الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تهريجات قادة النظام الإيراني تؤکد ضعفهم وإحباطهم

تهريجات قادة النظام الإيراني تؤکد ضعفهم وإحباطهم
فريد ماهوتشي 

يعتقد بعض من الکذابين الذين احترفوا الکذب حتى صار يشکل طبعاً من جملة طباعهم الأساسية، بأن استمرارهم في إعادة تدوير کذبهم والإصرار عليه سوف يجعله في النتيجة أمراً واقعاً وقابلاً للتصديق. هدا مايفعله ويقوم به قادة النظام الإيراني ومسٶوليه في تصريحاتهم الملفتة للنظر خلال الأسابيع الأخيرة، والتي يحرصون فيها التأکيد على جانبين:

الأول؛ إن النظام قد حسم الأوضاع لصالحه وإن الأمن والاستقرار يعمّ البلاد، وبطبيعة الحال فإن النظام عندما يقول بأن الأمن والاستقرار يعم في البلاد فإن ذلك يعني بأنه يمسك زمام الأمور بقبضة حديدية وإنه مستمر في ممارساته القمعية التعسفية.

الثاني؛ إن النظام يواصل إزالة المعوقات والعقبات التي تقف بوجه اقتصاده الکسيح، ويزعم بأنه في طريقه لاحتواء التضخم الذي يخنق اقتصاده المشلول کما إن المساعي جارية من أجل نمو الإنتاج.

ما قد ذکره قادة النظام ومسٶوليه ابتداء من خامنئي ومروراً برئيسي وانتهاء بحسين سلامي، بصدد الجانبين اللذين أشرنا إليهما، هو مجرد هرطقة وسفسطة فارغة لا وجود لها إلا في رٶوسهم ذلك إنه وبمقارنة التصريحات الصادرة عن خامنئي ورئيسي بخصوص حسم الأمور والأوضاع لصالح النظام وإن حکومة رئيسي في طريقها من أجل احتواء أزمة التضخم والعمل من أجل نمو الإنتاج مع الأوضاع الاقتصادية العامة في البلاد، نجد أنها مجرد فرضيات وتأويلات بل وحتى أشبه ما تکون بتمنيات اليائسين والفاشلين.

في السياق نفسه فإن ما قد زعمه قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، بخصوص انتفاضة الشعب في سبتمبر2022 والتي أصابت النظام في الصميم، من أن "الهزيمة التي تلقاها الأعداء في الأحداث الأخيرة بأنها غير مسبوقة، مؤكداً بأن مخططات الأعداء البغيضة قد ارتدت عليهم". إضافة نواجه منذ عدة اشهر أعداء داخليين وخارجيين، والعدو يحاول أن يجعل الناس لا يثقون بالدولة ، ولكن شعبنا اليوم داعم للدولة والثورة، لکنه أضاف في ختام تصريحاته وبأسلوب مراوغ: "لقد أحرزنا اليوم تقدماً كبيراً في العديد من القضايا لا سيما في موضوع إنتاج معدات عسكرية معقدة، وهذه المسألة تنعكس في مجال إنتاجات أخرى، رغم أننا نتفق على أن هناك مشاكل في البلاد، ولكن يمكن حل هذه القضايا، وبإيمان الناس وتعاونهم، يمكننا التغلب على التحديات.

السٶال الذي يطرح نفسه طوال العقود الثلاثة المنصرمة بشکل خاص، هو کيفية إمکان حل هذه القضايا التي تزداد تعقيداً وتأزماً، حيث إن الحکومات المتعاقبة للنظام تتوارث الأزمات والمشاکل عن بعضها وتزيدها عمقاً وصعوبة، وخصوصاً کما يحدث مع الحکومة الهزيلة لرئيسي، هذه الحکومة التي وصفها خامنئي ذات يوم بـ"الفتية" القادرة على التصدي لکافة المشاکل وإيجاد حلول لها.

تصريحات قادة النظام ومسٶوليه، وبشکل خاص التي أعقبت انتفاضة 16 سبتمبر 2022، ليست إلا مجموعة تهريجات وتخرصات فارغة لا تحمل شيئاً من المصداقية وهي في خطها العام تٶکد ضعفهم وإحباطهم.

 

ليفانت - فريد ماهوتشي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!