-
صحة الفم من التراجع المعرفي إلى الإصابة بالخرف
من الواضح أن هناك علاقة عكسية بين العمر والأداء الإدراكي، لكن العمر الذي يبدأ فيه الانحدار المعرفي مثير للجدل. حتى الآن ، يوافقها العلاقة بين تراجع صحة الفم والأسنان، وخاصة أمراض اللثة وقرحة الفم والأسنان، ففي دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية (British Medical Journal) ، أظهر فريق أبحاث Inserm بقيادة Archana Singh-Manoux أن ذاكرتنا وقدرتنا على التفكير والفهم تبدأ بالانحدار منذ 45 عامًا.
أجريت هذه الدراسة حول Whitehall II على أكثر من 7000 شخص لمدة 10 سنوات. كذلك الارتباط بزيادة خطر التراجع المعرفي والإدراكي وضعف الذاكرة، فقد أجرى الباحثون مقابلات مع أكثر من 2700 أميركي من أصل صيني يبلغون من العمر 60 عاماً فأكثر، فوجد الباحثون أن حوالي 50 % من المشاركين في الدراسة أبلغوا عن أنهم عانوا من أعراض أمراض الأسنان، فيما أفاد 25.5% من المشاركين بأنهم عانوا من جفاف الفم، وذكر 18.9% من المشاركين بأنهم يعانون من أعراض أمراض اللثة. ليتأكد الفريق أن من أصيبوا بأمراض الفم والأسنان، كانوا أكثر عرضة لخطر التراجع المعرفي والإدراكي والذاكرة العرضية، وغالبًا ما تقود هذه الحالة إلى الإصابة بالخرف.
ليكتشف الباحثون رابطاً بين التراجع الإدراكي، خصوصاً الإدراك العالمي وانخفاض الذاكرة العرضية، وأعراض الأسنان، ومشاكل الذاكرة العرضية نفسها ذات رابط بظهور الخرف، فالذين ذكروا قلق ملحوظ أكثر، كانوا هم الأكثر عرضة على أن يقولوا بأنهم مصابين بجفاف الفم، الدعم الاجتماعي أو الضغط الاجتماعي لم يقللا من هذه العلاقة، ولكن الدعم من الأصدقاء يبدو بأنه يحمي ضد جفاف الفم بطريقة ما.
لذا تُعد صحة الفم جزءا أساسيا من الرفاهية النفسية والصحة العامة لدى البالغين الأكبر سنا، حيث يرتبط ضعف صحة الفم بتدني نوعية الحياة والانخفاض المعرفي والذاكرة.
حيثُ تُظهر الدراسات السريرية في إنسيرمت في كلية لندن الجامعية، وجود علاقة بين وجود نفايات الأميلويد في الدماغ وشدة التدهور المعرفي، إذ يبدو أن هذه الصفائح الأميلويد موجودة في عقل الشباب، ولعل تقييم تأثير العمر على التدهور المعرفي مع البيانات على مدى عدة سنوات أمر نادر الحدوث.
فهل نصبح أكثر غباء؟ في ظل اتجاه تحسن البيئة الصحية خاصة بيئة الفم أصبحت تميل إلى الانخفاض حيث أظهرت بعض الدراسات أن متوسط معدل الذكاء بين الغربيين انخفض بنحو 10 نقاط أو أكثر مقارنة بنحو 30 عاماً الماضية، لكن بعض الخبراء الآخرين يقولون «إنه حتى لو أصبحنا أكثر غباء، فمع تحسن الرعاية الصحية والتكنولوجيا لن يمثل الغباء (مشكلة). إذ أن التكنولوجيا ستتكفل بمهمات البشر أحياناً حتى في التفكير والإدارة والتدبير".
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!