-
فوزة اليوسف لـ”ليفانت”: تقسيم الدول الموجودة إلى دويلات قومية سيدخلها في أزمة دائمة
أمريكا مهتمة بمستقبل سوريا، لذلك لا يمكن تهميش دور قوات سوريا الديمقراطية في مستقبل سوريا.
- تقسيم الدول الموجودة إلى دويلات قومية جديدة ستعيش حالة أزمة دائمة
- تركيا تريد أن تستعيد حدود الميثاق الملّي الذي فقدته في القرن الماضي، بدءاً من الموصل إلى حلب، لذلك تركيا تشكل خطراً على المنطقة بشكل عام
حاورها: حسين أحمد
التقت “ليفانت” السيدة “فوزة اليوسف” عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) للحديث عن مستقبل قوات سوريا الديمقراطية والدعم الأمريكي، والأطماع التركية في المنطقة، بالإضافة لتداعيات قانون قيصر على سوريا بشكل عام والإدارة الذاتية بشكل خاص.
- إن التحالف الدولي وعلى رأسهم أمريكا تسير وفق إستراتيجية تحجيم إيران سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وفي ذات الوقت تحارب أجنداتها في اليمن وفي لبنان وفي العراق، كما هو الحال الفصائل والأحزاب التي لها علاقة مع إيران برأيكم كيف تقرؤون موقف أمريكا تجاه قوات سوريا الديمقراطية في الفترة القادمة كونها متهمة بعلاقاتها مع ب ك ك؟
موقف أمريكا تجاه قوات سوريا الديمقراطية، هو علاقة تعاون لمكافحة داعش، وهذه العلاقة مستمرة لحد الآن لأن داعش لم ينتهي وحتى يمكن القول بأنه ينظم نفسه من جديد. باعتقادي هذه العلاقة ستستمر لأن المقومات التي بنيت عليها العلاقة لم تنتهي بعد وقوات سوريا الديمقراطية، وأثبتت جدارتها كقوة عسكرية تعتمد على جميع المكونات الموجودة في شمال و شرق سوريا. و المهتم بمستقبل سوريا وواضح بأن أمريكا مهتمة فإنه لا يمكن تهميش دور قوات سوريا الديمقراطية في مستقبل سوريا.
- ألم يكن من العبث أن تختار أمريكا شهر السادس لتبدأ بتطبيق قانون قصير حيث يبقى عام على انتخابات الرئاسية في سوريا وتحديداً في شهر 6/ 2021/ والهدف منه ممارسة الضغط على النظام ومموليه بغية تمرير أجندات أمريكية لتكون أمريكا حاضرة في رسم مستقبل سوريا التي ليست بالضرورة ان تكون لصالح الشعب ومكوناته السياسية والقومية في سوريا؟
تطبيق قانون قيصر سيؤثر بشكل كبير، ولو كان متأخر إذا ما تم تطبيقه دون خروقات. الوضع الاقتصادي السوري مزري، وتطبيق هذا القانون سيعمّق من الأزمة، باعتقادي كان يمكن استخدام طرق أخرى لمعاقبة النظام كما يقال، لكن الآن يتم معاقبة كل السوريين، لأن رجال النظام هم أغنياء ولن يعانوا من الجوع لكن الشعب هو الذي سيعاني. وتجربة العراق ما زالت حية، العقوبات الاقتصادية لم تنهي صدام لولا التدخل العسكري لكان صدام يحكم العراق لليوم. يعني كان يمكن أن يتم أحكام الضغط على النظام دون يضر الشعب السوري.
- ثمة تغييرات جديدة على خارطة الطريق للمنطقة كيف تقرأين المحاور الرئيسية لهذا التغير؟
المنطقة تعيش حرب عالمية ثالثة، والعالم اجمع يعيش أزمة اقتصادية سياسية، بالطبع تداعياتها على منطقتنا تكون أقسى لأننا كنا نعاني من نتائج الحرب العالمية الأولى والثانية ولم نكن قد تخلصنا من آثار الاتفاقيات التي أُبرمت في تلك الفترة، دخلنا في حرب عالمية ثالثة أيضاً. واضح بأن الدولة القومية التي تشكلت في المنطقة كنتيجة للتقسيمات التي حصلت بعد الحربين العالميتين و صلت إلى درجة لا يمكن تحمل عبئها وهناك حاجة للتجديد، لأنه كما يقال بطانتها أصبحت أكثر غلاء من وجهها، لذلك هناك حاجة للتغيير، هذا التغيير إذا ما خدم الديمقراطية يمكن أن يؤدي غلى الاستقرار في المنطقة في حين إذا تم تقسيم الدول الموجودة إلى دويلات قوموية جديدة فإننا سنعيش حالة أزمة دائمة.
- تركيا دخلت عفرين تحت أنظار روسية وكذلك سري كاني وكري سبي برضى من أمريكان، بالرغم من تصريحات أمريكية بأن غرب الفرات ستكون منطقة آمنة ولديها حلفاء موجودين على الأرض.. كيف حصل كل هذه التجاوزات من قبل أمريكا وروسيا؟
أمريكا و روسيا دولتان تعملان وفق مصالحهم في المنطقة، وما حصل في سوريا خلال السنوات الماضية أكد هذا الشيء، لذلك ما حصل في عفرين وفي سركانية وتل ابيض هو جزء من السياسيات التي يمارسونها في سبيل تحقيق مصالحهم، أحياناً تتقاطع هذه المصالح مع مصالحنا وأحيانا تتناقض، وهذا هو قانون السياسة السائد مع الأسف حيث تصبح أحياناً الدول المهيمنة بمستقبل شعوب في سبيل تحقيق مصالحها وهذه المناطق كانت ضحية المصالح.
