الوضع المظلم
الثلاثاء ١٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
  • لماذا كل هذا الترحيب الدولي بالشيخ محمد بن زايد؟

  • ملوك وأمراء الخليج.. قادة ورؤساء يرحبون بوصول محمد بن زايد لرئاسة الإمارات.. ما السر وراء ذلك؟
لماذا كل هذا الترحيب الدولي بالشيخ محمد بن زايد؟
محمد بن زايد

انتخب المجلس الأعلى للاتحاد، السبت الفائت، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بموجب المادة 51 للدستور الاتحادي وبالإجماع، وتأتي هذه الخطوة بعد وفاة أخيه غير الشقيق، الرئيس السابق للبلاد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

شغل الشيخ محمد، العديد من المناصب في الدولة، بينها، ولي عهد أبو ظبي قبل رحيل الشيخ خليفة، كما تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتشير سيرته الحكومية امتلاكه خبرة عسكرية، أهلته لتطوير سلاح الجو الإماراتي، حيث تخرج عام 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا، وتلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، لينضم فيما بعد إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات.

إلى جانب ذلك، شغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، كانت البداية ضابطاً في الحرس الأميري قوات النخبة، ثم طياراً في القوات الجوية، وتسلم عدة مناصب عليا، ليصبح نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

اقرأ المزيد: ولي العهد السعودي يهنئ الشيخ محمد بن زايد بانتخابه رئيساً للإمارات

النهضة الإماراتية

يؤكد مراقبون أن النهضة الاقتصادية في الإمارات كانت لافتة للنظر، إذ نقلت البلاد من صيد الأسماك واللؤلؤ، إلى النمو الاقتصادي الهائل مدفوعاً بثروتها من النفط والغاز، وأصبحت محطة استقطاب مالي وسياحي في الخليج العربي والشرق الأوسط.

كما أصبحت الإمارات وجهة لملايين السياح في العالم، ومحطة عالمية لإقامة المعارض الكبرى في المنطقة، بفضل النهج المتزن لقيادة الدولة وموقعها الاستراتيجي المهم واقتصادها القوي.

ومنذ أن تعرض الشيخ خليفة (الرئيس السابق) لوعكة صحية، أثرت على إدارته للبلاد، بدأ الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد إمارة أبو ظبي، بتنسيق أمور الحكم مع حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.، وعُرف عنهما بوصفهما رائدين للتنمية والتطوير في البلاد.

كما تطمح دولة الإمارات، إلى جانب نهضتها الاقتصادية، في أن تصبح قوة إقليمية ذات ثقل سياسي يكمل دورها الاقتصادي، ولا شك أن النهضة الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها دولة الإمارات، والمشاريع التنموية والعمرانية والسياحية الضخمة التي أنجزتها البلاد، وتركيزها على تنويع الاقتصاد واستخدام أحدث التقنيات في مختلف المجالات، كان لها دور كبير في تعزيز ثقلها الإقليمي.

ومن المعروف أن الإمارات عمِلت مبكراً على تنويع اقتصادها؛ وإلى جانب قطاع الطاقة، هناك مشاريع سياحية وإعلامية كبيرة، وهناك عدد كبير من الفضائيات والشبكات العالمية التي تتخذ من دبي مقراً لها، وكذلك بالنسبة للفنادق والمطاعم العالمية التي تجد في الإمارات فرصاً كبيرة لها لانتشار فروعها.

اقرأ أيضاً: بايدن يهنئ الشيخ محمد بن زايد.. لانتخابه رئيساً للإمارات

ويعتبر العديد من المراقبين أن محمد بن زايد رائداً للتحديث، ومفضلاً من شعبه، وقد روّج بإصرار للإمارات، من خلال تحفيز التنمية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.

وتتمتع الإمارات بطابع ثقافي يكاد يكون فريداً (حيث يعيش فيها أكثر من 202 جنسية) ويوفر مختبراً حقيقياً لاستكشاف التبادل الثقافي والتعلم، ويمثل هذا المجتمع المتنوع، فرصة التواصل بين الثقافات، والتي تعتبر أمراً غاية في الأهمية وفرصة للترويج لدولة الإمارات.

السياسة الخارجية

لطالما كانت سياسة الإمارات تعتمد على تصفير المشاكل وحلّ النزعات في المنطقة العربية والشرق أوسطية، وهذا منذ عهد المؤسس الأول للدولة الاتحادية الشيخ "زايد آل نهيان" مروراً بابنه الشيخ خليفة مع قادة الدولة الرئيس الحالي، الشيخ محمد، ومستشار الأمن الوطني، الشيخ طحنون، وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد.

وكان لتعميق العلاقة مع المملكة العربية السعودية، دور كبير في مواجهة تمدّد جماعات الإسلام السياسي "الراديكاليين" في الدول التي شهدت احتجاجات مع نهاية عام 2010 حتى اللحظة الراهنة "ثورات الربيع العربي" ومواجهة مشروع الإخوان المسلمين ومشروع الحرس الثوري الإيراني، عبر دعم قوى وطنية في تلك البلدان، من شأنها، وقف تغلغل التطرف المذهبي في كل من العراق واليمن واتخاذ مواقف داعمة للشعب السوري والليبي.

وقد شهد العام الماضي عودة تدريجية للعلاقات الإماراتية التركية وفق قاعدة تبادل المصالح، وكذلك المصالحة الخليجية الخليجية، والتأسيس لقوة خليجية تحفظ أمن واستقرار المنطقة بالشراكة مع عدد من الدول العربية والإقليمية، في ظل التغير الحاصل في المنطقة وحجز بعض القوى العالمية مكاناً لها على سلم القطبية الدولية.

وحول السياسات والاستراتيجيات التي انتهجها محمد بن زايد، قالت باربرا ليف، سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الإمارات: "إن بن زايد كان مدفوعاً برؤية معينة، ملخصها أن قادة دول الخليج العربية لم يعد بمقدورهم الاعتماد على الولايات المتحدة، داعمهم الرئيس، خاصة بعد أن تخلت واشنطن عن رئيس مصر، حسني مبارك، خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011".

وفي الصدد، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، يعمل حالياً في إدارة الرئيس جو بايدن، التي تدهورت علاقاتها بالإمارات في الأشهر القليلة الماضية، بأنه "استراتيجي يضفي على المناقشات منظوراً تاريخياً".

اقرأ أيضاً: محمد بن زايد: الإمارات أصبحت قوة لتحقيق التقدم والازدهار العالمي

وأضاف المسؤول "يتحدث ليس فقط عن الحاضر، بل يعود إلى سنوات وعقود وفي بعض الأحيان يتحدث عن التوجهات على مرّ الزمن".

ويقول رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين، محمد الحمادي: "خلال الفترة الماضية زار عدد من قادة دول العالم، الإمارات، للقاء الشيخ محمد بن زايد، للتشاور والتباحث فيما يخص الإقليم والعالم، وثقتهم بالشيخ محمد كبيرة ومنطلقة من تجارب سابقة"، مشيراً إلى أن بن زايد شخصية يمكن الوثوق بها، ويُعتمد عليه في وقت الشدة والرخاء".

واليوم في ظل التشاحن والتسابق لزعامة المنطقة وتنصل القوى العالمية من التزاماتها، هل يتجه رئيس دولة الإمارات مع قادة المنطقة لتشكيل حلف شرق أوسطي يساهم في حماية مصالحها ويبني مستقبلاً أفضل للشعوب المتعطشة للأمن والاستقرار والرفاه الاقتصادي؟ أسوة بدول الخليج العربي.

ليفانت- خاص 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!