-
حزب الله.. تحوّل أوسع نحو الإرهاب السيبراني لتعزيز هيمنة إيران في الشرق الأوسط
تسعى طهران إلى توسيع هيمنتها الإقليمية على الشرق الأوسط من خلال تعزيز القدرات السيبرانية للحركات والمنظمات الموالية لها، ومن بينها حزب الله اللبناني ذراع إيران في المنطقة.
وكشف تحليل جديد نشرته مؤخراً مجلة National Interest عن تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام بأنّ الحكومة الإيرانية، وفّرت التدريب السيبراني والتكنولوجيا لعملاء حزب الله، اللبناني وساعدت مليشياته على بناء وحدة إلكترونية خاصة بها لمكافحة التجسس.
والوحدة السيبرانية الجديدة التابعة لـ "حزب الله" مكلفة في المقام الأول بجمع المعلومات الاستخبارية عن مؤسسات الدولة اللبنانية وتعزيز الدفاعات السيبرانية لجهاز الأمن الإيراني، كل ذلك، تحت إشراف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
اقرأ أيضاً:غارات الإسرائيلية على وسط سوريا.. تستهدف الحرس الثوري وحزب الله
وحسب التحليل، تشن هذه الوحدة المدعومة من إيران هجمات إلكترونية على أهداف مالية استراتيجية، مثل شركات الغاز والنفط، في دول الخليج. وتشير التقارير إلى أن الوحدة من المرجح أن يكون مقرها في حي الضاحية الجنوبي في بيروت، ولديها معدات حواسيب مشابهة لجامعة شريف في طهران.
هجمات سابقة
كان حزب الله رائداً في استخدام الهجمات التخريبية الإلكترونية كأداة منذ أكثر من عقد من الزمان ولا يزال يستخدم الإنترنت كسلاح اليوم، بمساعدة إيران.
اكتسبت إيران حليفاً قوياً في الشرق الأوسط الناطق بالعربية، وقناة للتكتيكات التخريبية التي يمكن أن تنكرها طهران بشكل معقول.
من خلال قاعدة موارده الكبيرة، أنتج حزب الله قدرة تقنية متقدمة تسمح للجماعة باستخدام الإنترنت لتحقيق أهداف استراتيجية مهمة.
في عام 2006، خلال حرب إسرائيل وحزب الله التي استمرت 34 يوماً، شنّ حزب الله هجمات إلكترونية متطورة ضد مواقع الويب في العديد من البلدان التي دعمت إسرائيل، بما في ذلك أهداف في الولايات المتحدة. ركزت هذه الهجمات على نشر دعاية حزب الله، لكنها أضرّت أيضاً بالمواقع الحكومية لمنح أنصار حزب الله وسيلة لتقديم التبرعات المالية للجماعة.
تسلل حزب الله في عام 2015، إلى كيانات خاصة وعامة في قطاع الدفاع الإسرائيلي في هجوم عُرف باسم "الأرز المتطاير".
واستفاد حزب الله في الفضاء الإلكتروني من علاقاته بإيران، وهي ميزة غير متاحة لمعظم الجماعات الإرهابية الأخرى.
وبعد أن تعرّضت إيران لضربة في منشآت التجارب النووية الخاصة بها من قبل فيروس ستوكسنت في عام 2010، زادت بشكل كبير جهود البحث والتطوير لقدراتها الإلكترونية الخاصة.
يشير تقرير صادر عن شركة (سمول ميديا) البريطانية للتكنولوجيا إلى أنه في عام 2015، زادت طهران إنفاقها على الأمن السيبراني بنسبة 1200 في المئة في فترة عامين فقط، وسمحت لطهران بالصعود إلى الدرجة الأولى في مجال الأمن السيبراني تهديدات ضد الولايات المتحدة في عام 2018.
اقرأ أيضاً:سفير إيراني جديد في بغداد.. ضابط بالحرس الثوري على قائمة العقوبات
وفي العام الماضي، أظهر تقرير صدر عن شركة ClearSky Cyber Security الإسرائيلية، عودة عملاء حزب الله الإلكترونيون إلى اللعبة، بعد سنوات من الخمول الواضح.
اكتشف في يناير 2021، أن وحدة إلكترونية تابعة لحزب الله، تعرف باسم "سيدار أبو بريانز إيه بي تي"، شنت هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل ومصر والسعودية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والإمارات.
واخترق عملاء (سيبر سيدار) اللبنانيون الشبكات الداخلية لشركات، مثل شركة (فرونتير كوميونيكيشنز) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، لجمع بيانات حساسة.
إيران تموّل الحزب وتحوّل أوسع للإرهاب السيبراني
تلقى حزب الله بالفعل الأدوات والتدريب من إيران، فمن المرجح أن تستمر إيران في استخدام محاربيها السيبرانيين اللبنانيين في كل شيء بدءاً من التجسس إلى العمليات الهجومية مثل واسعة النطاق هجمات رفض الخدمة الموزعة ضد المؤسسات المالية في دول مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية. لأن هجمات الحزب تزوّد بالقدرة على إنكار تورطها والتنصل من الهجمات من خلال دوره كوكيل إلكتروني.
وتشير قدرات حزب الله إلى تحول أوسع في الإرهاب السيبراني. غالباً ما كان الحزب في طليعة استخدام التكتيكات والأساليب الجديدة كأدوات للإرهاب، فبعد أن كان رائداً في استخدام التكتيكات الانتحارية تحوّل تدريجياً مع ازدياد قوة قدراته إلى الحرب السيبرانية ولوحظ المزيد من النجاحات.
تُظهر القدرات الإلكترونية لحزب الله إمكانية تنفيذها عمليات على الإنترنت تتناسب مع نظيراتها في الدول القومية.
وحسب تقارير سابقة، يتمتع حزب الله بسجل حافل من تطوير التكتيكات في وقت مبكر. يشكل الإرهاب الإلكتروني الآن تهديدًا أكبر للغرب أكثر من أي وقت مضى، وقد يكون حزب الله نذيراً لموجة جديدة من إرهابيي الإنترنت.
اقرأ أيضاً:واشنطن: لا اختراق بملفي النووي أو المعتقلين الأميركيين بإيران
وأظهر تحليل مجلة National Interest الأخير أن العديد من المتدربين السيبرانيين في حزب الله هم من العراق و أنّ "حزب الله" يستخدم قواته السيبرانية لتوسيع نفوذ إيران الإقليمي من خلال نشر رسائل طهران الاستراتيجية في البلدان غير المستقرة، مثل العراق.
تهدف إيران لتوسيع قوتها وتعزيز نفوذها الإقليمي، وتجنب القيود على قدراتها العسكرية التقليدية. وبحسب ما جاء في تقرير صدر عام 2019 عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن العقوبات والقيود الدولية على واردات الأسلحة جعلت من الصعب على إيران تطوير أو شراء أسلحة تواكب التطورات العسكرية والتقنية.
لذلك اتجهت طهران نحو الحرب الإلكترونية كأداة مهمة لتضخيم قوتها وتقوية مكانتها وممارسة نفوذها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!