- في ظل محاولات الدولة التركية لأكثر من سبعين سنة في ضم عفرين لتصبح ملحقة بها، وفي ظل تقاعس الأحزاب الكردية أين تتجه عفرين بمصيرها؟
قضية عفرين وسركانية وتل أبيض وحتى كل من جرابلس و إعزاز و الباب، هي مرتبطة ببعضها البعض، لأنها احتلت وفق خطة موحدة، تركيا تريد أن تستعيد حدود الميثاق الملي الذي فقدته في القرن الماضي، بدءاً من الموصل إلى حلب، لذلك تركيا تشكل خطراً على المنطقة بشكل عام، طبعاً النضال من أجل عفرين ومن أجل سركانية وتل أبيض مستمر، لكن تهرّب الأحزاب الكردية، حتى من تلفظ كلمة الاحتلال خوفاً من تركيا ومن موقف الائتلاف السوري منهم يؤثر بشكل سلبي وخطير على الوضع في المناطق المحتلة من قبل تركيا، في حين وحدة موقفنا تجاه ما يجري في عفرين كان يمكن أن يكون له وقع كبير على المستوى الدبلوماسي والرأي العام العالمي. فوزة اليوسف
- كيف سيتم فصل مناطق الإدارة الذاتية عن مناطق النظام؟ لأن هناك من يجمع في كل يوم كمية كبيرة من العملة الصعبة من أسواق الإدارة الذاتية ويرسلها إلى دمشق، برأيكم هل لدى الإدارة القدرة أن تفصل اقتصاد الإدارة عن اقتصاد النظام كما فعلت في التعليم مثلا؟
في النهاية نحن جزء من سوريا ولا يمكن أن نناى بأنفسنا بشكل كامل عن تداعيات قانون قيصر، لكن إذا تم إعفاء منطقة الإدارة الذاتية من قانون قيصر كما صرّح به المسؤولين الأمريكيين، وتم فتح معبر تل كوجر، هذا بالإضافة إلى تنظيم الموارد الموجودة والتي تكفي حاجات المنطقة وأكثر سيخفف من هذه التداعيات. حسب متابعتي، الإدارة الذاتية تدرس كل النواحي بدءاً من فتح مراكز استهلاكية لتجنب احتكار التجار، وتشجيع المشاريع الزراعية وكذلك منع خروج الدولار من المنطقة. منطقة الإدارة الذاتية غنية بكل المواد الأولية، ولديها اكتفاء ذاتي بالنسبة للكثير من المواد، لذلك سيكون له تأثير إيجابي على تخفيف تداعيات قانون قيصر. فوزة اليوسف
- ألا ترون بأن أمريكا تريد تمرير أجندات سياسية في سوريا من منطلق أن قانون “سيزر” لا يهدف إلى إنهاء أو تغيير النظام في دمشق؟
عدم استهداف أمريكا إسقاط النظام السوري بالتأكيد هو ناتج عن إستراتيجية، اما أنهم لم يجدوا بعد البديل المناسب، أو أنه لم يأتي الوقت الذي يناسبهم، او أن نظام ضعيف يحاكي مصالحهم بشكل أفضل كلها احتمالات، لكن بالنهاية وخاصة بعد تطبيق قانون قيصر برأيي يتم تهيئة الأرضية لإسقاطه أو استسلامه بشكل كامل. لذلك نحن بتطبيق قانون قيصر سندخل مرحلة جديدة في الأزمة السورية ويمكن أن يكون له تأثير مزلزل بالنسبة لكل الأطراف. فوزة اليوسف
- هل تعتقدون بأن أمريكا جادة في محاسبة مجرمي الحرب في سوريا؟ وإن كان كذلك بالفعل فلماذا أمريكا لا تصدر قرار ملزم تحت بند السابع في مجلس الأمن تحاكم المطلوبين في محاكم دولية مثلاً في محكمة (لاهاي)؟
قضية داعش ومحاكمتهم قضية معقدة جداً بسبب عددهم الكثير وكونهم من جنسيات مختلفة، لكن لحد الآن المجتمع الدولي بما فيها دول التحالف الدولي التي حاربت داعش، لم يولوا الأهمية المطلوبة ولم يرسموا إستراتيجية لما بعد لإنهاء داعش عسكرياً. مازال هناك حلقة مفقودة في قضية مكافحة داعش، وهذا العبء الكبير ترك على عاتق الإدارة الذاتية، محاكمة داعش هي مهمة عالمية ويجب على المجتمع الدولي بأجمعه أن يقوم بمسؤولياته، الوضع الحالي مثل قنبلة موقوتة وفي حال انفجرت فلن يكون تداعياتها مقتصرة علينا بل ستهدد كل العالم. فوزة اليوسف
- في حال أن النظام في سوريا وافق على شروط أمريكا هل سيستمر تطبيق قانون قيصر؟
حسب قرار الكونغرس الأمريكي، إذا ما تم القبول بشروط التفاوض من قبل النظام السوري، أو إذا فرضت مصالح الأمن القومي الأمريكي فان قانون قيصر سيتم وقف تنفيذه، هذا يعني بأنه إذا النظام أعاد النظر في سياسته وقدّم التنازلات في المفاوضات فيمكن أن يتم إعادة النظر حينها في تطبيق قانون قيصر. لكن لحد الآن على الأقل لا يوجد أي إشارات من هذا القبيل في موقف النظام. ليفانت
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!