-
قَبض الريح ..!
صديقي العزيز
بعد التحية والسلام :
أَمَا وأن الحال قد آلَ إلى هذا المآل، فما عساي أخبرك يا أخي وأنت تكتب وتلحّ على معرفة الجواب، أمَا وأني - وكل السوريين - لانعرف جواباً لسؤال ولا ندري مقام لمقال فكل ما نقوله هو رجمٌ بالغيب، ولعل أحسننا من يطلق صرخة في ليل بهيم بوادٍ لا صدى له أو رجع ! الريح
أمّا بعد :
وحيث أننا فقدنا كل مقومات وجودنا كسوريين، وحيث أنه لا وطن فلا هوية، لعلك تسمع ما أسمع- وكل السوريون سواء - هناك من يبيع عنا من الدول حيث تقام بازاراتهم بينهم بمعزل عن أي سوري، لا عن بطل المقاومة والممانعة ووريث عرش قائد التشرينين، الفاتك بأبناء بلده، سيد الوطن لم يعد له وطن ليسوده فيقبع في دهاليز مظلمة يرتعد هلعاً من سقوطه في أي بازار يقام بين الدول، ينتظر من يقرر عنه وعن وطنه المفترض أنه سيده، ولاسيادة لمذعور ومعزول عن قرار وطنه، ماذا فعل الروس والأتراك ينتظر سكرتيراً لزعيم روسيا أو جنرالاً في حميميم ليبلغه ماذا قرروا عنه ويتلقى الأوامر ليموت في نهاية المطاف الموت الذليل !
وفي الطرف الآخر ذات المشهد ينتظرون ما يطلبه منهم التركي لينفذوا وهم أذلاء كابر عن كابر وهم في قواميس العرب سقط المتاع !
أنت تعلم يا أخي الحبيب أن للدولة أركان يجب أن تتحقق حتى تقول أن لك وطن !
السيادة أو السلطة ؟ وهذه لتتوافر وتكتسب مشروعيتها فإنه لابد من توافر الركنين الأساسيين الأسبق للكينونة الريح
الأرض: وأين هي الأرض؟
وكل قطعة بيد ذئب ، والوكلاء يَجْبُون وينفذون أوامر الأسياد!
والشعب الذي هو الركن الأساس الذي يسكن الأرض ويعمرها ويحمل موروث أجداده تراه اليوم يسأل من هو ؟ وأين هو ؟ومن جده وماهو موروثه ؟لقد أضاع كل شيئ وتراه يقبع في بقاع الأرض غريباً ذليلاً لاجئاً ومشرداً !!
وفي ذلك يا صاحبي فنحن نفقد مقومات وجودنا كدولة ونفقد عنصر هويتنا الوطنية والحفاظ عليه !
النظام الحاكم فقد عناصر مشروعية وجوده كصاحب سيادة أو كراعٍ لرعية هي الشعب وكمدافع وحامٍ لحدود بلادنا كما هو مفترض به، هذا النظام تحول إلى مجرم قاتل، سفاح، مطلوب دولياً بجرائم لا يمكن أن يمحوها كل العالم ولا يستطيع أصلاً أن يتعامل معه أو أن يقبله بين صفوفه كممثل لدولة مستقلة وذات سيادة، والأغرب أنك ترى من ينظر إليه على أنه لازال قائداً لوطن، قتل شعبه وهجره، باع أرض الوطن واستقدم عصابات مجرمة لتقتل شعبه ويشرده، مع أن هذا الكائن لم يتبقَّ منه إلا صورة أو شبحاً لا يملك من أمره أو أمر وطنه شيئاً، هذا الكائن في تقييم من يمتلك عقلاً راجحاً إنما هو جثة تنتظر من يكسب أجراً بدفنها وطي صفحة سوداء مظلمة من تاريخ وطننا ! الريح
وعند دفنه سيثور السؤال الأصعب:
هل وصل الشعب لحقوقه وهو يستفيق على وطن مدمر في كل مقوماته؟
من هذا المؤمن الحريص على تحقيق أهداف الثورة التي ضحى الشعب لأجلها؟
ماذا قدم هؤلاء المؤمنون الذين تنطحوا لقيادة الثورة والبلاد بكل مراحلها وبعد أن أعلنوا من وراء الحدود والمحيطات بأنهم القادة المؤمنون الحريصون على تحقيق أهداف الثورة؟
هل نجح الشعب بإيقافهم او عزلهم على الأقل ولا نقول محاسبتهم أو غير ذلك !؟
أين المعارضون من تقديم أي مشروع وطني يحققون من خلاله أهداف الثورة !؟
ستجدهم يا صاحبي يستعرضون بطولاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ويتحدث الواحد منهم بمنطق الخبير العارف بكل شيئ !
يتحدث عن سياسات أميركا وكأنه حضر جلسات الكونغرس أو مكتب الأمن القومي الأميركي، يتحدث عن سياسات الصين وروسيا والسعودية وتركيا وقطر وكأنه هو من رسم لهم سياساتهم!
يا صاحبي أريد أن أقول لك شيئاً غاية في الأهمية (الشعب السوري الثائر لم يقدم ما قدم من تضحيات لأجل أن يفوز أحد منهم برئاسة البلاد، أتحدث عن الفقراء أهل الثورة، ولا بحثاً عن مناصب أو وزارات، للشعب حقوق كان ولازال يريدها وهي العيش بكرامة وبدولة عادلة، حوّلتها المعارضة إلى صراع على السلطة وغيّرت المصطلحات والمفاهيم، فتبدل مصطلح الشعب الثائر إلى مصطلح قوات المعارضة المسلحة وكأن كل من استشهد دفاعاً عن أرضه إنما استشهد دفاعاً عن أجندات العبدة أو طعمة (طعمة قال بمؤتمر بعد طرده من سوتشي أنه فوّض الوفد التركي وبشار فوّض الروس قبله) أو إخوانهم لأو خدمهم ممن يسمون أنفسهم قوى معارضة لأو ثورة علمانيوهم قبل إسلاميوهم وكلهم تحولوا إلى بضاعات رخيصة تعرض على الأرصفة وبضاعتهم بيع ما تبقى من الوطن !!)
لم تكن الثورة في أي مرحلة من مراحلها صراع على تنازع السلطة بين أحزاب إنما هي لتحصيل حقوق الشعب أولاً وإزاحة مجرم حرب قتل وغيب وشرد الملايين، هذا المجرم متهم بارتكاب جرائم جنائية وجرائم ضد الإنسانية يجب أن يحاسب عليها !! الريح
في كانون الثاني ٢٠١٢ ويومها لم يمض على قيام الثورة سوى أشهر وفي لقاءات طويلة مع السيد رياض الشقفة - مراقب عام الإخوان المسلمون وفاروق طيفور أحد أهم مهندسي المجلس الوطني سألتهم وطلبت منهم بوضوح:
ما هو مشروعكم لتحرير سورية وبرنامج حكمكم؟
لا جواب، لاشيئ مكتوب !
وهذا الذي نحن فيه هو نتيجة ذلك المخاض !
وإلى الآن لم نر هذا المشروع الوطني من أي جهة معارضة بما فيها من لازالت تدعوا إلى مؤتمرات وطنية سواء منها ما يحاك في السر، وهي الأخطر، ولا تلك التي في العلن كما هو حال مؤتمر برلين المنتظر !!
أين هو المشروع الوطني المتكامل وأين آليات تنفيذه وأين برامجه التطبيقية التي يمكن أن تكون بديلاً عن النظام والمعارضة على حد سواء !! ليفانت
ليفانت محمود حاج حمد
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!