الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
الشعب الإيراني يريد الحياة والحرية
فريد ماهوتشي

منذ استيلاء التيار الديني المتطرف في الثورة الإيرانية لأسباب وظروف متباينة على مقاليد الأمور، واصل العمل من أجل فرض نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية القمعية على الشعب الإيراني وکذلك استنساخها في بلدان العالمين العربي والإسلامي. ولكي يحقق هدفه هذا، لجأ الى کل أنواع الممارسات القمعية وفرض حكماً دكتاتورياً شمولياً فريداً من نوعه في العالم كله.

محاولات هذا النظام من أجل فرض نظام ولاية الفقيه کأمر واقع على الشعب الإيراني واجهت وما تزال تواجه رفضاً قوياً من قبل الشعب الإيراني وإن الانتفاضات العارمة التي اندلعت وتندلع ضد هذا النظام وکذلك التحرکات الاحتجاجية المتواصلة تدل وبصورة واضحة جداً أن الشعب الإيراني يرفض رفضاً قاطعاً في الألفية الثالثة بعد الميلاد أن يعيش تحت نير وجور حکم نظام رجعي يعادي ويكره المرأة بصورة علنية ويستخف بكرامتها واعتبارها الإنساني.

ومن هنا، فإن ما قد واجهه ويواجهه النظام من انتفاضة عارمة وتظاهرات واسعة النطاق بسبب ارتکاب أجهزته القمعية لجريمة قتل الشابة الکردية مهسا أميني من جراء التعذيب، هي بمثابة تصويت شعبي عملي وواقعي يٶکد للعالم أن الشعب الإيراني يرفض هذا النظام جملةً وتفصيلاً.

الشعارات التي تم ترديدها في انتفاضة الشعب بسبب القتل الغادر لمهسا أميني، کانت کلها ضد النظام ورمزه المتمثل في الولي الفقيه خامنئي، وأظهر الشعب من خلال هذه الشعارات أنه يريد الحياة والحرية ويرفض الذل والخنوع والقمع والاستبداد، وأنه مستعد للصراع والمواجهة مهما طالت، وإلحاق هذا النظام بسلفه النظام الملكي.

لقد جسدت زعيمة المعارضة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، هذا الموقف بجلاء عندما قالت: "إيران قاطبة تنتفض من أجل الحرية وترتبط المدن الثائرة من العاصمة طهران، ومن الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب. صرخات “هذا الشهر هو شهر الدماء، وسيد علي (خامنئي) سيسقط” و”هذه هي الرسالة الأخيرة، وأصل النظام هو الهدف” زعزعت أركان نظام الملالي في شوارع طهران".

حق الشعب الإيراني في الدفاع عن النفس تقر به کافة‌ الأنظمة القانونیة في العالم ومنها مادة 51 من میثاق الأمم المتحدة بالحق الطبيعي والشرعي في الدفاع عن النفس وأن الشعب الإیراني الیوم یحق له الدفاع عن نفسه جراء الهجمات الوحشیة للقوات الأمنية المسلحة. لذلك، على المجتمع الدولي أن یقف لجانبه ویعترف بحقه المشروع في الدفاع عن النفس.. نعم لا يمكن الشعب الإيراني أن يقبل بالظلم والاستبداد الذي عمل ويعمل هذا النظام على فرضه تحت ستار الدين.

بات الشعب الايراني کما يبدو جلياً يعلم کذب وخداع وتمويه هذا النظام من ناحية استغلاله للدين، وبات يدرك بأن الدين بريء من الملالي براءة الذئب من دم يوسف، وأن جرائمه لا يمكن أبداً أن تُبرر، ويجب أن يُحاسب على کل الجرائم والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب الايراني. ولا بد لهذه الطغمة الدينية من أن تقف أمام محکمة الشعب وتلقى جزائها العادل عن كل ما ارتكبته.
 

ليفانت - فرید ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!