الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
مٶشرات مرحلة الحسم
فرید ماهوتشي

منذ تأسيس النظام الإيراني، فإن قادته وضعوا مصلحة النظام فوق کل اعتبار وعملوا من أجل تذليل کافة التحديات والتهديدات التي تحدق به، ولذلك فإنهم حرصوا دائماً على الممارسات القمعية والإعدامات وجعل إيران بمثابة سجن کبير، حتى إن الذي يلفت النظر کثيراً هو أن المرء عندما يقوم بمقارنة بين النظام الملکي المباد وبين النظام الحالي، فإن الممارسات القمعية والإعدامات بمثابة القاسم المشترك بينهما، لا سيما أن کلا النظامين يستندان على أساس دکتاتوري محض، لکن مع الأخذ بعين الاعتبار أن النظام الحالي قد استفاد کثيراً من تجارب النظام السابق وصعّد من ممارساته القمعية والإعدامات إلى مرحلة يمکن وصفها بالذروة.

44 عاماً، وهذا النظام يبذل جهوداً يمکن وصفها بالاستثنائية من أجل مواجهة أي تهديد يحدق به، ومن الخطأ التصور بأن هذا النظام يتخوّف من الخطر والتهديد الخارجي لأنّه وکما حدث وجرى يستسلم وينبطح لأي تهديد خارجي جدي ضده، لکنه يظلّ يواجه التهديد الداخلي من احتجاجات وانتفاضات ويقوم باستخدام کل ما بوسعه من أجل القضاء عليه حتى ولو اقتضى السعي بالعامل الخارجي واستخدامه ضد الداخلي.

عاملان مهمان واجها النظام الإيراني وصارا بمثابة عقبتين مستعصيتين بوجه ممارساته القمعية؛ الأول، إن وعي الشعب الإيراني وبصورة ملفتة للنظر صار يزداد ارتفاعاً کلما قام النظام بالتصعيد أکثر في هذه الممارسات، بمعنى أن الشعب صار يعي جيداً بأن الهدف من وراء هذه الممارسات القمعية هو إثارة الخوف والرعب بين الأوساط الشعبية لکي لا يفکر أحد بمواجهة النظام والدخول في صراع معه. أما العامل الثاني، فهو أن المجتمع الدولي صار يعرف حقيقة هذا النظام ومن إنه لا يعترف بأبسط مبادئ وقيم حقوق الانسان والعلاقات مع الدول إلى جانب أنه يقوم بتصدير التطرف والارهاب، وهذا العاملان تداخلا مع بعضهما البعض، ولا سيما بعد أن بدأت المحافل والأوساط السياسية العالمية بإصدار بيانات وقرارات دولية تدعم وتٶيد نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والتغيير.

القرار 100 الذي قامت بموجبه غالبية الکونغرس الأمريکي تأييد مطلب الشعب الإيراني في تأسيس جمهورية ديمقراطية، حيث وقع هذا القرار الهام 223، ممثلاً عن الشعب الأمريکي والذي ينصّ على أن الانتفاضة الحالية التي تقودها النساء و”المستمرة منذ شهور في مئات المدن في أنحاء إيران” “متجذرة في أكثر من أربعة عقود من المقاومة المنظمة ضد الدكتاتورية الإيرانية”. کما أيد هذا القرار أيضا خطة مريم رجوي، المکونة من 10 نقاط لإيران المستقبل، ولأن هذا يتزامن مع أحداث وتطورات غير عادية تمر بها إيران، ولا سيما بعد انتفاضة سبتمبر، وأن العالم صار يتفهم لمسألة تغيير النظام وأن هناك بديلاً جاهزاً له قاد معظم الانتفاضات المندلعة بوجه النظام، فإن مٶشرات مرحلة الحسم في إيران باتت تتبلور وتفرض نفسها بقوة على الواقع.

ليفانت - فرید ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!