الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
خطوة كبيرة على طريق السلام
عبد العزيز مطر

أن استقلالية القرار السياسي لأي دولة يتمثل في اتخاذها القرار المناسب وفق مقتضيات المصلحة الوطنية لهذه الدولة المتمثلة بعدة جوانب تصب في مصلحة شعب هذه الدولة منها سياسية واقتصادية وأمنية.


وتأتي الخطوة التي اتخذتها دولة الامارات العربية في عقد اتفاق سلام مع إسرائيل في هذا الإتجاه وضمن هذه المحددات بعيدا عن السياسات الغوغائية التي تنتهجها انظمة اخرى تحاول ان تجافي الواقع الحالي والمتغيرات الدولية والموقع الجيوستراتيجي لكل دولة, فمنطقة الشرق الأوسط كانت منذ وقت طويل ساحة لصراع عربي اسرائيلي.


بدأت منذ وقت طويل ملامحه وسماته واسسه بالتفكك مع وجود ممثل للشعب الفلسطيني شرعي ومعترف فيه دوليا واقليميا وتعنيه القضية


الفلسطينيه والصراع الاسرائيلي الفلسطيني بالدرجه الأولى دون سواه وبالعوده الى التاريخ القريب وبداية عقد اتفاقيات السلام بين دول الجوار


واسرائيل فماحققته تلك المعاهدات من سلام لهذه الشعوب ومكاسب اقتصاديه وسياسية وامنيه اكبر بكثير مما حققه من تأخر عن الالتحاق بركب السلام .


ولايزال مثال معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وماحققه الراحل انور السادات على الصعيد الدبلوماسي والسياسي من هذه المعاهده مثال للتوجه الوطني في ابرام معاهدات السلام ومراعاة المصلحه الوطنية والتي يسعى الكثيرين لتحقيق اجزاء مما حققته تلك الاتفاقية التي تعرضت مصر


اثناء توقيعها لكثير من الانتقادات والهجمات والتي اثبت الزمن انها كانت خاطئه وان ماحققته تلك الاتفاقيه سعى الكثيرون لتحقيق ماهو اقل منها


لاحقا وممن انتقدها حينئذ.


 


- ان التعامل مع الوضع الحالي الموجود في منطقه الشرق الأوسط بواقعيه سياسية وموضوعيه بعيدا عن السياسات الزائفه والشعارات التي اثبتت اولا انها كانت لخدمة المستبدين واحلاف الشر في المنطقة هي السبيل لانقاذ المنطقه واحلال السلام فيها وايجاد حل عادل لقضايا وقضايا الشعوب.


-ان اتفاقيه السلام بين دولة الامارات العربيه المتحده وبين دولة اسرائيل هي خطوه في الاتجاه الصحيح في ظل تعاظم الخطر الايراني على المنطقه وشعوبها واستفحال وتمدد المشروع الايراني في المنطقه كوباء سرطاني مدمر فتك باربع شعوب عربيه ودمرها بشكل كامل عبر اساليب خبيثة وادوات مجرمه من تشكيلات واحزاب ومؤسسات تعمل لخدمة هذا الشر المطلق الذي يحيط بالمنطقة.


ومما سبق كان لهذا الخطر والبعد الامني الذي يهدد سلامه شعوب المنطقه والشعب العربي بشكل خاص الاثر الكبير في دفع العجله باتجاه عقد هذا الاتفاق لتوحيد الجهود لمكافحه هذا الخطر وتمدده قبل ان يفتك بما تبقى واستئصاله.


وهذا بالتأكيد ليس الجانب الوحيد الذي دفع بدولة الامارات العربيه لعقد اتفاقيه السلام فهناك الجانب الاقتصادي في هذه الاتفاقيه الذي تسعى من خلاله السياسة الاماراتيه لدفع عجله الاقتصاد في الامارات بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام على قاعده النديه والمصالح المشتركه لكل الاطراف المشاركه في صياغه وعقد هذه الاتفاقيات.


-وممالاشك فيه فان البعد العسكري لهذه الاتفاقية الذي يؤمن خفض التوتر في هذه المنطقه الملتهبه من العالم عبر نزع فتيل الازمات فيها والصراعات والسعي لايجاد حلول مناسبه تكون مبنيه على تحالفات عسكريه تدفع باتجاه ايجاد هذه الحلول لمشكلات المشروع الايراني والتطرف وغيره من المشاكل الاخرى التي تحيط بالمنطقة.


