الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • مسعود برزاني: أنظمة إيران وسوريا وتركيا اتفقوا مع العراق على قتالنا لكننا انتصرنا في النهاية

مسعود برزاني: أنظمة إيران وسوريا وتركيا اتفقوا مع العراق على قتالنا لكننا انتصرنا في النهاية
مسعود برزاني: أنظمة إيران وسوريا اتفقوا مع العراق على قتالنا لكننا انتصرنا في النهاية

عرضت قناة mbc الفضائية ضمن برنامج (السطر الأوسط) الذي يعدّه ويقدمه "مالك الروقي"، الجزء الأول من المقابلة مع الرئيس السابق لإقليم كردستان "مسعود البرزاني"، حيث تحدّث فيها عن بدايات الثورة الكردية، وتأسيس جمهورية مهاباد، وثورة عام 1961 التي شارك فيها لأول مرة كمقاتل بين صفوف المقاتلين، كذلك تناولت المفاوضات التي جرت مع صدام حسين عندما كان نائباً للرئيس، ومحاولة اغتياله في فينا، وعلاقته بوالده "الملا مصطفى البرزاني". مسعود برزاني


فبعد صراع طويل ماتت الدولة العثمانية التي وصفت بـ"بالرجل المريض" والتي كانت تسيطر آنذاك على مساحات واسعة ومنها المناطق التي يعيش فيها الأكراد منذ مئات السنين، وبعد موت هذه السلطنة قُسمت أراضيها.


وفي عام 1916، قدّمت بريطانيا وفرنسا خطة لتقسيم غرب آسيا، بعد الحرب العالمية الأولى بموجب اتفاقية سايكس بيكو، لكن بعد انتهاء الحرب، منحت عصبة الأمم ولايات سوريا ولبنان لفرنسا، بينما أعطت ولايات بلاد الرافدين (وهي بغداد والبصرة والموصل) وفلسطين (التي قسمت فيما بعد إلى منطقتين:فلسطين وشرق الأردن) للمملكة المتحدة.


https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=RRiMNqZ8P-0&app=desktop


فباتت أراضي كردستان مقسّمة على أربعة دول، وثلاث قوميات تحاصر هذه المناطق دون الاعتراف بها كقومية ذات وجود، وعلى الرغم من الخلافات الدائمة بين هذه الدول والحروب الطاحنة إلا أنهم متفقون على محاربة الأكراد، وتوافقهم على أن الشعب الكردي هو "العدو المشترك" لهؤلاء الدول والقوميات، إذ يقول "كاك مسعود" كما يحب أن ينادوه - وكاك تعني الأخ الأكبر- أن الجغرافيا ظلمتهم ظلماً كبيراً جداً. مسعود برزاني


يؤكد الرئيس برزاني أنه ما يزال يحمل الود الكبير للرئيس العراقي الأسبق "عبد الكريم قاسم"، فهو الذي سمح لوالده "الملا مصطفى البرزاني" بالعودة إلى العراق، بعد أن كان مبعداً عنها وأخرج عمه الشيخ أحمد من السجن الذي كان محكوماً بالإعدام، والأهم في نظر البرزاني هو الاعتراف بأن الكرد والعرب شركاء في العراق، كما جاء في الدستور المؤقت للعراق، وهذه كانت خطوة مهمّة جداً في ذاك الوقت، لكن الخطأ الذي ارتكبه القاسم -من وجهة نظر البرزاني- هو الخضوع لحاشيته "العنصرية" من القوميين العرب، الذين أقنعوه أن الملا مصطفى يريد الإطاحة به وحكم العراق وهذا كلام لا أساس له، لكنه يستدرك بالقول إنه كان يجب تجنب الصِّدام مع "عبد الكريم قاسم" في ذاك الوقت.



ويعود الرئيس البرزاني في ذاكرته إلى 11 ايلول عام 1961، عندما شنّت الطائرات العراقية هجوماً على معظم مناطق كردستان، ويؤكد تعرّض الخيمة التي كان متواجداً فيها  للقصف في 16 أيلول عام 1961، وأنّه التحق كمقاتل في صفوف المقاتلين الأكراد في 20 أيار 1962 إلى الآن، حيث يعتبر ثورة 1961 هي الثورة الأهم في التاريخ الكردي، كونها كانت ثورة شاملة لكل لكردستان، واستمرت لعشر سنوات متواصلة إلى أن بدأت المفاوضات مع الحكومة العراقية، مؤكداً أن معارك عام 1963 كانت هي الأصعب والأكبر واشتركت في هذه المعارك (سوريا وإيران والعراق) حيث أرسلت سوريا بعد انقلاب البعث في آذار 1963 لواءين من الجيش السوري لقتال الأكراد، ويؤكد أنهم أصيبوا بهزيمة نكراء، مشيراً إلى أن هناك تنسيق كامل بين الدول عبر ضباط ارتباط لتنسيق العمليات الحربية ضد الأكراد.


أما عن موقف الدول العربية، فيما يتعلّق بالثورة الكردية، فيقول الرئيس: أعتقد أن هناك كثيراً من الدول العربية متضامنة معنا ولكنهم  كانوا لا يؤيدوننا علانيةً، إلا بعد الخلاف بين البعث وجمال عبد الناصر، والذي كشفه حسنين هيكل، عندما بداً يكتب مقالات مؤيدة للثورة، أما السعوديين فلم يؤيدوا الدول التي تحاربنا ايداً.

