-
الفن الأفرو-أمازيغي يبرز بمعرض "مدرسة الدار البيضاء" في فرانكفورت
-
يعدّ معرض 'مدرسة الدار البيضاء' في شيرن كونستال فرانكفورت فرصة فريدة لاستكشاف تأثير الفن الأفرو-أمازيغي على الحركات الفنية العالمية، مما يعزز التفاهم الثقافي بين الشعوب
يستضيف متحف شيرن كونستال فرانكفورت معرض "مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار (1962-1987)" الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع المتحف وتيت سانت آيفز، ويستمر حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
ويقام هذا المعرض في فرانكفورت عقب عرضه في متحف تيت سانت آيفز 2023، ومؤسسة الشارقة للفنون مطلع هذا العام، ليسلط الضوء على المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء التي تأسست على يد فنانين ومعلمين بعد استقلال المغرب عام 1956، معلنة عن تبلور فن جديد في المغرب نابع من التراث الأفرو-أمازيغي، وفاسحة المجال أمام "موجة جديدة" أفضت إلى إلهام حركات اجتماعية ساهمت في إطلاق حركات تضامن فنية بين أميركا اللاتينية وغرب آسيا وإفريقيا.
اقرأ أيضاً: تركيا تستدعي سفير ألمانيا للاحتجاج على احتجاز صحفيين تركيين في فرانكفورت
ويستكشف المعرض هذه الرؤية الاستثنائية، التي قادها خمسة فنانين ومعلمين بارزين هم: فريد بلكاهية، محمد شبعة، بيرت فلينت، توني (أنتونيلا) مارايني، ومحمد المليحي، بالإضافة إلى فنانين أخرين ساهموا في التاريخ الفني للمدرسة، وقدموا لوحات تجريدية، وجداريات حضرية، وأعمال طباعة ورسوم غرافيك وتصميم داخلي، مزجوا من خلالها الفن التجريدي بالتقاليد الفنية الإفريقية والأمازيغية المستوحاة من السجاد والمجوهرات وفن الخط ورسومات الأسقف في المنطقة، ما أفضى إلى تبلور فن جديد في المغرب نابع من التراث الأفرو-أمازيغي، ساهم في إطلاق انتفاضة ثقافية تنامت وشكلت المستقبل.
وينقسم المعرض إلى عدة منصات وأنماط تتّبع تاريخ المدرسة وتأثيرها في الفن الحداثي في إفريقيا والعالم، حيث أسس نهجها التجريبي في التعليم لنهضة فنية في المغرب، وذلك عبر عمل المدرسين مع طلابهم على تفكيك الأساليب والأنماط الغربية التي دُرِج على تدريسها، على غرار تأطير الرسم باللوحة، فانتقلت الحصص إلى تشجيع البحث في التراث الإفريقي والأمازيغي، والذهاب في رحلات لدراسة الآثار المحلية وصناعة الخزف والخط واللوحات الدينية «الزخرفية» وتقنيات النسيج والمشغولات الجلدية والحلي والوشوم.
كما أعاد الطلاب إحياء تقاليد الحِرف التي اعتبرها التدريس الغربي أعمالاً نفعية أو زخرفية فقط، فعمدوا إلى إضافة الخط والرموز التزيينية والأشكال الروحية الهندسية، واستخدام المواد المحلية مثل النحاس والجلد والخشب والصوف، فبدأت التقاليد في إلهام المستقبل، بدلاً من كونها جزءاً من الماضي فحسب.
ويضم المعرض في فرانكفورت أكثر من 100 عمل لاثنين وعشرين فناناً، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام التي تصور الدار البيضاء كمدينة حديثة ومركز إبداعي، ومكان تمكن فيه فنانو الستينيات والسبعينيات من تطوير أحلامهم في مستقبل مشترك.
ويعدّ المعرض جزءاً من مبادرة بحثية دولية حول مدرسة الدار البيضاء، والتي تتضمن مشروعاً تعاونياً بين معهد كي دبليو للفن المعاصر ومؤسسة الشارقة للفنون، بمساهمة معهد غوته في المغرب، و«ثينك آرت»، وزمان للنشر والتقييم.
والمعرض من تقييم مراد منتظمي ومادلين دي كولنيه من «زمان للنشر والتقييم»، وحور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ومي القايدي، قيّم مساعد في مؤسسة الشارقة للفنون، والباحثتين المشاركتين فاطمة الزهراء لكريسا ومود هسيس، كما يساهم في تقييم المعرض في خلال إقامته في شيرن كونستال فرانكفورت كل من إستر شريخت ولويز لير.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!