الوضع المظلم
الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
في عفرين.. السكان الأصليون يعاقبون على بقائهم
عفرين / أرشيفية

استطاعت مدينة عفرين طوال فترة السبع سنوات الأولى من الحرب الاهلية في سوريا، من أن تبقى بمنأى عن الحرب الجارية في كافة المدن السورية وأصبحت خلال تلك الفترة الملاذ الأمن للنازحين من كافة المناطق التي يتم اجتياحها سواء أكان من قبل النظام السوري أو تنظيم داعش الإرهابي.


وبعد اندلاع الحرب في محافظة حلب بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، اضطر الكثير من أصحاب المهن ومالكي المعامل والمصانع على نقلها لـ عفرين، حيث تم افتتاح الكثير من المشاريع في مختلف المجالات، وأصبحت توفر فرص العمل للشباب، إلى جانب الكثافة السكانية التي شهدتها عفرين، لتصبح المنطقة متقدمة في كافة المجالات، إذ أنشات الكثير من المشاريع الاستثمارية والسياحية كون عفرين مشهورة بمناطقها السياحية و الاثرية، التي كانت مقصداً للكثير من السياح قبيل الحرب السورية.



عقوبة البقاء


ولكن وبعد احتلال عفرين في آذار العام 2018، من قبل أنقرة ومسلحيها السوريين المعروفين بمسمى "الجيش الوطني السوري"، تبدلت الظروف رأساً على عقب، وذلك نقلاً عن "نزار\اسم مستعار"، وهو أحد سكان مدينة عفرين، صرح لليفانت نيوز قائلاً: "نعيش الأن وكما بات معروفاً ظروف معيشية قاسية، وذلك بسبب الممارسات والانتهاكات والجرائم التي تمارسها الميليشيات المسلحة بحقنا نحن السكان الكورد، وذلك عقاباً لنا على رفضنا الخروج من منازلنا وترك أملاكنا لهم، حيث بات المواطن العفريني يعيش في مدينته كشخص غريب ليس له الحق في أبسط الأمور التي تخص مدينته، نظراً لإمساك الميليشيات المسلحة بزمام الأمور وتسخيرها لصالحهم".


اقرأ أيضاً: على تخوم عفرين.. روسيا تعزز تواجدها بمطار عسكري

ويضيف نزار: "خلال السنوات السابقة، تمكنا نحن سكان مدينة عفرين من افتتاح الكثير من المشاريع الاستثمارية والسياحية، وأظهرنا مدينتنا بأفضل صورة في الخارج، حيث افتتحنا مدارس خاصة وتم بناؤها وفق المواصفات الأوروبية، وتم تعيين كادر تدريسي متمكن فيها، وهما كل من مدرستي الأصدقاء الخاصة العائدة ملكيتها للدكتور رياض ملا علي، الذي بقي قيد الإخفاء القسري مدة عامين ونصف، تم خلالها الاستيلاء على كافة ممتلكاته، ومن ضمنها مطعم ومنتزه هاوار، وأيضا مدرسة أزهار عفرين الخاصة والعائدة ملكيتها أيضا للمواطن عدنان رحيم من أبناء قرية "كوندي مازن"، والذي حاول مراراً وتكراراً استرجاع مدرسته، لكن دون جدوى، إذ تم تحويل المدرسة لمقر خاص لقوات الاستخبارات التركية، كما تم تحويل مدرسة الأصدقاء إلى مشفى خاص يديره عدد من مستوطني الغوطة الشرقية لصالحهم، وبات المشفى معروفاً بعمليات النصب والاحتيال التي تمارس بحق المرضى والمراجعين".


حركة معدومة


في حين قال "علي\اسم مستعار"، جول التنقل في عفرين: "سابقاً (خلال عهد الإدارة الذاتية)، كان لنا كامل الحرية بالتنقل في مدينتنا وقراها، أما الأن أصبحت حركتنا شبه معدومة، فكل مواطن عفريني أصبح عرضة للاعتقال والاختطاف والتهمة جاهزة، وهي التعامل مع الادارة الذاتية سابقاً، أو أداء واجب الدفاع الذاتي (التجنيد الإلزامي بموجب قوانين الإدارة الذاتية)، لذلك فإن الكثير من الشباب غير قادرين على مغادرة المدينة، تجنباً للمرور على الحواجز التي تضايق الركاب الكورد وتبتزهم بمن فيهم النساء، إذ تلفق لهم التهم بقصد اعتقالهم وتحصيل الفدى المالية منهم".


اقرأ أيضاً: بعيداً عن العيون.. التعتيم منهجيةً تركية لإخفاء انتهاكات عفرين

و يسرد المواطن العفريني حديثه بالقول: "تلك الجماعات المسلحة أصبحت تتحكم في حياتنا كما تشاء، و إلا سنكون عرضة للاختطاف والتعذيب والضرب دون أي رادع يمنعهم من ذلك، حيث يتغاضى الجانب التركي عن كل تلك الانتهاكات، وذلك لتحقيق أهدافه الاستعمارية، وبغية استرجاع سلطتها العثمانية من خلال التغيير الديمغرافي الذي تسعى لها أنقرة، وأكبر مثال على ذلك تسمية كافة المرافق العامة في مدينة عفرين بأسماء تركية، حيث تم استبدال اسم دوار وطني مقابل السرايا بدوار رجب طيب أردوغان نسبة للرئيس التركي، و تحويل اسم دوار كاوا إلى دوار شهداء الثامن عشر من أذار، و تسمية دوار نوروز باسم دوار صلاح الدين الأيوبي".


ليفانت-خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!