الوضع المظلم
الجمعة ١٨ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
خيارات النظام الايراني
محمود حكميان

أفضل وأدق جملة قصيرة للتعريف بالوضع الحالي للنظام الايراني في ضوء الاحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة ولاسيما بعد مقتل حسن نصرالله ما آلت إليه الاوضاع بعد ذلك، هو: اللعب صار على المکشوف! إذ لم يعد بوسع النظام الايراني الاستمرار في لعبة الخداع والتمويه التي يمارسها من خلال تنفيذ مخططاته على يد وکلائه في المنطقة والزعم بأن الوکلاء يقومون بذلك من تلقاء أنفسهم ولهم إستقلاليتهم.

مقتل ضباط للحرس الثوري الايراني الى جانب حسن نصرالله وبشکل خاص عباس نيلفروشان قائد قوة القدس في لبنان، دليل دامغ على إن وکلاء النظام لا يمکن أن يتصرفوا من تلقاء أنفسهم وإنما بتوجيه وإشراف من ضباط حرس النظام وهو مايدل بالضرورة القهرية على إن النظام متورط الى أبعد حد في العبث بأمن وإستقرار المنطقة وإثارة الحروب والازمات فيها، وإن کل ما يدعيه بخلاف ذلك ليس إلا کذب وتمويه وضحك مشبوه على الذقون.

الاسلوب الذي إتبعه النظام الايراني لحد تصفية حسن نصرالله، کان العمل بسرية من حيث إشرافه على تنفيذ المخططات الخاصة بإثارة الحروب والازمات لکنه في الظاهر يتصرف وکأن لا دخل أو دور مباشر له بما يجري، ولکن، لم يعد بإمکانه أبدا أن يستمر على هذه الحالة خصوصا وإنه يريد العبث بالامن وإثارة الحروب والازمات ومن ثم إستغلال آثارها وتداعياتها من أجل إبتزاز الآخرين من أجل تحسين أوضاعه وضمان أمنه درء التهديدات المحدقة به.

في ضوء ما قد آلت إليه الاوضاع، فإن النظام أمام واحد من خيارين، إما أن يدخل غمار المواجهة وتندلع حربا ضارية يمکن القول بأنه وبمختلف المٶشرات، لن يخرج منها سالما ولاسيما وإن الاوضاع الداخلية ليست في صالحه أبدا فهو نظام مکروه من جانب شعبه وهناك معارضة قوية له تتمثل في منظمة مجاهدي خلق والتي تعتبر بمثابة البديل الجاهز له.

أما الخيار الثاني، فهو أن يقوم بتقديم تنازلات وهذه المرة لن تکون التنازلات کما کانت في السابق، أي تنازلات غير مٶثرة وحتى سطحية الى حد ما، بل إنها وفي ظل الضربات النوعية التي تلقاها ذراعاه في غزة ولبنان، فإنها ستکون حتما تنازلات إستثنائية تصل الى حد قطع يد تدخلاته في المنطقة وتخليه عن وکلائه، وهو خيار بالغ الخطورة لأنه لن يمر عليه بسلام أبدا ذلك إن تخليه عن وکلائه يعني تخليه عن مبدأ ومرتکز أساسي في نهجه وهو الاخطر لأنه سيحدد مصير النظام إذ أن أي تغيير في نهجه سيٶدي بالضرورة الى التأثير على الخط العام له وهو ما يجعله في وضع غير آمن لأنه ومن خلال تخليه عن هذا المبدأ فإن ذلك يعني إطلاق رصاصة الرحمة على نظرية ولاية الفقيه وحينئذ فإن عليه أن يجيب على السٶال الاهم وهو: لماذا جعلت الشعب الايراني ضحية لهذا النهج طوال ال45 عاما الماضية؟ والاجابة لن تکون أقل من أن يلحق هذا النظام بسلفه نظام الشاه!
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية


ليفانت: محمود حكميان

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!