الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • خوفاً من إدراجهم ضمن “قائمة الإرهاب”.. الإخوان المسلمون يدعمون بايدن

خوفاً من إدراجهم ضمن “قائمة الإرهاب”.. الإخوان المسلمون يدعمون بايدن
بايدن
 ليفانت – خاص 

ابراهيم عواد



تلتقط كل دول العالم أنفاسها مع انتهاء الساعات الأخيرة لبداية الانتخابات الأمريكية في 3تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بين مؤيد لسياسات الرئيس الجمهوري دونالد ترمب المتشددة، ضد إيران والصين والجماعات المتطرفة، ومهندس اتفاقات السلام في الشرق الأوسط، وبين ما يطرحه المرشح الديمقراطي  جو بايدن الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما، حيث يعتبر من أشد المتحمسين للاتفاق النووي مع إيران، متّكئين على طريقة إدارة السياسات على مدى السنوات الثمانية، وإنهاء مسار ترامب نحو الحرب مع إيران، مع إعطاء الأولوية للدبلوماسية وخفض التصعيد والحوار الإقليمي، والتي يعتبرها مراقبون من أكثر الفترات تراجعاً للدور الأمريكي على المستوى العالمي بشكل عام ،ومنطقة الشرق الأوسط (يؤرة الصراعات) بشكل خاص، بالإضافة إلى التمدد الصيني في السياسات الدولية، ما افقد أقوى دولة في العالم مناطق نفوذ عدة حول العالم.

 



وفي 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، فاز الجمهوريان دونالد ترامب عن ولاية نيويورك بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والحاكم مايك بنس عن ولاية إنديانا بمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2016، إذ هزما الديمقراطيين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عن ولاية نيويورك، وعضو مجلس الشيوخ تيم كين عن ولاية فرجينيا. حيث فاز ترامب بـ 304 أصوات انتخابية مقابل 227 صوتًا لكلينتون، على الرغم من فوز كلينتون بأكثرية الأصوات الشعبية، حيث تخطت ترامب بـ 2.9 مليون صوت تقريبًا. وعلى هذا كان ترامب خامس شخص يفوز بالرئاسة ويخسر في التصويت الشعبي. في انتخابات الكونغرس المتزامنة، فيما حافظ الجمهوريون على الأغلبية في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
المسلمون الأمريكيون.. لماذا يقفون ضد ترمب في الانتخابات؟

يسعى المسلمون في ولاية ميشيغان (شمال شرق الولايات المتحدة)، لا سيما بمدينة ديربورن حيث يشكلون ثلث السكان، إلى طي صفحة الرئيس دونالد ترامب من خلال التصويت لمنافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني. ورغم أن بيرني ساندرز، منافس بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، كان خيارهم الأول إلا أن تصميمهم على التخلص من ترامب وطي صفحة ولايته حسم قرارهم نهائياً

وتقع ديربورن بالتحديد في مقاطعة وين، وهي الدائرة الانتخابية التي فازت عنها رشيدة طليب المولودة لأبوين فلسطينيين مهاجرين بمقعد في الكونغرس الأمريكي في 2018. وسرعان ما أصبحت طليب، إلى جانب ألكزاندريا أوكاسيو-كورتيس، واحدة من أربع نساء في غرفة النواب اللواتي يمثلن الجناح التقدمي الذي ظل يدفع الحزب الديمقراطي باتجاه اليسار، ما يثير مخاوف الحزب الجمهوري.

حيث لا يخفي الإمام “حسن قزويني”، وهو عراقي شيعي ومؤسس “المركز الإسلامي في أمريكا”، امتعاضه تجاه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بشأن سياسته الإيرانية، و”معاناة الشعب الإيراني جراء العقوبات الأمريكية” بحسب قوله لوسائل إعلام أمريكية، فيما تعمل جمعيات إسلامية لإقناع المسلمين الأمريكيين على التصويت لجو بايدن، رغم تراجع تحمسهم للمرشح الديمقراطي. وتقر هذه الجمعيات بأن “المهمة شاقة”، إذ أن الديمقراطي بشكل عام يظهر في وجه سكان ديربورن في ثوب “رجل النخبة الأبيض والجديد” الذي غالباً ما تعامل مع الأقليات بنوع من “التمييز العنصري”.
الإخوان المسلمون يدعمون بايدن بالانتخابات الأمريكية.. هل يستطيعون؟

