الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • منعطف جديد للأزمة العراقية.. تسريبات المالكي بتوقيت حساس وتداعيات حرجة

منعطف جديد للأزمة العراقية.. تسريبات المالكي بتوقيت حساس وتداعيات حرجة
المالكي - العراق \ ليفانت نيوز

يدخل المشهد السياسي المأزوم في العراق منذ أشهر منعطفاً جديداً يُخشى معه من الانزلاق لصدام مباشر وتفجّر الشارع العراق. إذ تثير التسريبات الصوتية المنشورة مؤخراً والمنسوبة إلى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ضجة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية.

وفي التسريبات، ينتقد المالكي ويكيل الاتهامات لمعظم الشخصيات السياسية، لا سيما، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. ونشرها تباعاً الناشط والصحافي العراقي، علي فاضل، المقيم في الولايات المتحدة. 

اتهم المالكي الصدر بأنه "قاتل"، كما اتهم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بأنه سعى إلى ضرب الشيعة، عبر احتضان النازحين من السنة، وكذلك قياداتهم.

وتساءل المالكي: "كم قتل مقتدى الصدر من بغداد؟، وخطف بسيارات البطة (تويوتا كراون)". وقال المالكي: "أردت جعل الحشد الشعبي مشابهاً للحرس الثوري الإيراني".

كذلك في مقطع آخر، هدّد رئيس الوزراء الأسبق بمهاجمة النجف لـ"حماية المرجعية" إذا هاجمها الصدر. كما تحدّث عن "حرب طاحنة لا يخرج منها أحد"، وأنَّه أعد العدة لذلك من خلال تسليح 15 تجمعاً لمواجهة ذلك.

ورداً على التسريبات، طالب الصدر في بيان عبر تويتر، الاثنين الفائت، بإطفاء الفتنة من خلال استنكار القيادات المتحالفة مع المالكي وعشيرته، معتبراً أن لا حق للمالكي بقيادة العراق بأي شكل.

كما أبدى استغرابه من "محاولة قتله من قبل حزب الدعوة وكبيرهم المالكي". وقال "أنصح المالكي بالاعتكاف واعتزال العمل السياسي"، مشيراً إلى أن "وصوله للسلطة سيكون خرابا ودمارا للعراق وأهله.

ليتبعها تسريب صوتي جديد هو الخامس، يؤكد فيه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أنّ العلاقات جيّدة مع قائد ميليشيا عصائب أهل الحقّ، قيس الخزعلي، وأنّ الفتح والفصائل وكتائب حزب الله والعصائب وسيد الشهداء كلها تابعة مباشرة لإيران.

وقال المالكي: "قائد عصائب أهل الحقّ قيس الخزعلي جيّد وهو من سيضرب معارضيه.. الخزعلي جيّد، لكنّ الإخوة الذين في تحالف الفتح وبدر هؤلاء لا علاقة لهم، هم في عالمهم الخاص، مشغولون بالمزارع".

أيضاً، دعا المالكي في التسجيل المسرب قيادات الفصائل المسلّحة إلى اتباع خطّ الحرس الثوري الإيراني والابتعاد عن الاطّلاعات وتوكيل أمرهم بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.

وأضاف المالكي: "الوضع الإيراني الآن بين فريقين: هناك فريق الحرس الثوري والآخر فريق الاطّلاعات. الاطّلاعات لديها مشكلة مع الحكومة العراقية ومع الحرس الثوري منذ ولاية الرئيس الإيراني، حسن روحاني. عندما تولّى الرئاسة إبراهيم رئيسي تقاربت وجهات النظر بين الفريقين. فريق المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو الحرس الثوري، وفريق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتمثّل بالاطّلاعات.

اقرأ أيضاً: الصدر: أنصح المالكي بالاعتكاف واعتزال العمل السياسي

وقال: "الحرس الثوري لا يعطي الاطّلاعات فرصة للتدخّل بأيّ شيء، هو فقط من يقرّر.. عندما زرت إيران تحدّثت مع مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، ومع رئيس مجلس الشورى ومع وزير الاطّلاعات، وكلّهم يوافقوني الرأي لكنّهم في الأخير يقولون إنّ الموضوع بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني ويطلبون أن نركّز جهودنا مع الحرس الثوري".

