الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
بابا الفاتيكان في كندا من أجل الاعتذار
بابا الفاتيكان

ينتظر الكنديون الأصليون منذ سنوات اعتذاراً من البابا عن الانتهاكات في المدارس الحكومية التي تديرها الكنائس في القرن الماضي، إذ سُجّل قسراً حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين.

وقدم مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني برنامج زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كندا التي ستجري من الرابع والعشرين وحتى الثلاثين من تموز يوليو الجاري، وستكون رحلة حج مطبوعة بالتوبة، من أجل المساهمة في دفع مسيرة المصالحة مع السكان الأصليين، الذين ذهبوا ضحية سياسات الاحتواء الثقافي خلال فترة الاستعمار.

زيارة البابا الرسولية إلى كندا هي إذا "حج توبة" كما قال هو نفسه في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الفائت وهذا ما كرره أيضا مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني خلال تقديم برنامج الزيارة البابوية إلى البلد الأمريكي الشمالي والتي ستبدأ يوم الأحد المقبل على أن تنتهي يوم السبت الموافق في الثلاثين من تموز يوليو الجاري.

إنها الزيارة السابعة والثلاثون للبابا فرنسيس خارج الأراضي الإيطالية، وتجري تحت شعار "السير معا"، وتهدف إلى الإسهام في مسيرة الشفاء والمصالحة مع السكان الأصليين، الذين تضرروا بشدة في السابق، وبطرق مختلفة، نتيجة سياسات الاحتواء الثقافي، والتي ساهم فيها العديد من الكاثوليك، بما في ذلك أعضاء في الجمعيات الرهبانية.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس، تشرح ماري بيير بوسكيه، مديرة دراسات السكان الأصليين في جامعة مونتريال، لماذا يُتوقع أن تكون زيارة البابا فرانسيس لحظة أساسية للبلد كُلََّه، حيث تسعى للتصالح مع هذا الفصل المظلم في التاريخ.

بعد اعتذار البابا .. لماذا يزرو كند؟

بالنسبة للشعوب الأصلية وفي الواقع لجميع الكنديين، من الضروري أن تُقال الاعتذارات على الأراضي الكندية. سيكون هذا أكثر قوة وسيكون له تأثير أكبر، ولا سيما لأنه في ثقافات السكان الأصليين، فإن أرض أسلافهم لها أهمية خاصة. وبعد ذلك، من المهم أن يحضر العديد من الناجين. إنه طلب قديم جدا، لقد كانوا ينتظرون منذ سنوات.

بالنسبة للبعض، التوقعات هائلة، فهم يأملون في حدوث تغييرات كبيرة بعد ذلك، وإحراز تقدم من حيث المصالحة، والتمويل للخروج من ظروفهم الصعبة للغاية في كثير من الأحيان.

هناك رمزية وجانب عاطفي في الأمر. هذه هي المشاعر التي لم يعبر عنها لسنوات. يحتاج السكان الأصليون إلى التحدث بصوت عالٍ والاستماع إليهم. حتى لو كانت النتيجة سلبية، فمن الضروري أن يسمع جميع الكنديين الغضب والحزن ... يجب أن يكون مرئيا.

سيتحدث البابا باللغة الإسبانية وسيلقي أربعة خطابات وأربع عظات، كما سيوجه تحية إلى السكان الأصليين في كيبيك. وغداة وصوله سيجمعه لقاء مع السكان الأصليين.

وقال فرنسيس في تلك المناسبة إنه يشعر بالخجل والألم حيال الدور الذي لعبه العديد من الكاثوليك، لاسيما في البيئة التربوية، لافتا إلى أن هؤلاء انتهكوا الحقوق ولم يحترموا هوية السكان الأصليين أو ثقافتهم أو حتى قيمهم الروحية.

اقرأ المزيد: بلجيكا تصدق على معاهدة تبادل أسرى مثيرة للجدل مع إيران

الزيارة الرسولية إلى كندا هي الثانية من نوعها التي يقوم بها البابا فرنسيس هذا العام، بعد زيارته مالتا في الثاني والثالث من أبريل نيسان الماضي، مع العلم أنه  أرجئت الزيارة التي كانت مقررة مطلع هذا الشهر إلى الكونغو وجنوب السودان لأسباب صحية.

وسيكون فرنسيس ثاني حبر أعظم تطأ قدماه أرض كندا، بعد الزيارات الثلاث التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في الأعوام ١٩٨٤، ١٩٨٧ و٢٠٠٢.

 

ليفانت نيوز _ أ ف ب _ الفاتيكان

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!