الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
سيناريوهات نهاية العالم 3
أسامة مرشد

الروبوتات. افترضت جميع قصص وأفلام الخيال العلمي أن الروبوتات ربما ستقضي على البشر، ستتمرد وستملك هوية مستقلة، وأفكار خاصة وأحلام وطموحات ومخططات أيضاً.

لكن يبدو أن هذا لن يحدث في الواقع.

لأن التطور العلمي والصناعي يتجه باتجاه مختلف كلياً عما كان متوقع له، لكن كيف؟

 مع أن صناعة الروبوتات تخطو خطوات عملاقة، وفعلا سيسيطر الروبوت على كل مفاصل الصناعة والمهن الحرفية والخدمية قريباً جداً، لكن بطريقة ربما مختلفة قليلاً، فمثلاً لن نرى روبوت يقود سيارة أجرة أو سيارتنا الخاصة، بدلا من ذلك ستصبح السيارة هي تقود نفسها بنفسها بروبوت مدمج، أي سيارة ذات قيادة ألية اوتوبايلوت، لا شك أن هذا اسمه روبوت، لكن ليس بنفس مفهوم الروبوت الذي عرفناه وعرفه الكتاب وصانعي الأفلام.

إذا الروبوت أصبح آلات مبرمجة ومدمجة لعمل محدد في غالبية الاستخدامات الصناعية والخدمية.

والآن تقسم صناعة الروبوتات الى ثلاثة أقسام أساسية، روبوتات غير مرئية، وهي آلات مبرمجة مدمجة تقود عمليات الإنتاج، نراها في المعامل والمصانع الدقيقة والخطرة، وحتى في معامل انتاج المواد الغذائية، وطبعا في مجال قيادة السيارات والطيارات، وفي المنزل الذكي المقاد كلياً بواسطة روبوت يشغل جميع أجهزة المنزل.

روبوتات مرئية على شكل البشر لكنها آلات تتحرك، ربما تقدم الطلبات للزبائن في بعض المطاعم، أو تقدم بعض الارشادات لزوار المعارض الكبرى، والفنادق، والشركات.

روبوتات تشبه البشر.  قامتها شكلها تفاصيل وجهها وحركاتها تشبه البشر تماما، وتتسابق الآن شركات صناعة الروبوتات بصناعة ما هو أقرب للبشر حتى ويحاولون تضمين برامجها مشاعر وأحاسيس... وربما أصبح لزاماً علينا أن نؤنسنها ونستخدم ضمائر العاقل لمخاطبتها، وهذا النوع من الروبوتات تتطور بخطى حثيثة في الآونة الأخيرة، سنرى هذا النوع قريباً في كثير من الأماكن، مقدمي نشرات الأخبار، مراسلين حربيين، سكرتيرة خاصة، أو ربما زوج أو زوجة لأداء خدمات جنسية وعاطفية. وهذا النوع بتنا نراه كثيراً في الأفلام في الفترة الأخيرة، وهو موجود في الواقع أيضاً.

وتتسابق شركات عدة في تطويره يوماً بعد يوم.

النوع الثاني من الروبوتات غير مرشحة لمحاربة البشر، لأنها مبرمجة على أداء مهام معينة، حتى وان تعقدت هذه المهام، وان كانت موصولة بالإنترنت، لكنها لن تتجاوز ما برمجت عليه أبداً، لأنها غير مبرمجة على تطوير ذاتها.

أما النوع الثالث. فهو المرشح الحقيقي لمحاربة الانسان يوما ما، هو القادر على تطوير ذاته وبرمجة عقله يوماً بعد يوم، هو القادر ربما على منافسة البشر، وعلى أن يكون تهديداً حقيقياً لهم في القادم من الأيام، وخاصة أنهم سيملكون بنية جسدية قوية جداً، وقدرات فيزيولوجية استثنائية، حواس فائقة القدرة، نظر ثاقب وبكل أنواع الأشعة، قدرة هائلة وسريعة على تحليل البيانات واستخلاص النتائج، واتخاذ القرارات، إذاً ستكون هه الروبوتات تماماً كما صورتها أفلام الخيال العلمي، ومازال الصانعين يحاولون صناعة روبوت بنسيج يشبه النسيج البشري، وبحركات ومفاصل تحاكي ما لدى البشر، لكن هل سيكون فعلاً هو من سيهدد البشر؟ وهل سيكون هو القادر على إحلال الكارثة بهم؟ 

