الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
قطر وسيطرة الهوية الثقافية التركية
خالد

ما حدث في مطار حمد الدولي من خطوة “فحص مهبلي” لعدد من السيدات الأستراليات على خلفيّة وجود وفاة مولود في أحد دورات المياه، هو بلا شك خطوة تعكس حالة الانفلات الأمني التي تعيشها الدوحة، والتي كان لها انعكاس على تردّي الوضع الأمني في المطار، الذي كان من الأولى أن يتمتع بوضع أمني متطوّر، وبخاصة أنّ أحداث 11 سبتمبر فرضت وضعاً أمنياً متطوراً على جميع مطارات العالم، وبالتالي كان من الممكن تفادي هذه الحادثة لو وجد وضع أمني مشدد ومتطور كبقية مطارات العالم.


 


حالة الانفلات الأمني التي تعيشها الدوحة، وبخاصة على مستوى المطارات، تعود إلى سببين رئيسيين: الأول، يتعلق بالنظام القطري الذي انتهج سياسة متراخية في مطاراته لدعم سياسته في تسهيل مرور وسفر القيادات الإرهابيّة، التي كانت تحظى بدعم مادي ولوجيستي من قبل النظام القطري. الأمر الأخر الذي صعّد من حالة الانفلات الأمني، هو إجلاء العناصر الأمنية القطرية من المطار، والعمل على استبدالها بعناصر من الشرطة التركية، ساهمت في مزيد من إضعاف الحالة الأمنية لتحقيق أهدافها في استخدام الدوحة ممراً وعبوراً للعديد من العناصر المتطرّفة.


 


سيطرة عناصر من الشرطة التركية على إرادة وأمن مطار حمد الدولي، كانت خطوة لنقل ثقافات جديدة تعتبر دخيلة على الثقافة الخليجية والعربية، وهو ما نشاهده فيما حصل للسيدات الأستراليات من “تعرية وفحص مهبلي”، في خطوة أقرب إلى الاعتداء الجنسي وضمن أشكال العنف ضد المرأة، والتي كانت وما تزال سائدة في الداخل التركي، حيث تعيش المرأة في تركيا وضعاً مأساوياً نتيجة فقدان حقوقها وتجريدها من خصوصيتها، حيث باتت تواجه المرأة التركية أسوء أشكال التعامل من رضوخ وتبعية وإنكار لخصوصيتها وإنسانيتها حتى أصبحت مستلبة، اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وجنسياً، وبالتالي لم يعد لها من سبيل سوى أن تتماشى مع القهر الذي فرض عليها.


 


وبالتالي فإنّ حالة الانصهار التركي في المجتمع القطري والسيطرة على مواقع وأماكن حساسة وحالة الامتيازات العالية التي يتمتعون بها، سوف تساهم إلى حدّ كبير في إفساح المجال أمام الأتراك لنشر ثقافتهم في الداخل القطري والعبث بالتالي بالثقافة العربية والخليجية للمجتمع القطري، ولعل حالة ردود الفعل القطرية تجاه ما حدث في مطار حمد الدولي من “تعرية وفحص جنسي” للنساء الأستراليات، والتي تميل إلى الدفاع عن هذه الخطوة، نجد أنّ الثقافة القطرية تعيش حالة من الاختلال، مفسحة المجال أمام عملية الانصهار مع الثقافة التركية المستوردة.


 


مايحدث من حالة التقهقر في الهوية الثقافية الخليجية والعربية في الداخل القطري لمصلحة تنمية الهوية الثقافية التركية، هو أمر خطير جداً، وهو بداية الهزيمة الشعبية القطريّة، لأنّ الشعوب لا تهزم إلا إذا فقدت هويتها الثقافية، وبالتالي فإنّ حالة الانهزاميّة الثقافية لدى الشخصية القطرية التي جعلتها أكثر قبولاً ودفاعاً عما حدث في مطار حمد الدولي من تعرية وفحص قسري للنساء، في خطوة تعدّ دخيلة على المجتمع الخليجي والعربي، ينذر بما هو أسوء من ذلك، ما يعني أنّ العقلية السياسيّة التركيّة لم تسيطر فقط على العقلية السياسية القطرية، وإنّما بدأت تسيطر أيضاً على العقلية الشعبية القطريّة، وهذا ما يجعل الأتراك قادرين على فرض حالة من التغيير في الداخل القطري تتماشى مع هويتهم وثقافتهم وأفكارهم.


 


إنّ مخطط السيطرة التركية على العقلية السياسية والشعبية القطرية، هي خطوة ستمهد الطريق أمام الأتراك في العبث بالتركيبة الثقافية في الداخل القطري، وبالتالي جعلها لا تجد صعوبة في الانتقال بالمجتمع القطري من حالة المجتمع المحافظ إلى المجتمع المنفتح على أفكار جديدة ترفضها الهوية الثقافية الخليجية والعربية، وذلك عبر إدخال مفاهيم وأفكار جديدة، مثال الاستثمار في دور الدعارة، كما يحدث في الداخل التركي، أو الميل إلى الانزلاق نحو شعارات دعم حقوق المثليين وغيرها.


خالد الزعتر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!