الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
مآل اللعب على أکثر من حبل
فريد ماهوتشي

في الفترات الأخيرة من الولاية الثانية للرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، وخلال الأزمة التي کانت تعصف بالنظام الإيراني وتتزايد الأخطار والتهديدات المحدقة به، وکان الغضب الشعبي ضد النظام في تزايد مستمر، أطل خامنئي من مهجعه ليخبر الشعب الإيراني بأن مايعانيه من أوضاع سلبية في طريقها للانتهاء على يد "الحکومة الإسلامية الفتية" والتي کان يقصد بها حکومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي.

الدعم والتأييد واسع النطاق الذي قدمه خامنئي لرئيسي ودفعه نحو سدة الرئاسة وحتى دفاعه المستميت عنه رغم فشله الذريع في الأشهر الأولى من حکمه، أثبت بأنه ما يزال يراهن عليه ويعتبره مهرة رابحة له في سباق ممل لم يعد هناك من يتابعه.

"الحکومة الإسلامية الفتية" والتي أصبحت موضع تندر واستهزاء من جانب الشعب الإيراني، أثبتت بأنها مجرد امتداد فج وسمج لما سبقتها من حکومات أخرى کان همها بقاء النظام واستمراره وليس خدمة الشعب الإيراني، وإن استمرار دعم وتأييد خامنئي لرئيسي ولحکومته "المتهرئة"، هو الذي جعل الشعب الإيراني يضيق ذرعاً ليس بحکومة رئيسي الهرمة والهزيلة فقط، وإنما حتى بالنظام نفسه ولذلك فقد جاءت حادثة مقتل الشابة الکردية مهسا أميني على يد دوريات الإرشاد القمعية لتصبح شرارة اندلاع انتفاضة سبتمبر 2022، ولأن الصبغة السياسية قد طغت عليها وصار هدفها إسقاط النظام، فإن خامنئي قد تيقن من أن معزوفة "الحکومة الإسلامية الفتية" و"حلواها" رئيسي، قد أصبحت منتبذة، فکان لزاماً عليه أن يبحث عن حل آخر.

خامنئي وفي ذروة معاناته من آثار وتداعيات إنتفاضة سبتمبر، أعلن للشعب ومن خلال خطابه بمناسبة العام الإيراني الجديد تخليه عن رهانه السابق وخيبة أمله في رئيسي وحکومته: "أعتقد أن قضيتنا الرئيسة في 1402 هي أيضاً قضية الاقتصاد" ولم يقف خامنئي عند هذا الحد بل وإنه عرى رئيسي وحکومته "العليلة" بقوله: "مشكلاتنا ليست قليلة، ولدينا مشكلات متنوعة في المجال الثقافي والسياسي، لكن القضية الأساسية والمحورية لهذا العام أيضا هي الاقتصاد"، والسٶال الذي يجب على خامنئي الاجابة عليه هو؛ ما هو اختلاف حکومة رئيسي عن حکومة سلفه روحاني؟ وما هو الجديد الذي أضافه؟

تقليعة خامنئي الجديدة بالترکيز على الاقتصاد وجعله حجر الزاوية لدى النظام، هي في الحقيقة استمرار للتقليعات التي دأب عليها منذ أن أصبح "الولي الفقيه"، وإننا لو تذکرنا تقليعاته السابقة وخصوصاً "الاقتصاد المقاوم"، وأخذنا بنظر الأهمية والاعتبار فشل وإخفاق کافة تقليعاته الواحدة تلو الأخرى، فإن خامنئي ونظامه هما أقرب ما يکونان لمن لعب ويلعب على أکثر من حبل، والقاسم المشترك بين کل الحبال التي لعبوا عليها هو الکذب والخداع. والسٶال الأهم هو: إلى أين سيٶول المآل بخامنئي ونظامه من اللعب على أکثر من حبل؟

ليفانت - فريد ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!