الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
صناعة الطيران مسؤولة عن 3% من الانبعاثات الضارة
صناعة الطيران مسؤولة عن 3% من الانبعاثات الضارة

تكثف شركات صناعة الطيران الجهود لتصبح أكثر مراعاة للبيئة بدفع من المستهلكين، مع نماذج لطائرات نفاثة بانبعاثات أقل تبدو وكأنها خارجة من فيلم خيالي علمي وأخرى تعمل على الكهرباء والوقود المستدام.

تتعرض سمعة الطيران لانتقادات كثيرة في حقبة تختار فيها جريتا تونبرج الناشطة الشابة المدافعة عن البيئة السفر في مركب مراع للبيئة، ويستعر فيها الانتقاد اللاذع لاستقلال الرحلات الجوية في بلدها السويد.

فحركة الطيران مسؤولة عن 3 في المائة من انبعاثات الكربون المضرة بالمناخ في العالم، على ما تفيد الوكالة الأوروبية للبيئة، فيما العالم يشهد موجات حر قياسية وارتفاعا في عدد حرائق الغابات والعواصف، التي يزيد من حدتها ارتفاع مستوى البحار.

وكانت كلمة "الاستدامة" على كل لسان في سنغافورة في أكبر معرض للطيران في آسيا، استخدمت فيه ألواح الطاقة الشمسية للحصول على التيار، وتنافست خلاله مجموعات صناعة الطيران وشركات الخطوط الجوية على قطع وعود باعتماد نهج أكثر استدامة.

إلا أن بعض المدافعين عن البيئة انتقدوا هذه الالتزامات معتبرين أنها مجرد "تمويه أخضر" أي عملية علاقات عامة لن تفيد كثيرا في خفض الأضرار الناجمة عن الكمية الكبيرة من وقود الطيران، الذي يستهلك سنويا.

وقال بول شتاين كبير خبراء التكنولوجيا في شركة "رولز رويس" لصناعة محركات الطائرات: "يخضع قطاع الطيران لضغوط كبيرة لتحسين صورته على صعيد الاستدامة".

وأضاف أن شركات الطيران "تعمل معنا على إيجاد سبل لزيادة توافر الوقود المستدام وكيف يمكن لاعتماد الكهرباء التأثير فيها.. وهي تدرس أيضا إمكانية صنع محركات وهياكل أكثر فعالية" على صعيد استهلاك الطاقة.

وتعهد قطاع الطيران بخفض انبعاثاته الصافية من الكربون بالنصف بحلول 2050 مقارنة بمستويات 2005. وذهب هذا القطاع في بريطانيا أبعد من ذلك خلال الشهر الحالي متعهدا أن يكون عديم الانبعاثات بحلول 2050 أيضا.

وخلال معرض سنغافورة للطيران، كشفت شركة صناعة الطيران الأوروبية "إيرباص" عن نموذج لطائرة طليعية مع أجنحة وهيكل مدمجة ومحركين خلفيين.

وأوضحت الشركة أن من شأن هذا التصميم أن يخفض استهلاك الوقود 20 في المائة، مقارنة بالطائرات الحالية بممر واحد.

وأطلق على التصميم مسمى "مافريك" وقد جرب للمرة الأولى في حزيران (يونيو) من العام الماضي، وحرصت شركة "إيه تي آر" الإيطالية الفرنسية على التأكيد أن طائراتها المجهزة بمحرك يعمل بمراوح توربينية، وهو محرك شائع الاستخدام في الرحلات القصيرة، تستهلك الوقود بنسبة تقل 40 في المائة عن الطائرات النفاثة من الحجم نفسه.

وأوضح ستيفانو بورتولي، المدير التنفيذي للشركة: "نقيم توازنا بين استهلاك الوقود والسرعة. الطائرة النفاثة قد تكون أسرع بخمس أو عشر دقائق لكنها تلحق أضرارا أكبر بكثير على صعيد التلوث".

وحصلت خطوات أيضا باتجاه صنع طائرات كهربائية، وأجرت أول طائرة كهربائية بالكامل في العالم من تصميم "ماجنيكس"، أول رحلة تجريبية لها في كندا في كانون الأول (ديسمبر).

في المقابل، تطور شركة "سمارتفلاير" السويسرية طائرة هجينة تتسع لأربعة أشخاص على أن تجري أول رحلة لها في 2022، وهذه الطائرة تصدر انبعاثات وضجة أقل، فضلا عن تكلفة تشغيل أدنى بسبب اقتصاد في استخدام الوقود.

إلا أن ألدو موتاناري أحد المديرين في الشركة حذر من أن هذه المشاريع لن تكون سريعة التنفيذ، وأوضح "الضغوط كبيرة وأظن أن القطاع أدرك ذلك لكنه بحاجة إلى وقت للتفاعل ولا يقدر على ذلك في غضون عام، ينبغي التأكد من السلامة".

ويعد الوقود الحيوي سبيلا رئيسا لقطاع الطيران لتخفيض انبعاثات الكربون وقد شغلت شركات طيران عدة في الأعوام الأخيرة رحلات تجارية مستخدمة هذا المصدر.

إلا أن أسعار الوقود الحيوي تبقى أعلى من الوقود العادي وهي تشكل جزءا صغيرا فقط من كمية الوقود، التي تستخدمها الطائرات النفاثة على الصعيد العالمي.

ورغم هذه الجهود، يتهم المدافعون عن البيئة قطاع الطيران بالتحرك ببطء شديد رغم بروز أدلة متزايدة على تأثير التغير المناخي المدمر.

وترى ديوي زلوخ الناشطة في مجال المناخ والطاقة في منظمة "جرينبيس" أن "شركات الطيران ستحتاج إلى وقت طويل لتصبح مستدامة. والحلول التكنولوجية ستحتاج إلى عقود".


وكالات 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!