-
تدهور أوضاع المياه والنظافة يهدد بعودة الكوليرا للبنان.. بين النازحين
-
يبرز خطر انتشار الكوليرا بين النازحين مدى هشاشة البنية التحتية الصحية في لبنان، وعدم قدرتها على التعامل مع الأزمات الإنسانية الناجمة عن الصراعات الإقليمية
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً شديد اللهجة من ارتفاع خطر تفشي الكوليرا في لبنان، في ظل الظروف الصحية المتردية الناجمة عن النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، وأكد ممثل المنظمة في لبنان، عبد الناصر أبو بكر، أن انتشار المرض قد يكون سريعاً بين مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق الصراع.
وتأتي هذه التحذيرات بعد تأكيد أول إصابة بالكوليرا في لبنان منذ فترة طويلة، مما يثير مخاوف من عودة المرض الذي شهد البلاد تفشيه الأخير قبل 30 عاماً. وقد أشارت المنظمة إلى تدهور حالة المياه والنظافة بين النازحين ومجتمعاتهم المضيفة كعامل رئيسي يزيد من خطر انتشار العدوى.
اقرأ أيضاً: 40 ألف جندي إسرائيلي يشاركون بالتوغل البري جنوب لبنان
ورغم الجهود السابقة لتطعيم النازحين في شمال لبنان، حذر أبو بكر من أن بعض مجموعات النازحين الجدد من جنوب لبنان ومنطقة بيروت لم تكتسب أي مناعة ضد الكوليرا منذ عقود، مما يجعلهم عرضة بشكل خاص للإصابة.
وفي إطار الاستجابة لهذا التهديد، أكد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تعزيز جهود المراقبة والتعقب، بما في ذلك فحص عينات المياه، غير أن حملة التطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة اللبنانية في أغسطس، والتي كانت تستهدف 350 ألف شخص في المناطق عالية الخطورة، قد توقفت بسبب تصاعد العنف.
ويسلط هذا الوضع الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه النظام الصحي اللبناني، الذي يعاني أصلاً من أزمات متعددة، كما يبرز الحاجة الملحة لتحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، خاصة في المناطق التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين.
وتدعو هذه التطورات إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية والمحلية لدعم القطاع الصحي في لبنان، وضمان توفير الرعاية الصحية الأساسية والوقاية من الأمراض المعدية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، كما تؤكد على أهمية تحييد القضايا الصحية والإنسانية عن الصراعات السياسية والعسكرية لضمان سلامة المدنيين والنازحين.
ليفانت-وكالات
