الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
السودان ترفض إقامة قاعدة عسكرية إيرانية
السودان

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن محاولات إيرانية للضغط على السودان دون جدوى من أجل السماح لها بإقامة قاعدة بحرية دائمة على سواحل البحر الأحمر. هذه الخطوة كانت من شأنها منح طهران إمكانية مراقبة حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس وإسرائيل. هذا ما أفاد به مسؤول استخباراتي سوداني كبير.

أوضح أحمد حسن محمد، مستشار المخابرات لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في مقابلة مع الصحيفة، أن إيران قدمت مسيرات متفجرة للاستخدام في حربها ضد قوات الدعم السريع، وعرضت تقديم سفينة حربية حاملة للمروحيات مقابل السماح لها بإقامة القاعدة.

أضاف محمد: "قال الإيرانيون إنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية.. لقد أرادوا أيضا وضع سفن حربية هناك". وأكد أن السودان رفض الاقتراح الإيراني لتفادي استفزاز الولايات المتحدة وإسرائيل.

اقرأ المزيد: غرق سفينة شحن بريطانية بسبب هجوم من ميليشيا الحوثيين

من جهتها، رفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق على هذا التقرير.

وأشارت الصحيفة إلى أن وجود قاعدة بحرية على البحر الأحمر سيمنح إيران فرصة لتعزيز قبضتها على إحدى أهم ممرات الشحن في العالم، حيث تساعد ميليشيات الحوثيين في اليمن في شن هجمات على السفن التجارية.

وتقدم إيران بشكل متزايد بالأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، مما يعزز قدرتهم على شن هجمات وتعطيل التجارة الدولية. وقد نشرت قوة بحرية متعددة الجنسيات بقيادة أميركية لحماية حركة المرور البحرية.

كان للسودان علاقات وثيقة مع إيران وحلفتها حماس خلال فترة حكم عمر البشير. غير أن البرهان، الذي تولى الحكم بعد إطاحة البشير في عام 2019، بدأ في التقارب مع الولايات المتحدة والعمل على إنهاء العقوبات الدولية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وتبرز طلبية إيران بناء قاعدة في السودان السعي الإقليمي للاستفادة من الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 أشهر، حيث تعد مفترق طرق استراتيجي بين الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأضاف محمد: "اشترى السودان طائرات بدون طيار من إيران لأننا كنا بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية واحترام القانون الإنساني الدولي".

وأساعدت المسيرات المتفجرة البرهان على تحقيق تقدم ضد قوات الدعم السريع. ونجح الجيش في استعادة السيطرة على مناطق مهمة في الخرطوم وأم درمان.

اندلع الصراع في أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأدى إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين وكارثة إنسانية.

وأكدت الولايات المتحدة على اتهاماتها للجيش السوداني وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والاغتصاب والتطهير العرقي في دارفور.

ونفى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات واشنطن والأمم المتحدة.

وفي أكتوبر، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مصر قدمت طائرات بدون طيار للجيش السوداني وقامت بتدريب القوات على استخدامها. وفي أغسطس، أشارت الصحيفة إلى أن الإمارات قدمت بدورها أسلحة إلى قوات الدعم السريع.

على الرغم من ذلك، تنفي أبوظبي إجراء أي عمليات تسليم من هذا النوع. وأكد مسؤولون مصريون أن القاهرة لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع وتعمل على إنهاء الوضع.

تظل هذه التطورات تكشف عن المنافسة الإقليمية في المنطقة واستغلال الصراع الداخلي في السودان من قبل القوى الإقليمية لتعزيز مصالحها ونفوذها.

المصدر: الحرة 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!