الوضع المظلم
الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
انحطاط الجيش القومي والوطني
كمال اللبواني

لم نستغرب سلوك الجيش العربي السوري تجاه الشعب عندما اندلعت ثورته، لأننا قد خبرناه عندما احتلّ لبنان تحت عنوان إنقاذه، فلم يترك يومها جريمة لم يرتكبها كأبشع جيش احتلال عرفته لبنان في كل التاريخ.

وهو الجيش الشقيق الذي بقي 25 سنة جاثماً على صدره، ولم يخرج حتى سلّمه لمليشيا أقذر منه هي مليشيا حزب الله الإيرانية، وكذلك ومنذ أحداث حماة في الثمانينات، لم يوفر الجيش أي فرصة لقمع الشعب والتنكيل به، وصولاً للثورة وما رافقها من حرب مسعورة ضد الشعب، مستخدماً كل أنواع الأسلحة ووسائل الدمار، ومرتكباً كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، مستعيناً بكل الميليشيات الوطنية والأجنبية وعصابات الإرهاب وجيوش دول أيضاً.. هذا معروف ومشهود.

لكن أن يصبح الجيش الوطني الذي تشكل من فصائل الثورة، والتي تشكلت للدفاع عن الشعب، وبحجة توحيدها وتنظيمها، نسخة طبق الأصل عن جيش النظام، ويقوم بكل ما قام به جيش النظام ويمارس كل أنواع الجرائم على السواء، فهذا يدل على أحد أمرين:

 إما أنّه مختطف بالإرهاب والترهيب وشراء الذمم من قبل سلطة الإخوان، ومن ورائهم تركيا وقطر، بواجهاتهم المؤتلفة على الشر والفساد.

 أو أنّ نوعية الإنسان هي ذاتها، ومفهومه عن السلطة وعن القوة، هو ذاته، ولم يتغير، بمعنى أن نظام العقل والقيم والثقافة هو ذاته عند الثوار وعند النظام، فمن ثار ليس أفضل ممن ثار عليه، وهذه النتيجة هي التي يريد أكثر من طرف إيصال الشعب السوري إليها، لكي يقبل ببقاء الأسد كشر لا بد منه، ولا نستغرب أن يكون تحالف سوتشي هو وراء تلك الترتيبات الوطنية بشكلها وممارساتها وأهدافها.

طالما أن الشعب مغيب عن انتخاب السلطة ومراقبتها ومحاسبتها، وطالما أن مؤسساتها غير منضبطة بلوائح عمل ونظم ومحاسبة قانونية تحت رقابة الشعب والإعلام الحر، فسوف يكون المناخ مناسباً لكل أفّاق ومجرم وفاسد ونصاب وسافل ومغتصب لكي يصبح قائداً ومتنفذاً في الجيش القومي أو الوطني، لا فرق، ويتحكم برقاب الشعب ويعيث فساداً في وطنه ودولته ودول الجوار.

كل سافل ومنحطّ وسارق يجد في السلطة العسكرية المطلقة مساحة مناسبة لممارسة نزعاته وتنفيس عقده، ليصبح المحكوم مجرد ضحية لهذا التسلّط، فهل قامت الثورة إلا بسبب ذلك؟ كيف إذاً أوصلنا الإخوان والعرب والترك إلى ذات الحظيرة التي ثرنا عليها؟ وهل نسكت أم نستمع لبيان مجموعة علماء دين حققوا في جرائم اغتصاب بشعة قامت بها عصابات سليمان شاه (العمشات) طالت معظم نساء بلدة معينة وبشكل منهجي ومدروس بحيث لا يتركوا امرأة مستورة بحالها؟ أي حال وصلنا إليه؟


 

ليفانت - كمال اللبواني

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!