-
مغامرات نتنياهو ونكبات المنطقة
نتنياهو ومغامرة جديده عنونها لبنان وبرغم محاولات حزب الله خلال الأشهر الماضية وبتوصية من الحليفة إيران بخفض التصعيد وعدم فتح جبهة جنوب لبنان أمام إسرائيل لكن نتنياهو نجح في أشغال هذه الجبهة مع حزب الله المعركة غير محسوبة العواقب ولكن ماهي مالآت هذه الحرب؟ لقد مارست إسرائيل كل الوسائل المتاحة من الحروب السرية (الاغتيالات) والحرب المغناطيسية عبر تفخيخ أجهزت النداء الالي (البيجر).
واسفر ذلك عن مقتل وأصابت المئات من عناصر حزب الله من قيادات الصف الأول فى الحزب ليكون ذلك ضربه موجعه لموازين القوى داخل الحزب ولتستكمل هذه الحرب استراتيجية أضعاف الحزب كفرصه مؤاتيه بالمقابل فرصه للحزب لتوجيه لا انهاك الجيش الإسرائيلي الذى تم ستنزافه لمدة عام في حرب غزه حيث ان نتنياهو يحاول استعراض قدرات جيشه العسكرية خصوصا انه لم حقق أي اهداف فعليا في غزه سوى قتل اكثر من 41,445 فلسطينياً وأصابه نحو 96 ألفاً غالبيتهم من النساء والأطفال منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر
وحديثه عن اضعاف حركة حماس والواقع هو ان نتنياهو يستخدم لبنان كساحه لتحقيق أي مكاسب تحفظ له ماء الوجه من خلال محاولته إعادة سكان شمال إسرائيل الذين هجروا بسبب صواريخ وهجمات حزب الله وبالتالي محاولة عزل جنوب لبنان وتضييق الخناق اكثر على الحزب وقياداته المتبقية مما قد يساعد في تقليل خطر حزب الله على إسرائيل وتقليم اظافر الحزب و دوره في لبنان وتهدف أيضا هذه العمليات لا إعادة حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701 وبالتالي كسر شوكة ايران فى لبنان لأهمية حزب الله لإيران
واهمية لبنان أيضا لطهران ولثى تفاوض واشنطن الان في نيويورك حول عدة قضايا منها إمكانية عودة البرنامج النووي الإيراني واختيار طهران لهذا التوقيت في ظل الهجوم الإسرائيلي على لبنان هو من باب المكر السياسي برغم ما اطلقه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من تصريحات تتبرا بشكل مبطن من حزب الله وانتقاد الحوثيين أيضا الا ان النهج الاستراتيجي الإيراني المعتاد و المرتبط بالأيدولوجيات السياسية التي تنتهجها طهران ينطلق من منظور ان البرغماتية الإيرانية ستحاول المحافظة على المكتسبات التي تعتبر امتدادا للفكر
الإيراني الثوري وبالتالي ترغب ان تفاوض ايران لحماية ومصالحها ووكلائها في المنطقة وعلى راسهم حزب الله لذلك فان استجابة حزب الله والتعاطي مع ما تقوم به إسرائيل يخضع لحسابات الربح والخسارة الإيرانية وما ترغب بالحصول عليه من مكاسب مثل برنامجها النووي والصاروخي والعقوبات الاقتصادية الغربية بل مستقبل وكلائها في المنطقة ايضا وحتى حرب غزه ولذلك اعتقد ان الولايات المتحدة ستزيد الضغوطات على ايران وحزب الله بشكل اكبر للاستجابة لرغباتها ورغبات إسرائيل مما يترتب عليه إعادة الصراع للمربع الأول وإيقاف الحرب الدائرة في لبنان وهذا يفسر عدم استخدام الحزب لترسانته العسكرية بشكل مكثف حتى الان والتى هي اسلحه إيرانية
في الأصل ولمن جانب اخر فان فكرة إمكانية وجود هجوم برى إسرائيلي قريب مستبعده الا في اطار ضيق جدا فإسرائيل تحقق ما تريده من خلال الهجوم الجوي وقد ينطوي الهجوم البري على خسائر كبيره للجيش الإسرائيلي ومن خلال منظور الواقع السياسي فأن المشهد والسيناريوا القادم قد يحمل في ثناياه ضغوط دوليه اكبر على حزب الله لتفكيك بنيويته العسكرية وانخراطه كفصيل سياسي لا يؤثر على
انتظام الحياة السياسية بلبنان وتعطيل مؤسسات الدولة ومما لاشك فيه ان الجيش الإسرائيلي لن يستطيع الحرب على عدة جبهات وبرغم ان الدعم الأمريكي موجود ولكن أمريكا واي إدارة أمريكية قادمه لا اعتقد انها ترغب أيضا بتوسع نطاق المواجهات في المنطقة و لن تتورط اكثر مع نتنياهو في مغامرات أخرى بعد لبنان في ظل ان ملف غزه حتى الآن ملتهب مع ان نتنياهو ليس لديه يخسره بالمجازفة بفتح حرب أفليمية بالمنطقة وتوريط جميع الأطراف لان هدفه الأساسي فقط هو البقاء السياسي أطول فترة ممكنه قد توصله للانتخابات القادمة كما ولا اعتقد انه يستطيع تكرار ما فعله شارون عندما احتل جنوب لبنان وصول الى مدينة صيدا ثم تراجع اعتقد أن الزمن واللاعبين مختلفين وان كانت مغامرات نتنياهو قد تدخل المنطقة بدوامه من النكبات.
الكاتب/د.سعد عبد الله الحامد
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!