الوضع المظلم
الجمعة ١٠ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • مسنّة كردية ثمانينية…آخر ضحايا مرتزقة “غصن الزيتون”

مسنّة كردية ثمانينية…آخر ضحايا مرتزقة “غصن الزيتون”
مسنّة كردية


نور مارتيني



عامان وأكثر على وقوع مدينة “عفرين” الوادعة في قبضة الجيش التركي وزبانيته من مرتزقة الفصائل.. عامان شحب فيهما وجه تلك البلدة الوادعة، القابعة في أقصى الشمال السوري، وانحنت أغصان زيتونها، شوقاً لأهلها الذين أُكرهوا على مغادرتها، بعد أن خذلتهم البشريّة كلها، وتترك عفرين، بكل جمالها، وصفائها..طيبة أهلها وعظمة آثارها، نهباً للموت، والخراب.



لم تعد عفرين مقصداً لمن ينشد السكينة والهدوء، ويبحث عن الهواء النظيف العليل، من أهالي الشمال السوري، بل تحوّلت إلى ترسانة أسلحة، ومسرحاً لنزاع أطراف متعدّدة، لم تكن قبل بضعة سنوات معنيّة بأمر أهالي تلك المدينة، التي قاسى أهلها على يد أخوة الوطن، مرارة التهجير والحرمان من الأهل والديار. 


وبعد أكثر من عامين، تتوضّح أكثر فأكثر نوايا الجميع، المتمثّلة في طمس الهوية الحضارية لتلك المنطقة، وتحوير ملامحها، بما يتناسب مع الاستعمار الجديد، ويحرم أهلها الحقّ في أن يستفيئوا في ظلّ زيتونها، الذي روّوه بعرقهم.. بدموعهم.. ودمائهم.


استفاقت قرية هيكجة/بدر اليوم، التابعة لناحية عفرين على جريمةٍ مروّعة، قضت فيها سيّدة مسنّة تبلغ 80 عاماًَ، بعد أن تمّ تعذيبها من فصيل “سمرقند” التابع لـ”فرقة الحمزة”، وتمّ إثر اكتشاف الواقعة اعتقال أقاربها. 


اقرأ المزيد: منظمة حقوقية الفصائل الموالية لتركيا بعفرين تعتقل 127 شخصاً في أيلول



  • قتل بدافع السرقة


أفادت مصادر إعلامية متقاطعة، أن السيدة “فاطمة كنة”، والتي تبلغ من العمر ثمانين عاماً، قد قتلت على أيدي عناصر فصيل “سمر قند”، الذين هاجموا منزلها بقصد السرقة.


حيث أفادت “شبكة نشطاء عفرين “AAN”، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن مرتزقة سمرقند المُتطرّفة والمقرّبة إلى جيش “الاحتلال” التركي، أقدموا على قتل امرأة مُسنّة خنقاً.


و تُدعى الضحية “فاطمة كنه” 80 عاماً، وهي من أهالي قرية سنّاره ومتزوجة في قرية “هيكجة”/ بدر، التابعة لناحية شيه في مدينة عفرين.


وفي التفاصيل، أنّ منتسبي فصيل “سمرقند”، داهموا منزل المغدورة، أثناء تواجد أبنائها في قطعة الأرض التابعة لهم، مستغلّين غيابهم عن المنزل، لعلمهم بوجود مصاغٍ ذهبي لديها.


كما لفت المصدر إلى أنّ أبناء الضحية اكتشفوا عندما قاموا  بغسلها، تحضيراً للدفن، آثاراً للخنق حول رقبتها، ما يشير إلى أنّها تعرّضت للقتل تحت التعذيب.


ونظراً لاكتشاف أبناء الضحية، بأن الوفاة قد تمّت بظروف غير طبيعية، وأنّها ناجمة عن جريمة قتل، ومن أجل أن يتهرّب مرتزقة “سمرقند” من الجريمة بعد انتشار الخبر في القرية، شنّ المرتزقة حملة اختطاف واسعة طالت أبناء الضحية، (محمد 60 عاماً – فوزي 55 عاماً – حنان 45 عاماً – ابن محمد يدعى فوزي 25 عاماً)، بالإضافة إلى اختطاف عدد من النساء وكبار السن بحجة التحقيق حول الجريمة، من قبل منتسبي الفصيل. 


