الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ ومقالنا الـ20 ودعوة كل مُحبي السلام ممن مدوا أيدهم لنظام المرشد، آخرهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. حيث اعتادت إيران التسلل من الباب الخلفي على اختطاف القضايا العربية عبر وكلائها بنشر الفوضى والعنف وإثارة الحروب الطائفية ودعم الميليشيات المسلَّحة ضدّ حكوماتها، مُعتدية على عدالة العرب مع القضية الفلسطينية، تحث شعارات الزيف والخزي الشعوبي في مخاطبة عواطف العرب والمسلمين، وعبر ميليشياتها الإرهابية التي اقتحمت عالمنا العربي في لبنان واليمن والعراق.


واحتلال (الأحواز والمحمرة، وجزر الإمارات)، باعتلاء عنصري - طائفي حتى ضد شعبه المنهار، في حين لم نره يُطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل، وهو سلوك يُترجَم إلى نفوذ واسع لإيران قد يؤثِّر على التوازُنات القائمة، وقد يُخرِج إيران من قوَّة إقليمية متوسِّطة إلى قوَّة تعديلية أكثر تأثيراً في الإقليم، وبالتالي أصبح ضمن الشواغل التي تهمّ الولايات المتحدة والقُوى الإقليمية.


ماذا لو تعايشت إيران؟ وحقائق يجب إعادة التذكير بها، لنظام طائفي إيراني، يعمل جاهداً على تهميش مركزي للقضية الفلسطينية والقدس، لنرى عدم الاختلاف بينها وبين الدولة العنصرية المحتلة لفلسطين، فلا عداوة بينهما، بل هو تنافس للهيمنة على أراضي وموارد أمة تعيش حالة ضعف زادت ثورات ما يُطلق عليها "الربيع العربي" بعض بلدانها في الأعوام الماضية، ضعفها على ضعف، لتكون القضية الفلسطينية ورقة تفاوضية لأطماع كُبرى فارسية ضد دول وشعوب عربية، رغم أنّ وُكلاءها مثل بعض قادة الفصائل الفلسطينية، كـ"حماس" و"الجهاد"، وإخوان مصر.. يرون فيها نصيراً لهم، لكنهم واهمون، والشاهد حقيقتها في قتل وتهجير السنة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.


ماذا لو تعايشت إيران؟ ومعضلة سلوكها الإقليمي تتوحش دونما رادع دولي لها أو أية تداعيات مُحتمَلة لدبلوماسية بايدن النائمة، وتأكيد المرشد الإيراني، علي خامنئي، «التزام طهران دعم حلفائها في الشرق الأوسط»، وأنّ وجودها الإقليمي «ضرورة يجب أن تكون وسوف تستمرّ»، فكيف وهي ترفض التخلِّي عن برنامجها الصاروخي والتلكؤ في الاتفاق النووي منذ 2018م.. مُتباهياً نظام الملالي بأنَّ برنامجها «أجبر أعداء إيران على مراجعة حساباتهم»، وهنا تأكيد آخر على تلك المواقف المتناقضة لسلوك إيران الإرهابي، ليجعل كل من له مصلحة بعالمنا "نظام إيران" أحد شواغله كأولوية مصيرية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وتشاركها في ذلك القُوى الدولية الرئيسة والقُوى الإقليمية، باعتبار أنَّ امتلاك إيران سلاحاً نووياً يقود إلى خلل بل وانزلاق المنطقة نحو سباق نووي غير محمود العواقب.


ماذا لو تعايشت إيران؟ وأزمة العجز الهائلة التي تعصفُ بالميزانية؛ ومعاناة العمليات المالية في البنك المركزي الإيراني من ضعفِ الشفافية؛ أدرجها في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي «فاتف» مما شجِّع البنكَ المركزي والحكومةَ الإيرانية على اتّباعِ المزيد من الطُرُق غير المشروعة في تشغيل الأسواق المالية والتجارية لجلب مزيد من الدمار عبر الانفاق التسليحي لوكلائها ضد بلادنا، متناسين أن هناك العديد من الجماعات الثورية الفلسطينية، التي ادعت حمايتها للقضية، واستخدمت جماعات وأحزاب تابعة لإرهابها في دول عدة، ثُم تلاشت هذه الجماعات ومزايداتها، وانكشفت حقيقة تلك الأنظمة التي استخدمتها، وهو ما سيحدث مع طهران الملالي حين تنتهي من تحقيق أهدافها.



خالد الجاسر


ليفانت - خالد الجاسر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!