الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
جواز السفر السوري الذهبي
جواز سفر
يتزاحم آلاف المواطنين يومياً أمام فروع الهجرة والجوازات في دمشق وكل المحافظات السورية مجبرين على الانتظار بشكل يومي حتى انتهاء الدوام الرسمي على أمل أن يحصلوا على جوازات السفر الخاصة بهم بعد مرور أشهر على تقديم الطلبات والأوراق اللازمة للحصول عليها. ولكن عبثاً يحاولون إذا لم يستعينوا بالسماسرة المندسين بينهم.


باب جديد للفساد يفرغ آخر ما تبقى في جيوب من يرغب من السوريين بالرحيل، والحقيقة أنّ هذا السلك، أي الشرطة، قد ظلم ولم يتنعم بالطفرة المادية الكبيرة التي عمت على كل من ارتدى البدلة الخاكية الخضراء والمموهة من أقرانهم في الجيش وأجهزة الأمن، وحتى المتسلقين والانتهازيين من الشبيحة، من المكاسب والثروات الخيالية التي جنوها من تعفيش البلد.


فهذا الجهاز نسبياً كان بعيداً عن الأعمال العسكرية ومبعداً أيضاً نسبياً عن الغنائم، ومكارم وزيادات قائدهم المبجل لا تسمن ولا تغني عن الجوع. فكان لابد من تعويضهم وإيجاد نافذة في قانون التعفيش العام السائد في البلاد تشملهم كي لا يتململوا ويتيقنوا أنهم مشمولون برعاية القيادة الحكيمة، فتم وعلى عجل استحضار "المؤامرة الكونية" والحصار الجائر المفروض على سوريا، والذي سبب "أزمة ورق"، الورق الخاص بجوازات السفر، ولكن هذا الورق موجود لمن يدفع وغير متوفر لغير القادرين على الدفع. ولكي يدفعوا النسبة الغالبة من

اقرأ المزيد: بيان مشترك للمنظمات تحذّر فيه من إعادة التعاون بين الإنتربول والحكومة السوية


المتقدمين للحصول على جواز السفر للتوجه للسماسرة، فقد استحدثوا طلباً إضافياً ألا وهو التوقيع على تعهد خطي لكل صاحب طلب جواز ينص على إمهال فرع الهجرة والجوازات مدة 40 يوماً حتى إصدار الجواز وعدم مطالبتهم قبل انتهاء المدة، وهي الفترة اللازمة لإصدار

اقرأ المزيد: بشار الأسد يصدر أربع مراسيم بتعيين محافظين جدد




الجواز المستعجل، والتي كانت سابقاً 48 ساعة فقط من تاريخ تقديم الطلب، أما الطلبات العادية فالانتظار سيمتد لأشهر، وهذا الإجراء عزز دور السماسرة والموظفين بمختلف مناصبهم داخل كل أفرع الهجرة والجوازات، وتخطت المبالغ المدفوعة من أصحاب الجوازات للذين يسهلون إصدارها مئات الألوف وفاقت المليون ليرة سورية، لتزكيتهم والتعجيل باستصدار جوازاتهم، أفلا يستحق هذا الجواز وبعد كل هذا العناء لقبه المستحق (الذهبي)؟

ليفانت - سلامة خليل

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!