الوضع المظلم
الأربعاء ٢٦ / يونيو / ٢٠٢٤
Logo
  • مطالبات بتوضيحات حول تصاريح السفر للعراق.. من قبل السلطات البحرينية

مطالبات بتوضيحات حول تصاريح السفر للعراق.. من قبل السلطات البحرينية
العلم البحريني/ أرشيفية

إثر استعادة الاتصالات الجوية بين المنامة وبغداد مؤخرًا بعد انقطاع دام أربع سنوات نتيجة لجائحة كوفيد-19، عبّر مواطنون من البحرين عن استيائهم من شرط السلطات الذي يفرض عليهم الحصول على إذن أمني قبل الإقدام على السفر إلى العراق، وفق ما ذكروا.

وظهرت حالة من النقاش الواسع في البحرين جراء "إلزام السلطات بإذن أمني قبل الذهاب إلى العراق"، وهو قرار لم تصرح به السلطات البحرينية علانية، لكن عددًا من الأفراد أفادوا بأنهم منعوا من الخروج من مطار البحرين دون الحصول على "الإذن الأمني".

وعلى الرغم من "إرشادات السفر" الصادرة عن وزارة الخارجية البحرينية، والتي تضم قائمة بدول متعددة تبدأ من أوكرانيا وتختتم بليبيا، لم يكن العراق مدرجًا ضمن هذه اللائحة.

ولم يستجب مركز الاتصالات الحكومية في البحرين لاستفسارات موقع "الحرة" المرسلة عبر البريد الإلكتروني للتحقق مما إذا كانت السلطات قد فرضت فعلًا تصاريح أمنية على المواطنين للسفر إلى العراق أم لا.

وتحدثت مصادر من البحرين لموقع "الحرة" مؤكدة وجود هذا الإجراء بالفعل، وهي خطوة كانت الحكومة السعودية قد اتخذتها على رعاياها في وقت سابق.

اقرأ أيضاً: انطلاق القمة العربية في البحرين: دعوات للسلام ووقف النزاعات

وتصدت البحرين، بمساندة من قوة عسكرية سعودية مجاورة، للاحتجاجات في عام 2011 التي كانت تطالب بملكية دستورية ورئيس وزراء منتخب.

وتعرضت البحرين لانتقادات من الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وفرض الرئيس آنذاك باراك أوباما حظرًا على بيع الأسلحة لها لمدة أربع سنوات، لكن خليفته دونالد ترامب أعاد الزخم للعلاقات مع المنامة التي أقامت علاقات مع إسرائيل بوساطة من واشنطن، وفقًا لوكالة فرانس برس.

ويعتقد معارضون أن السلطات "تفرض قيودًا" على حرياتهم بتبني مثل هذه الخطوة "غير المسوغة"، بينما يرى مؤيدون أن "الإجراء منطقي" ولا يحد من حرية المواطنين، خاصةً مع سهولة الحصول على التصريح عبر الإنترنت.

وفي الأول من يونيو الجاري، استأنفت شركة "طيران الخليج"، الناقل الرسمي لمملكة البحرين، رحلاتها من المنامة إلى العاصمة العراقية بغداد وإلى مدينة النجف، حيث يقع مرقد الإمام علي بن أبي طالب الذي يزوره ملايين من المسلمين الشيعة سنويًا.

ويحتوي العراق أيضًا على مواقع مقدسة لدى الشيعة في منطقة الكاظمية ببغداد وسامراء وكذلك كربلاء، حيث يوجد مرقد الإمام الحسين الذي يستقبل ملايين الزوار سنويًا، بما في ذلك البحرينيون.

ويرون منتقدون أن هذا القرار "غير مشروع"، باعتبار أن حرية الانتقال والسفر حق للمواطنين، معتبرين أن هذه الخطوة "طائفية" لأن العديد من البحرينيين الشيعة يتوجهون إلى العراق بهدف زيارة المواقع المقدسة.