بعد الانقلاب الثاني للبعث في العراق عام 1968، حاول النظام العراقي هزيمة الأكراد عسكرياً، حيث نجح في البداية كما يقول الرئيس مسعود البرزاني ولكن في الشهر التاسع 1969 انقلبت الموازين في المعركة لصالح الثورة الكردية، ما اضطر النظام العراقي لاقتراح التفاوض عبر "عزيز شريف"، الذي أبلغ قيادة الثورة برغبة النظام العراقي الدخول في مفاوضات، فوافقت قيادة الثورة على دخول المفاوضات، وجرى تبادل وفود للمفاوضات.



في أحد الايام جاء وفد من النظام العراقي، وصفه برزاني بالكبير، وكان معظم أفراد وفد كردستان في بغداد، فخرج "مسعود البرزاني"، لاستقبال الوفد وكان هذا أول لقاء له مع صدام حسين، الذي كان نائباً للرئيس العراقي آنذاك، ويرافقه فؤاد عارف وسعدون غيدان، وعزة مصطفى العاني.


يستدرك الرئيس برزاني ويتحدث عن شخصية صدام حسين، ويجري مقارنة بين لقائه الأول وبعد انتفاضة 1991، حيث اختلف الرجل جداً، إذ يقول البرزاني: "كان صدام حسين متواضعاً وصريحاً ومندفعاً لعقد المفاوضات، ومؤدباً مع زملائه جداً، أما بعد 1991 كان مختلفاً تماماً، فوزراؤه لا ينطقون بكلمة إلا إذا سئلوا"، وكان صدام حسين مندفعاً في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، ليس لإيمانه بحق الكرد طبعاً، وإنما حفاظاً على وضع النظام في بغداد، لأنه يدرك تماماً أنه لولا المفاوضات لكان النظام في وضع صعب جداً، وإلا فما تفسير انقلابه؟ وكان يجب أن يحسم موضوع كركوك من البداية لا أن يترك معلّقاً، وقد أقرّ صدام حسين بشكل علني أن كركوك مدينة كردية، لكنها قاعدة اقتصادية لتأسيس دولة وهذا لا يمكن الموافقة عليه.


بعد أربع سنوات من المفاوضات قرّر صدّام حسين الانقلاب عليها، فأرسل وفداً من علماء الدين (سنّة وشيعة) للتوسّط بين الحكومة والثورة، لحلّ بعض الخلافات، حيث كان من بين أعضاء الوفد شخص يدعى "إبراهيم الخزاعي" كان معه آلة تسجيل مفخخة دون علمه، وعندما اجتمع مع الملا مصطفى البرزاني كان أحد السائقين يملك جهاز تحكم فجّر المسجل، ولكنها كانت محاولة فاشلة وأصيب الملا مصطفى بجروح طفيفة، وكانت هذه نهاية المفاوضات وانهارت الثقة بالكامل لأنه المخطِّط الحقيقي لعملية الاغتيال هو صدام حسين شخصياً.


بعد انقلاب صدام على المفاوضات، عادت الحرب الكردية العراقية، لكن هذه المرة تلقّى الأكراد الدعم الإيراني، بسبب الخلاف بين البعثيين وإيران، إلا أن اتفاق الجزائر عام 1975، الذي أنهى العداء العراقي- الإيراني، وقلب الطاولة على الأكراد مرة اخرى حيث عادوا للجبال، لكن الجيش العراقي استخدم السلاح بوحشية كبيرة، ما اضطر الملا مصطفى البرزاني وابنه مسعود للخروج من العراق إلى إيران، ثم الولايات المتحدة، حيث توفي هناك وبات كاك مسعود في وجه المدفع للدفاع عن قضية الشعب الكردي.


يتحدث الرئيس عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها في فيينا، والتي جرت في بداية عام 1979، عندما كان عائد من واشنطن مروراً بفيينا للذهاب إلى فرنسا للقاء الخميني، لأنه كان يريد اللقاء بأي شخص يمكن أن يكون ضدّ الشاه الذي طعنهم من الخلف، ذهب إلى بيت صديق للقاء شخص له علاقة بالنظام العراقي ليحصل منه على إجابة عن سؤال محدد، وما كان أحد يعرف بالزيارة ولكن عند خروجه استمهله هذا الشخص الذي يعرف أن بانتظاره فريق الاغتيال، في صحوة ضمير، بحسب البرزاني فأصيب مرافقوه، تم إلغاء لقاء فرنسا وذهب إلى قبرص بجواز سفر حصل عليه عن طريق ياسر عرفات بعلاقة شخصية وإنسانية بين الرجلين، وبعد هروب الشاه عاد إلى طهران بوساطة عرفات.


تنبأ الرئيس البرزاني أن صدام حسين سيحتل الكويت وذلك في عام 1989 بعد عملية الأنفال، حيث كان في زيارة إلى لندن في وفي ندوة قال: "نحن دفعنا الثمن، ساندتم صدام ولكن احرصوا على الكويت"، لأنه واثق من أن الكويت هي الحلقة الضعيفة، مؤكداً أن هذه طبيعة صدام حسين.


أما عن الأسرى الكويتيين الذين قيل أنهم دفنوا في كردستان، مؤكداً أن هذا منفي، مشيراً أن الأسرى كانوا نحو 400 أسيراً في سجن بادوش في مناطق كردستان بعد عملية تحرير الكويت، حيث نقلوا الأسرى إلى الجنوب بحافلات ثم لم يعرف عنهم شيئاً!

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!