في محاولة لكسب بطولة زائفة.
- إذا كانت هذه هي الأهداف، ألا ترى أن التحشيد التركي لن يتوقف؟
هذا التحشيد إلى زوال، ولن يستطيع أردوغان العودة إلى ليبيا والتهديد كما كان في السابق، الأمر منتهي حسب اتفاقيات مجلس الأمن وإن رجع فإننا مع وجود الدعم المصري ليس لدينا مشكلة. بوضوح لو تجاوز الخط الأحمر سيتعلم درس لن ينساه.
- ألا تخشون من سيناريو سورنة ليبيا؟
لا مجال لهذا السيناريو في ليبيا، ولا نخشاه.. التجانس الليبي لن يسمح بذلك.
- هل نحن على حافة الصدام الوشيك في ليبيا؟
نحن في هدوء نسبي ولا أتوقع صدام حاليا لأن المشكلة الليبية ستحل بين الليبيين بدون تدخل.
من ناحية أخرى فإن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، إلى جانب قرب الانتهاء الأوروبي من مسألة العقوبات على تركيا سيضعف أنقرة ويدمر اقتصادها ويردع أردوغان.
- هل يعني ذلك أن التدخل العسكري المصري وارد في أي وقت؟
ليس هناك مجال لذلك.. بالنسبة لمصر لا فرق في الاعتداء على جفرت سرت والاعتداء على سيناء وبالتالي لن يتجرأ أردوغان بأموال نظام الحمدين بخوض مغامرة لن يتحمل نتائجها. أردوغان لا يستطيع الصمود في ليبيا لأننا الليبيين سنقاومه.
- كان لكم تصريح لافت بأنكم الليبيون لن تقبلوا بصرف أموالكم على المرتزقة، ماذا كنت تقصد؟
أي ليبي وطني لن يقبل بتمويل العصابات.. لو ندفع أموالنا لمستشفى سرطان بمصر أشرف من دفعها لعصابات ومرتزقة أردوغان. رأينا كيف حول أروغان سوريا من جسم عربي معروف بعروبته لسوق للمرتزقة، وهذا غير مقبول.
- رسالة توجهها لنظام أروغان الذي مازال يصر على التدخل في شؤون بلادكم من خلال طلب التمديد للقوات التركي في ليبيا لنحو 18 شهرا إضافية؟
عليهم أن يهتموا بمشاكلهم الخاصة ويدعوا ليبيا لليبيين. ليبيا لا تعتدي على أحد حتى عندما سقطت الإمبراطورية العثمانية كانت ليبيا الدولة الوحيدة التي لم ترضى بالتمرد فقط لأنهم مسلمون.
لكن ماذا فعلت تركيا؟ باعت ليبيا ب 12 مليون ليرة مقابل الانسحاب بموجب معاهدة "أوشي لوزان" مع إيطاليا (وقعت بين الدولة العثمانية والقوات الإيطالية عام 1912 نصت على انسحاب تركيا من ليبيا وتسليمها للإيطاليين)، ولم تدافع عنا في السابق ونحن الآن نقول لهم بوضوح نرفض تدخلكم إيجابا أو سلبا في شؤوننا، لا نريد تدخلكم مطلقا.
- برأيكم ما هي الافاق لإنهاء الحرب في ليبيا؟
أولا الحل السياسي في ليبيا يجب أن يكون ليبي فقط، التدخل الأجنبي لن يفيد في حل الأزمة لأنه هو من أفسد المشهد الليبي لذا يجب خروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا سواء أتراك أو مرتزقة. ثانيا أي شخص غير ليبي، أو ليبي ساهم وفشل في الحل السياسي عليه مغادرة الملعب السياسي.. جميعنا فشلنا فلنغادر، ونترك المجال لآخريين يحاولون الإصلاح.
- هل تخشى من إعادة الإخوان لتدوير أنفسهم في الحكم بليبيا، مع مقترح نظام التجمعات؟
الإخوان فيروس ماكر جدا وهم بلا شك يحاولون الدخول من الباب ومن النافذة على حد سواء.
نحن دائما نخشى تدخل الإخوان ورغم رفضنا لفكرهم البغيض إلا أن القوى الخارجية للآسف تدعم تواجدهم ليكونوا شوكة في ظهر مصر.
- شهدت الأزمة الليبية تنسيقاً تركياً – جزائرياً ظهر جليا مع زيارة أردوغان مطلع العام الحالي، كيف ترون الموقف الجزائري؟
في السابق كان هناك تباعد في الرؤى مع الجزائر لكن أعتقد أن الرئيس الحالي أقل حدة ومع المصالحة الوطنية. وصراحة قلت للجزائريين في إحدى زياراتي إن سقوط ليبيا يؤدي إلى حتمية سقوط الجزائر ومراكز التطرف موجودة في الجنوب الليبي.
- بعثة الأمم المتحدة أعلنت الفشل في الوصول إلى آلية توافقية لاختيار السلطة الجديدة، كيف ترى مسألة توزيع المناصب؟
المناصب السيادية يجب أن تكون وفق الكفاءة أولا مع مراعاة التوزيع الجغرافي لمكونات المجتمع الليبي وعدم تهميش أي جهة. أما بالنسبة للأسماء، فأسماء كثيرة تتردد والوقت مبكر على التوقعات.
- إذا فشل الملتقي السياسي في تونس في تحقيق أهدافه، هل سيكون هناك مبادرات جديدة؟
قطار المبادرات لن يقف، ونحن دائما نحاول الدفع لوجود حل للأزمة الليبية، هناك أمور نقبل بها وأخرى لا نقبل، لكن مازال الوقت مبكر للحديث عن أي مبادرات، فالملتقي السياسي لم يدفن بعد.
- ما هو تقييمكم لجهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا؟
نحن طلبنا أن يعاد النظر في بعثة الأمم المتحدة بداية من طارق متري مرورا بغسان سلامة ووصولا إلى ممثلة الأمم المتحدة الحالية في ليبيا ستيفاني ويليام.. جميعهم يتمتعون بمميزات لكنها لا تؤهلهم أن يكونوا وسطاء.
وصراحة مازال هناك اختلاف بيننا وبين ستيفاني وقد ظهر ذلك جليا في منتدى الحوار السياسي بتونس.
- هل تقصد تحيز البعثة الأممية فى اختيار شخصيات من تيار الإسلام السياسي؟
نعم، ما علاقة الممثلة باختيار الليبيين المشاركين؟ المفترض أن تأخذ برأي الحكماء والمشايخ بدلا من أن تختار مجموعة من الشخصيات لا قيمة لهم منهم من يحمل جنسية أمريكية وآخرون محسوبين على تيار الإسلام السياسي.
- تقومون بجولات عدة برفقة رئيس مجلس النواب الليبي إلى عدد من البلدان الأوروبية، هل ثمة تغيير في التعاطي معكم؟
الأوروبيون يعرفون أهمية ليبيا بالنسبة لهم، وأن المرتزقة قنبلة موقوتة في وجه الجميع بما في ذلك أوروبا.
وبفضل تلك الجولات أصبح هناك مزيد من التفهم للأوضاع في ليبيا، ومؤخرا كان هناك ثمار للقائنا بسفراء دول الاتحاد الأوروبي، حيث وعد المسؤولون في مالطا بإعادة فتح قنصليتهم في مدينة بنغازي، والأهم الإفراج عن الأموال الليبية المحجوزة لديهم والمقدرة بقيمة 1.1 مليار دولار.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!