وأفاد سيد طاهر الموسوي، القيادي في جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة التي حلتها السلطات، بأنه "لا يوجد أساس قانوني أو دستوري ولا داعي أمني أو صحي لفرض إذن أمني على السفر إلى العراق"، وأشار الموسوي في تغريدة عبر منصة "أكس" للتواصل الاجتماعي، الاثنين، إلى أن دافع هذا الإجراء هو "الطائفية"، واصفًا إياه بـ "جذر المشاكل".

وفي وقت سابق، ذكرت جمعية الوفاق، التي كانت جزءًا من البرلمان البحريني في دورتين متتاليتين قبل استقالة كتلتها بشكل جماعي عام 2011، أن “هذه الخطوة الأمنية تعكس الرغبة في مراقبة الحريات الشخصية ووضع العراقيل أمام وجهة دينية محددة”.

من جهة أخرى، يرى مؤيدون أن هذا الإجراء “معتاد ومبرر” وأن تطبيقه ينبع من القلق إزاء تدريب الجماعات المسلحة العراقية للشبان البحرينيين عسكريًا، خصوصًا أولئك الذين ينتمون أو يتعاطفون مع الفصائل البحرينية المعارضة التي تحمل السلاح ضد الدولة.

وأوضح الكاتب البحريني، جعفر سلمان، أن هذا الإجراء “لم يكن مفاجئًا”، وهو معلوم لدى البحرينيين الذين يزورون العراق لأغراض السياحة الدينية، وفي تصريح لموقع “الحرة”، استنكر سلمان “الترويج لهذه الخطوة الروتينية على أنها عقوبة جماعية ضد الطائفة الشيعية وحرية سفرها إلى الأماكن المقدسة”.

وأضاف: “هذا إجراء أمني مألوف تتخذه أي دولة ذات سيادة … سبق للبحرين أن فرضت تصريح سفر لقطر عندما كانت العلاقات بين البلدين متوترة، كما أن هناك تصريحات مماثلة لإيران وسوريا ولبنان”.

وغالبًا ما يشكو المواطنون الشيعة في البحرين مما يعتبرونه “تمييزًا” من جانب الحكومة ضدهم، وهو ما تنفيه المنامة بقوة، وأفادت الكاتبة والمحللة السياسية البحرينية، عهدية أحمد السيد، أن “الدولة لا تحرم الأفراد من حرياتهم الدينية”، لكنها مسؤولة عن حماية أراضيها وجميع مواطنيها، بما في ذلك السنة والشيعة وبقية الأقليات الدينية الأخرى.

وأشارت في تصريحات لموقع “الحرة” إلى أن “هناك من يستغل بعض الشباب للتدريب على يد مليشيات إرهابية، مما يخرج هذه الزيارات الدينية عن إطارها الصحيح”، وبينما أكدت السيد أن النقاش الدائر حول هذه القضية هو “خلط للأوراق”، يرى سلمان أن السلطات اتخذت مثل هذا الإجراء استنادًا إلى “معطيات معينة”.

ويربط الكاتب هذه الخطوة بوجود فصائل بحرينية مسلحة معارضة للدولة تنضوي تحت لواءات الحشد الشعبي، وهو تحالف من الفصائل الشيعية المسلحة دُمجت مؤخرًا في قوات الأمن النظامية العراقية.

وأفاد سلمان أنه “من السذاجة أن يتم فصل الأمرين” عن بعضهما البعض، مشيرًا إلى أن التصريح الأمني لم يكن عائقًا أمام البحرينيين لزيارة الأماكن المقدسة حتى رغم عدم وجود خط طيران مباشر بين البلدين.

ووفقًا لمكتب رئيس مجتمع الاستخبارات الأميركي، فإن جماعة “سرايا الأشتر” البحرينية تحالفت مع المسلحين الشيعة العراقيين المدعومين من إيران ومع حزب الله اللبناني للحصول على الدعم المالي واللوجستي.

وتصنف الولايات المتحدة “سرايا الأشتر” منظمة إرهابية أجنبية منذ يوليو 2018 بعدما وضعت اثنين من أعضائها المقيمين بإيران - أحمد حسن يوسف والسيد مرتضى مجيد رمضان علوي (السيد مرتضى السندي) – على لوائح الإرهاب في مارس عام 2017.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!