الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
مائدة سردية وميعاد مع إبليس
عبد العزيز آل زايد 
أول مجموعة قصصية للأديب السعودي آل زايد، يتحدث فيها عن (إبليس الرجيم)، ذلك الكائن العجيب المخلوق من نار، الذي حيّر الكثير من البشر. الشيطان اللعين هو العدو الأول لذرية آدم، والذي يقول فيه تبارك وتعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).


14 قصة قصيرة مشوقة تقع في 115 صفحة، يهديها الكاتب: "إلى المعذَبين من وساوس إبليس، إلى المهمومين من كيد الشيطان، إلى كل من لدغته عقارب الشر، وأيقن أنّ في السّماء رحمة".


في كتاب آل زايد (وسوسة إبليس)، يقول على لسان الشيطان: "إن لي في هذا الشهر سواقي وجنوداً، ولا يعزب عني شيء”، أمسكه من تلابيبه وقال له وكاد أن يخنقه: “إني أنا الشيطان المارد، إني أنا الشيطان الرجيم الذي رفض الأوامر وتجبر، وإن لي أتباعاً وجنوداً من الجنّ والإنس”.



بعد إنتاج عدة روايات يقدم الروائي الأديب آل زايد أول كتاب قصصي لعشاق (ق.ج) القصص القصيرة، وهو عبارة عن مائدة سردية وميعاد مع إبليس، عنوانها الفرعي: "قصص متخيلة عن الشيطان"، مما جاء في الكتاب، حديث الشيطان مع شخص طلب منه عنوانه، فصرح له عن سر من أسراره فقال: "هل تريد عنواني؟”، قالها مبتسماً، ثم أعقب: “إبليس ليس له دار ولا عنوان، فهو يتنقل بين البيوت والدور، وليس لديه وقت لينام، ولكن لا عليك فأنت هدف من أهدافي، وسنتقابل قريباً…”.

كتاب (وسوسة إبليس)، من إصدارات عام ٢٠٢١ لدار نشر كويتية شهيرة، هي: دار الظاهرية للنشر والتوزيع، جميع قصص الكتاب تنصب في هذا المخلوق الغيبي الذي أطلق عليه القرآن اسم (الشيطان)، للشيطنة التي تسري فيه، يقول آل زايد في واحدة من قصص الكتاب: هناك ضحك الشيطان والدخان يخرج من فمه ومنخاريه بطريقة عجيبة، ثم أخذ في السعال، وقال بعد أن مسح دمعة سقطت من عينه من فرط الضحك: “مسكين أنت يا ابن آدم، تظن الشيطان بلا عقل ولا دراية”، وقف الشيطان على قدميه وبدى له طويلاً مهاباً وبصورة غاضبة وكاد أن يكسر الغليون في راحته وقال وهو يشير إليه بإصبعه القبيحة…".



الكثير من القصص عن الشيطان رواها لنا القرآن، والأحاديث النبوية، بينما هذا الكتاب يأتي بما لم يؤتَ من قبل، الكتاب هو (الطبعة الأولى)، يستقي من الآيات والروايات بعض ملامح الشيطان وصفاته، ثم يبني شخصيته في قصص متخيلة تتحرك وتسير في الواقع، جاء في بعض صفحات الكتاب هذه المحاورة: "ولكنك عدوي وعدو بني آدم، والقرآن يحثنا على معاداتك”، تبسم له الشيطان ورد عليه قائلاً: “وهل قال لك القرآن أحرق أوراق الامتحان؟، إنني امتحان لك ولأبيك آدم من قبلك ولكل ذريته، وإلا لكان الامتحان سهلًا ودخل النّاس الجنّة بالمجان، ومحال أن يخدع البشر ربّ العالمين، فلن يدخل الجنّة إلا أهل الصّلاح، ولن يكشف أمرهم إلا بامتحان صارم ينخل الجميع دون استثناء بما فيهم أنت، والآن انهض من فراشك فقد حان وقت الصلاة”.

على الرغم من أن الكتاب أدبي قصصي تخيلي، إلا أنه بذات النفس الديني، الذي يقتبس من قوله: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)، وقوله متحدياً: (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ)، في إشهار صريح، الكتاب يجعلنا نستحضر هذه المعركة وهذا العدو اللدود الذي يغيب عنها أحياناً، فنقع في شراكه، وهو ما يزال منا يضحك.



ليفانت - عبد العزيز آل زايد

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!