ورغم أن غالبية الأفلام تنبأت بذلك، لكن أعتقد ويعتقد الكثير أن هذا لن يحدث على يد هؤلاء، ربما نرى تمرداً فردياً، لكن وحتى ذلك الوقت سيدرك الانسان المخاطر المحدقة به نتيجة تطوير هذه الروبوتات، لن يتوقف عن تطويرها، لكن سيطور الانسان نفسه ليكون قادراً على السيطرة عليها، وسيظهر قريباً على الساحة الانسان الروبوت، سنتكلم عنه فيما بعد.

إذا سيبقى على البشرية مواجهة خطر النوع الأول من البرمجيات، وهو الذكاء الصنعي المتخفي في البرامج الحاسوبية، والذي ليس له جسد حقيقي، لكن أذرعه ممتدة في كل مكان حولنا، حتى انها تكاد تخنقنا منذ الآن، وغالباً ستربط كل مخدمات العالم الى حاسوب مركزي، هو القادر على اتخاذ القرارات، سيستطيع قطع التيار الكهربائي أو الماء. سيكون قادراً على اغلاق أبواب منازلنا على اعتبار ان غالبية المنازل ستكون منازل ذكية وجميع مرافقها متصلة عبر الانترنت، وهنا نجد احتمالين: إما أن ذكاء صنعياً متطوراً جداً سيكون هو المتحكم بكل شيء وهو من سيقوم بتمرد ضد البشر، وربما القضاء عليهم فيما بعد، أو وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً ان هذا الذكاء سيكون بيد مجموعة من البشر، مثل ما هو الوضع الآن، وهم من سيملكون القدرة على التحكم بالناس، والقضاء على جزء منهم، لأغراض معينة. وربما سيتكرر السيناريو عدة مرات ليتم القضاء على جميع البشر بشكل مقصود أو غير مقصود.

أو ربما ستكون كل دولة عظمى قطب مستقل في هذا التجمع العالمي، من سيكون المتحكم بكل هذا؟

حتى ذلك الوقت ستكون جميع الأسئلة مشروعة، وكل الإجابات ممكنة.

هل سيكون مبرمجاً عبقرياً مهووساً؟ أم عصابة مبرمجين؟ ربما حاكم شرير سيضع نصب عينيه السيطرة على البشر جميعاً بهذه الطريقة، لكن نعتقد أن أكثر الاحتمالات ترجيحاً هو أن لوبياً عالمياً سيكون مسيطراً على مقومات البشر جميعاُ وستكون مفاتيح المخدمات العالمية بيديه، هو ربما من سيتخذ قرارات إجرامية لأغراض إما عدوانية أو ربما سيرى ذلك ضرورة حتمية، سيطلق قنابل نووية، أو صواريخ من نوع متطور حديثة جداً. تكفي للقضاء على البشرية. او غالبيتها. أو ربما فقط يكتفي بقطع التيار الكهربائي والماء، عندها سيتوقف الإنتاج ووسائل المواصلات، وستختفي المؤن خلال أسابيع، وتعم الفوضى، ويسود الجوع والأمراض وخلال شهرين ستختفي 98 بالمئة من البشر.

أو ربما بتعطيل الاتصالات وتعطيل الانترنت.

 يبدو الأمر سهلاً، وسريعاً، لكن هل سيكون كذلك في الحقيقة؟

رغم كل البروتوكولات الدولية فيما يخص التيار الكهربائي والانترنت، والاتصالات، ورغم كل الاتفاقيات الدولية، رغم كل ذلك، ربما سيكون سهلاً ومتاحاً لفئة معينة من الناس.

سيتم القضاء على البشر، وستبقى فئة قليلة، فئة مختارة بعناية، أو ربما فئة ناجية بالصدفة، ستعيد وستبدأ من جديد، من حيث توقفت الحياة، أو ربما قبل ذلك بقليل، إذا كانت قد دمرت الأرض والبنية التحتية.

ليفانت: أسامة مرشد

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!