-
ماذا لو تعايشت إيران؟ (الجزء – 11)
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وجعلت من أولوياتها تعزيز النمو الاقتصادي محلياً، أو تحسين مستويات المعيشة للإيرانيين، ومحاولة خفض معدلات البطالة المتنامية، بدلاً من شراء النظام الذي يولي الأولوية إلى شراء الأسلحة والقنابل للإرهابيين الأجانب ووكلائه في جميع أنحاء العالم، رغم الضائقة الاقتصادية المتزايدة في البلاد، واعتبارها الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، وهذه نقطة النهاية. وقد اتّسمت بهذا التمييز المريب لسنوات عديدة، ولم تُظهر أي مؤشرات على التخلّي عن هذا اللقب، بل ووصلت لتتحدّى “دكتور إيفل -Dr. Evil ” (دكتور الشرّ)، فالنظام نفسه ينخرط في مخططات إرهابية في جميع أنحاء العالم. إيران
ماذا لو تعايشت إيران؟!
ووفرت مئات الملايين من الدولارات سنوياً، فالنظام “يسرق مواطنيه ليدفع لوكلائه في الخارج”، بما يتراوح نطاق المستفيدين من هذا السخاء غير الشرعي، من «حزب الله» في لبنان بحوالي 700 مليون دولار سنوياً، وتمنح 100 مليون دولار أخرى إلى جماعات إرهابية فلسطينية متنوعة، خاصة «حماس» في غزة، مروراً بالجماعات الرافضة العنيفة في الضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، ووصولاً إلى الميليشيات العدائية في العراق وسوريا، وعندما نضيف المبالغ المقدمة إلى إرهابيين آخرين، يناهز الرقم الإجمالي المليار دولار، وأبعد من ذلك، رعايتها الإرهاب من خلال شبكة واسعة من الحلفاء والوكلاء وأساليب سرية دمرت بها العراق وأحرقت سوريا وفجّرت لبنان وأرادت تقسيم اليمن التي أبت السعودية والتحالف العربي ذلك، فقطعت أياديهم فيها.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وتركت تقويض جيرانها في الخليج، ففي البحرين، أقامت إيران شراكة وثيقة مع «سرايا الأشتر»، وهي منظمة تعمل على الإطاحة بالحكومة البحرينية، إلى جانب «حركة الصابرين»، وهي جماعة مدعومة من إيران تعمل في غزة، وتؤمّن لها إيران التدريب والتمويل والأسلحة، وبفضل دعم طهران، تَمكّن «حزب الله» من بناء ترسانة مخيفة، امتلك أكثر من 100,000 صاروخ في لبنان، ويُخبئ مصانع صواريخه في مراكز سكنية، مستخدماً بفعالية مدنيين أبرياء كدروع بشرية.. هكذا أُحرقت بيروت.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وكشفت عن قناعها بدلاً من الترويج للدور السياسي الذي تلعبه والخدمات الاجتماعية التي تُقدّمها في دول محروقة، وكأنّها بمثابة ورقة توت غير مناسبة لأجندته الحقيقية والأكثر شناعة، فـ«حزب الله» ليس منظمة غير حكومية، وليس مجرد حزب سياسي آخر، بل إنّ طموحه وامتداده ينافسان طموحات تنظيمي «القاعدة» و«داعش» وانتشارهما، حيث تمّ القبض على عملاء «الحزب» خلال إعدادهم هجمات في دول بعيدة، كأذربيجان وبوليفيا وقبرص ومصر وبيرو وتايلاند، واكتُشفت مخابئ أسلحة تابعة لـها في الخليج وأوروبا وآسيا وأفريقيا. إيران
وفي عام 2012، فجر الحزب حافلة في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل خمسة سيّاح إسرائيليين ومواطن بلغاري، واعتقال ألمانيا 10 عملاء لـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، واعتُقِل عميل إيراني بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال في الدنمارك. وتم إحباط مخطّط يرمي إلى تفجير مسيرة سياسية قرب باريس، وألْقَتْ القبض على عدد من العملاء الإيرانيين، من بينهم جاسوس إيراني يعمل تحت غطاء دبلوماسي في النمسا.
وعادةً، يُعتبر اعتقال دبلوماسي مزعوم بسبب تخطيطه لهجوم إرهابي حادثة غير مسبوقة، لكن بالنسبة لإيران إنّه مجرد العمل كالمعتاد.. والسلسلة طويلة.. لكنّها ليست سوى غيض من فيض، لأنّ لإيران تاريخ طويل ودنيء في دعم الإرهاب في أوروبا، وطالت الأعمال الإرهابية المدعومة من طهران، كل من أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، ناهيك عن تفجيراتها في السعودية وآبار نفطها، ومحاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة.
ماذا لو تعايشت إيران؟!
وتركت شياطينها، فهي اختصار استثنائي للشر، فسلوكها لا يعكس تصرّف حكومة طبيعية، بل سلوك نظام خارج عن القانون يستخدم الإرهاب كأداة رئيسة لفنّ الحُكم. إيران
ليفانت – خالد الجاسر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!