يتبني دونالد ترامب رؤية واضحة لحركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها خطراً لا يقل عن التنظيمات المتطرفة والإرهابية، ويرى أن احتواء الإسلام السياسي لابد أن يكون أحد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية والعالم أجمع، فكل جماعات الإسلام السياسي متطرفة، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين. وبالفعل فإن البيت الأبيض أعلن في 30 نيسان/أبريل الماضي بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، ورغم الصعوبات القانونية والمؤسسية التي حالت دون إدراج جماعة الإخوان المسلمين على اللائحة الأمريكية للإرهاب، إلا أن موقف ترامب المتشدد تجاه جماعة الإخوان المسلمين يرجع إلى قناعته بأنها تمثل الأساس الفكري الذي تستقي منه الجماعات المتطرفة والإرهابية أدبياتها وأيديولوجياتها التي تحرض على العنف والكراهية.

بالمقابل شددت جماعة الإخوان المسلمين على مواصلة العمل في المجتمع الأمريكي الذي تعيش فيه، حيث يشهد المجتمع الأمريكي تحركاتٍ حثيثة من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها ومؤيديها؛ من أجل حشد أصوات الناخبين لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، في خطوة تأتي متسقة مع المكاسب التي تأمل جماعة الإخوان -المحظورة قانوناً بعدة بلدان عربية- في حال فوز بايدبن في تحقيقها، حيث وجِّهت اتهامات إلى النائبة الديمقراطية إلهان عمر، بالسعي لشراء أصوات لصالح جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، فمشكلة تدخل الإخوان في الانتخابات الأمريكية أنهم لا يحاولون فقط حشد التصويت لصالح بايدن؛ ولكنهم يرغبون في أن يكونوا مؤثرين في برنامجه الانتخابي، وأن يظهروا وكأنهم الصوت الشرعي الوحيد للمسلمين داخل وخارج الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد  مستشار ترمب السابق لـ”ليفانت”: المحوران الإيراني والإخواني يعملان على سياسة “خطوة خطوة”

ولعل التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، وفي مقدمتها تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، تستمد فكرها الإرهابي من أيديلوجية جماعة الإخوان المسلمين التي لا تؤمن بالأوطان وتسعى إلى الوصول إلى السلطة بمختلف الوسائل، حتى من خلال اللجوء إلى القوة والعنف. حيث يتبنى جو بايدن، رؤية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما نفسها لجماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، والتي تنطلق من كونها تشكل “جماعات معتدلة”، ولهذا دعمت إدارة أوباما وصول الإخوان إلى السلطة في مصر، ولعل هذا يفسر تأييد جماعات ومنظمات مقرّبة من الإخوان  في الولايات المتحدة لجو بايدن في السباق الانتخابي، لأنها تدرك أن فوز ترامب لولاية ثانية يعني أنه سيمضي قدماً في تصنيف الجماعة على لائحة التنظيمات الإرهابية، بل أكثر من ذلك، فإن هناك من يرى أن جماعة الإخوان المسلمين تراهن على جو بايدن لإحياء مشروع الإسلام السياسي مجدداً في المنطقة.
إلهان عمر ورشيدة طليب تحشدان ضد ترمب.. ما تأثير ذلك؟

ويعمل الإخوان المسلمون على مسألة الانتخابات منذ فترة وليس في الأسابيع الأخيرة، وذلك برفقة عدد من النواب، منهم إلهان عمر ورشيدة طليب، بدؤوا في التحضير لهذا الأمر قبل نحو عامَين، وساعدوا بالفعل عدداً من المرشحين لشغل مناصب محلية مختلفة، من أجل اكتساب الخبرة العملية والبدء في التأثير على الجمهور بشكل مباشر، وجميعهم إسلاميون ينتمون إلى التيارات الراديكالية.

وحسب قاعدة بيانات الانتخابات الأمريكية، فإن أصوات العرب المسلمين بالولايات المتحدة تشكل نحو 2% من أصوات الناخبين، وعلى الرغم من أنها نسبة لا تؤثر بشكل حقيقي في النتائج إلا أن تحركات من النائبة إلهان عمر، للحشد ضد ترامب بولاية مينيسوتا؛ وهي من الولايات المتأرجحة في التصويت، والأمر نفسه تقوم به رشيدة طليب في ولاية ميشيغان، معتمدتَين على الترويج بأن لدى ترامب مواقف عدائية من الإسلام والمسلمين، فيما يرى مراقبون أن ما تقومان به النائبتان على الأرض ليس له أي تأثير بالحسم النهائي، لأن الأمر ليس مرتبطاً بأصوات الناخبين فحسب، ولكن أيضاً بالعملية الحسابية داخل المجمع الانتخابي.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!