وتامين الطرق الحيويه وحمايتها من هذه المنطقه الى باقي دول العالم كونها احد اهم مصادر الطاقه حيث ظهر مؤخرا حجم التهديدات التي تتعرض لها هذه الممرات الهامه لنقل امدادات النفط والطاقه من الخليج العربي الى باقي مناطق العالم.


-ولانغفل عن ذكر ماتحققه هذه الاتفاقيه من نتائج على صعيد الحوار الثقافي والعالمي بين مختلف المجتمعات والاثنيات التي برعت كثيرا السياسة الاماراتيه في هذا الاتجاه لتعزيز التواصل والحوار بين ثقافات وحضارات شعوب المنطقة والعالم وتاتي هذه الاتفاقيه كإغناء لهذا الحوار.


-ان الاستثمار السياسي والتصيد بالماء العكر ورفع الشعارات التي لاطائل منها عبر رفض وشجب وادانه اتفاق قامت به دولة عربيه ذات سيادة تماشيا مع مصالحها الوطنية هو محط ادانه بحد ذاته لان هذه المواقف صدرت بشكل رسمي عن جهات تقيم علاقات اقتصاديه وسياسية وعسكريه مع الدوله الاسرائيلية وهذا بالتأكيد لايمكن وصفه الا ..بمطب سياسي وانتكاسة سياسية لدول هي اول من تقيم علاقاتها السياسيه وفق مصلحتها القومية الوطنية اولا اما بالنسبه لحلف الشر والقتل اصحاب شعارات الممانعه والمقاومه من احزاب وتنظيمات وادوات ارهابيه مرتبطه بالمشروع الايراني.


فمن امتهن القتل والاجرام وسيلةلاستمراريته لايحق له التحدث عن اتفاق احد الدول العربيه ذات السياده مع الدوله الاسرائيلية فمبررات عقد الامارات لهذه الاتفاقية كثيره جدا فما هو مبررهم لقتل شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن خدمة لاسيادهم في طهران ومامبرر حركات الاسلام السياسي كحماس وغيرها للوقوف في هذا الحلف بالتأكيد لامبرر الا كونهم اداة وصنيعه من صنائع السياسة الايرانيه الهدامه في المنطقة.


-ان رفض الشعوب العربية لهذا المشروع ومقاومتها له وماقدمته من ضحايا في سبيل نيل حريتها واخراج قوى المحتل الايراني وادواته من المنطقه وانهاء تواجد هذه الادوات هو السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة واما بالنسبه للاشقاء الفلسطينين فهم المعنيين الاساسيين بقضيتهم وهم يعلمون جيدا ان هذه الأنضمه المستبده تتاجر بقضيتهم وهذا النوع من الاتفاقيات في المنطقه هي من ستساعد الفلسطينين على تحسين شروط وصولهم لحل سياسي لقضيتهم العادله وفق مبادى القانون الدولي وهذا بالتأكيد خيارهم كونهم المعنيين اساسا بهذا اما تجار الشعارات الخلابة الخاوية من اي مضمون التي تفتقد لاي ركيزه حقيقة فهذه الاتفاقية عرت الكثير من تلك الاكاذيب التي صمت الاذان لعقود مضت.


-ان توجه السياسات الدوليه الحاليه في المنطقه حاليا ومنذ عقود تقوم على خفض التوتر وحل النزاعات بالطرق السلميه وفق مبادئ القانون الدولي وتعزيز العلاقات بين دول المنطقه خدمة لشعوب هذه الدول واتفاق السلام الاخير بين الامارات العربيه المتحده واسرائيل ياتي ضمن هذا التوجه وضمن هذا السياق فالسياسات الصادقه الواضحه للدول والتي تصارح شعوبها افضل بكثير من سياسات الغموض والمشاريع التي تهدف من وراء هذا الغموض وشعارات المقاومة ورفض التطبيع لاستعباد واستبداد الشعوب عبر التمسك بشعار وجود عدو واحتلال وغيره ..


فسقوط هذه الاعتبارات وهذه الكتلة من الاعداء الوهميين التي تحاول حكومات الاستبداد تسويقها فقط لخدمة بقائها ...وليس لاي مصلحة شعبية او وطنية


وختاما نحو شرق اوسط جديد يسوده السلام لاوجود فيه لقوى الشر ونحو حرية وعدالة لكل شعوب المنطقة.


عبد العزيز مطر 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!