الوضع المظلم
الأربعاء ٢٦ / مارس / ٢٠٢٥
Logo
  • جنوب لبنان.. تل أبيب ترد عسكرياً على إطلاق صواريخ

  • يشير التصعيد الأخير على الحدود اللبنانية إلى هشاشة الوضع الأمني وإمكانية تكرار المواجهات العسكرية رغم الجهود الدبلوماسية السابقة لخفض التوتر
جنوب لبنان.. تل أبيب ترد عسكرياً على إطلاق صواريخ
جنوب لبنان

تفاقمت الأوضاع الأمنية عند الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، اليوم السبت، بعد تبادل القصف بين الجانبين، حيث أعلنت إسرائيل عن تصعيد عسكري رداً على إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها، بينما أكدت الحكومة اللبنانية رفضها لأي أعمال تهدد الاستقرار الإقليمي.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه نجح في اعتراض ثلاثة صواريخ من بين خمسة أطلقت من داخل الأراضي اللبنانية نحو بلدة المطلة الحدودية، في حادثة تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وأضاف أن الصاروخين الآخرين سقطا داخل لبنان، دون تسجيل إصابات، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ورداً على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي نيران المدفعية نحو مواقع في جنوب لبنان.

وتوسعت دائرة القصف، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدات حولا ومركبا ويحمر الشقيف، تبعها تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات استهدفت مناطق جنوبية عدة، من بينها تولين وبيت ليف وإقليم التفاح، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في تولين.

كما شنت المقاتلات الإسرائيلية هجمات على مرتفعات جبل صافي، أطراف كفرحونة، والجبل الرفيع، إضافة إلى أطراف بلدات سجد وعين قانا وبصليا في جزين، وبركة الجبور في كفرجونة.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بسقوط عشر قذائف إسرائيلية في مناطق يحمر الشقيف وأرنون وكفرتبنيت، بينما دوت صفارات الإنذار داخل مواقع لقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في دير سريان وعدشيت. كما فتحت القوات الإسرائيلية في تلة الحمامص النيران باتجاه مركبا وحولا، وسط تحليق مكثف للطيران فوق القطاع الشرقي.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر أوامر بشن ضربات جوية على عشرات المواقع داخل لبنان، محملاً الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي عمليات عسكرية تنطلق من أراضيها. كما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن الجيش سيرد "على نحو مناسب" على أي تهديد أمني، مضيفاً: "استهداف المطلة سيقابله استهداف بيروت".

وفي المقابل، حذر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام من مخاطر تصاعد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد الاستقرار في البلاد. ودعا، خلال اتصال مع وزير الدفاع اللبناني اللواء ميشال منسى، إلى اتخاذ إجراءات أمنية واضحة لضمان أن الدولة هي صاحبة القرار في مسائل الحرب والسلم.

كما أجرى سلام محادثات مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جانين بلاسخارت، مؤكداً أهمية تكثيف الجهود الدولية للضغط على إسرائيل لإنهاء وجودها العسكري في بعض المناطق اللبنانية، وفقاً للقرار الدولي 1701، والالتزامات التي أقرتها الحكومة اللبنانية السابقة.

بدورها، أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عن قلقها من التصعيد المحتمل، محذرة من أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار المنطقة. وأكدت، في بيان رسمي، أن جميع الأطراف مطالبة بضبط النفس للحفاظ على ما تحقق من تهدئة خلال الأشهر الماضية.

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر الماضي بوساطة أميركية، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على مناطق في جنوب لبنان وشرقه، مستهدفاً مواقع تابعة لحزب الله. وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه ضربة جوية استهدفت منشأة عسكرية تحت الأرض في منطقة البقاع، إضافة إلى مواقع لإطلاق الصواريخ في الجنوب.

وأكدت مصادر إعلامية لبنانية تعرض مناطق في بعلبك، وبلدتي جنتا وطاريا، لسلسلة غارات، كما شملت الهجمات منطقة جباع جنوباً، وسط تصاعد التوتر العسكري بين الطرفين.

ورغم انتهاء المهلة المحددة لسحب القوات الإسرائيلية من مناطق جنوب لبنان في 18 فبراير الماضي وفق اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تحتفظ بوجودها في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود، ما يتيح لها مراقبة التحركات في المناطق اللبنانية القريبة، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية.

من جهتها، أكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، أن واشنطن تعمل عبر ثلاث مجموعات دبلوماسية على إيجاد حلول للملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل، بما يشمل مسألة الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المتبقية.

وفي ظل هذه التطورات، تواصل الأمم المتحدة جهودها لاحتواء التصعيد، وسط تحذيرات من انعكاساته المحتملة على المدنيين، خاصة أن التقارير الأممية تشير إلى أن أكثر من 92 ألف شخص ما زالوا نازحين داخل لبنان نتيجة الأضرار التي لحقت بمناطق واسعة في الجنوب والشرق.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!