توقيت حساس 

منذ انتهاء الانتخابات النيابية الماضية في العاشر من أكتوبر 2021، غرقت البلاد في أزمة سياسية عجزت معها الأطراف السياسية الأساسية عن الاتفاق على انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة المقبلة، بعد أن ادعت كل كتلة أن لديها الغالبية في البرلمان الذي يضم 329 نائباً.

ودفع الخلاف السياسي وعدم قدرة أي طرف على حسم الأمور، إلى إخفاق البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس للجمهورية، متخطياً المُهل التي ينص عليها الدستور.

ورغم استقالة نواب الكتلة الصدرية، فإن الزعيم الشيعي بقي حاضراً خلال الفترة الماضية على الساحة السياسية في العراق عبر بياناته التي كان ينشرها عبر حسابه في تويتر.

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي والأكاديمي الدكتور مثنى العبيدي لـ (ليفانت نيوز) "بغض النظر عن مسألة حقيقة هذه التسريبات من عدمها فإنها جاءت بتوقيت حساس تمر به العملية السياسية في العراق ولاسيما بعد انتخابات أكتوبر الماضي البرلمانية التي كان من المفترض يتم على أساسها تشكيل حكومة عراقية جديدة ولكن لم يحصل ذلك بسبب ما حصل من انسداد سياسي تلاه انسحابات بعض القوى السياسية من البرلمان وأهمها التيار الصدري  على اثر خلافات أزمة عميقة".

وأضاف العبيدي، أن التسريبات وما فيها من تصريحات نسبت لنوري المالكي -على الرغم من نفيه لها- زادت من تعقيد المشهد السياسي واتساع الهوة الحاصلة بين القوى السياسية الفاعلة في العراق، مشيراً إلى أن هذه التسريبات، قد يكون تم الإعداد لها كجزء من الصراع السياسي والتنافس على قيادة المكون الشيعي في العراق".

تداعيات 

تشير التوقعات إلى أن تداعيات التسريبات قد تكون حرجة على العملية السياسية العراقية، ومن الممكن أن ينزلق الوضع لانفجار الشارع العراقي خاصة أن البلاد تشهد أزمة كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي.

ويرى الدكتور مثنى أنّ "الاحتمالات كثيرة و قد يكون التصعيد الحاصل ظاهره بسبب التسجيلات ولكن السبب الواقعي صراع سياسي بين القوى السياسية العراقية وخلافات عميقة وبخاصة بين التيار الصدري وحزب الدعوة ومنظمة بدر"، موضحاً أن "أزمة تشكيل الحكومة الأخير أظهرت عمق هذه الأزمة، وشهدت الساحة العراقية خلالها ظاهرة الاستهدافات المتبادلة وعمليات الاغتيال والتسقيط السياسي واستهداف المقرات وغيرها".

ولفت مثنى إلى أنّ "من يستمع الى التسجيلات المسربة يجد تصريحات المالكي قد شملت جميع القوى السياسية (خصوم المالكي وحلفائه) وكأن محاور المالكي في التسجيلات الصوتية أراد أن يكون كلامه شامل للجميع، حتى تزداد خلافاته ويؤثر على مكانته ودوره السياسي في الحياة السياسية. فإن كانت هذه التسجيلات صحيحة فإن أقل ما يحصل هو زيادة الخلافات بين القوى السياسية التي بدأت مظاهرها في تقديم التيار الصدري شكوى رسمية الى القضاء العراقي ضد منافسه المالكي".

اقرأ أيضاً: تسريب جديد للمالكي يدعو الفصائل العراقية للتبعية لإيران

وأردف العبيدي: "وقد تشهد الأيام المقبلة تحريك الشارع ضده، وربما سيضطر المالكي الى تقديم تنازلات أكثر في مجال الحصص والمشاركة في تشكيل الحكومة المرتقبة كجزء من تسوية الموقف بينه وبين زعيم التيار مقتدى الصدر". 

"لكن رغم احتمالية تعقيد المشهد وتأزم المواقف والصراعات بين القوى السياسية" يرى العبيدي أنه "لا يمكن تجاهل تأثير الفاعل الإيراني الذي لن يسمح بوصول الحال بين حلفائه في العراق إلى حد الاقتتال".

ليفانت نيوز_ خاص

إعداد وتحرير: عبير صارم

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!