الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
تركيا والمقاتلون السوريون: حملة
المرتزقة السوريين في ليبيا

بعد ما شهدته ليبيا وأذربيجان، تقود تركيا حملة "ارتزاق" جديدة تستهدف السوريين في دولة أفريقية، حيث يتم إغراؤهم بمبالغ مالية كبيرة من أجل المشاركة في النزاعات هناك.

تبدع تركيا في ابتكار الخدع لجذب السوريين للمشاركة في المعارك خارج سوريا، برغم وجود دوافع كافية لدى المقاتلين لدعم الترويج التركي، إذ يعتبر الفقر في شمال سوريا أحد الأسباب الرئيسية وراء انجرافهم وراء تركيا، حيث يتقاضون المال مقابل المشاركة العسكرية فقط، مما يحولهم بشكل غير محمود إلى مرتزقة، وقد يلجأ بعضهم إلى ابتكار مبررات لأنفسهم للمشاركة، كما قال أحدهم: "سنذهب لمحاربة داعش هناك"، كلام أحد المجندين الذين انضموا إلى النيجر، والذين يتوقعون نقلهم قريبًا بناءً على الوعود التي قطعتها لهم قيادة فصيل السلطان مراد، الذي يُعتبر من أكثر الفصائل ولاءً لتركيا.

اقرأ المزيد: سوريا: العثور على سجن سري خاص لرﺟﻞ اﻋﻤﺎﻝ ﻤﺪﻋﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ

المقاتلون السوريون الذين سيشاركون في النزاع في النيجر يُعرض عليهم رواتب شهرية ووعود، حيث يوقعون عقدًا يمتد لستة أشهر، ويتلقون 1500 دولار أمريكي شهريًا، مع تعويض يصل إلى 35 ألف دولار أمريكي في حال الإصابة، و60 ألف دولار أمريكي لعائلتهم في حال الوفاة، ويُعتبر هذا العرض مغرٍ بالنسبة للكثيرين منهم، خاصةً في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعانون منها.

على سبيل المثال، يُفيد (ح.ر) من ريف حماة، الذي يعاني من الفقر والديون، أنه سينضم للقتال في النيجر مع فصيل السلطان مراد، رغم رفضه للمشاركة في ليبيا وأذربيجان سابقًا، لكن المشاركة في النيجر ستمكنه من تسديد ديونه وبدء حياة جديدة، كما يرى. يقول أيضًا أن رفيقه (خ.ب) من ريف إدلب قد انضم إلى القتال في الدفعة الأولى، ولم يتمكنوا من الاتصال به منذ ذلك الحين.

فصيل السلطان مراد بدأ في تجنيد المقاتلين للقتال في النيجر، حيث تم قبول بعضهم بعد دفع رشاوى، وتم إرسال الدفعة الأولى التي تضمنت 300 مقاتل في نهاية العام الماضي بقيادة فهيم عيسى. ويُعتبر هؤلاء المقاتلون من النخبة، ويتمتعون بمهارات قتالية عالية، وينتمون إلى خلفيات مختلفة، ولكن يجمعهم الاهتمام بالحصول على الأموال.

تستخدم تركيا والجيش الوطني السوري التعتيم الإعلامي لتخفي عمليات التجنيد، كما فعلت في ليبيا وأذربيجان، وتتمثل الأولوية في تحقيق مصالحها الخارجية على حساب الأوضاع الإنسانية والاستقرار داخل سوريا.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!