اقرأ المزيد: فصائل موالية لتركيا تواصل نهب آثار عفرين


من هو فصيل سمرقند؟


قبل قرابة العام، وفي حزيران 2019، أعلن الملازم الأول وائل الموسى عن تشكيل لواء “سمرقند”، بهدف مواجهة قوات النظام السوري وفصائل حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردية، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب البيان المصوّر الذي تمّ بثه.


وأثارت تسمية اللواء بـ “سمرقند”، ريبة المتابعين، حيث أنّ التسمية تعود لمدينة في أوزبكستان في آسيا الوسطى، ما دفع البعض للتكهّن بأنّ التسمية هي استذكار لتاريخ الدولة السلجوقية في تركيا.


فيما رأى البعض دلالة انتماء في التسمية، إذ إن “سمرقند” كانت في القرن الحادي عشر إحدى حاضرات الدولة السلجوقية التركية، وكتائب “الحمزة” هي فصيل تركماني سوري، ومن هنا جاءت التسمية.


عمليات سمرقند في عفرين 


لم يتوقّف فصيل “سمرقند”، عن التنكيل بالمدنيين وترويعهم، منذ أعلن عن تشكيله، حيث أدلى رئيس المكتب الإعلامي للواء سهيل القاسم بنفسه، بشهادة لـ”سمارت”،بأن قواتهم اعتقلت ثمانية مدنيين خلال أيلول/ سيبتمبر المنصرم، ثمّ أفرجت لاحقاً عن أربعة منهم وحوّلت أربعة للقضاء، بعد “مهاجمتهم مقاتلاً من اللواء والتحضير لمظاهرة ضدهم” وذلك في قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس.


كما اختطفوا قبل نحو شهرين، شابة من قرية “كفرة صفرة”، التابعة لناحية جنديرس، كما اعتدوا على نازحين من ريف إدلب، ممن نزحوا إلى القرية نفسها.

وقد عانى المدنيون مطولاً من انتهاكات فصيل “سمرقند”، وبقية الفصائل الموالية لتركيا، والتي لم تستثنِ النساء والسيوخ والأطفال.


وهو جزء من حملة انتهاكات كبيرة يمارسها الفصيل، التابع لكتيبة الحمزة، والتي ما هي إلا جزء من فصائل المعارضة، المدعومة من قبل تركيا.


التغيير الديموغرافي في عفرين


لم تتوقف الفصائل المدفوعة من قبل تركيا، عن انتهاك حقوق أهالي عفرين، واستنزافهم مادياً، وارتكاب السرقات وجرائم الخطف، بغية ترويع أهالي المنطقة، وإجبارهم على ترك منازلهم ومقتنياتهم، من أجل النجاة بأرواحهم.


إلى ذلك، لم تنج آثار المنطقة من النهب والسلب، حيث تواصل فصائل المعارضة المسلّحة، المدعومة من قبل تركيا، حملات التنقيب والتفتيش عن الآثار وبيعها، وكان آخرها أعمال الحفريات في منطقة “النبي هوري”، والتنقيب عن الآثار باستخدام آليات التركس، في عملية نهب معلنة.


اقرأ المزيد: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تصدر تقريرها حول الانتهاكات في عفرين


ويبقى الخاسر الأكبر في هذه المعارك التي يخوضها مسلّحون، هم المدنيون في كل بقاع سوريا، ممن لم تتلوث أيديهم بدماء إخوتهم ممن شاطروهم الهواء والطعام يوماً ما..ممن اضطروا أن يختاروا بين حياتهم وأرضهم، فمنهم من اختار الأرض فدفع حياته ثمناً.. ومنهم من اختار حياته وما زال ينزف شوقاً للحظة سكينة على تراب


 








 




النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!