-
السعودية إرث تاريخي عريق.. 6 مواقع أثرية في قائمة اليونسكو
تسعى المملكة للحفاظ على هذا التراث التاريخي الثري، هادفة لتسجيل المواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي (اليونيسكو)، وإبرازها للعالم، وسُجّلت 6 مواقع حتى الآن، تميزت بقيمتها التاريخية والتراثية التي جعلتها تتأهل لتكون مصدر إشعاع حضاري وجذب سياحي متميز على مستوى العالم.
وتضم قائمة اليونيسكو 962 موقعاً تراثياً وطبيعياً حول العالم لـ157 دولة.
تعد مدائن صالح أول موقع تراثي سعودي سُجّل عام 2008، ثم تلاه حي طريف "الدرعية" 2010، فجدة التاريخية 2014، ثم النقوش الصخرية في حائل عام 2015، وواحة الأحساء 2018، وآخرها آثار حمى التاريخية وسًجلت في 24 أكتوبر 2021 وعلى الرغم من التأخر السعودي في التسجيل، فإن العمل جارٍ لترشيح عدد أكبر من المواقع والمعالم التراثية الطبيعية في البلاد.
آثار مسجّلة في اليونسكو
تقع مدائن صالح أو كما تسمّى مدينة الحجر في منطقة العلا، وعرفت هذه المنطقة التاريخيّة بأنها ديار قوم ثمود، المذكورين في القرآن الكريم، سكنوها في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتضم 153 واجهة صخرية منحوتة. إضافة إلى ذلك تعد أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد البتراء في الأرْدُنّ. هي على رأس قائمة الأماكن التاريخيّة في المملكة.
ثم أن النقوش الموجودة بها تشمل الثمودية والنبطية والليحانية والكوفية، إضافة إلى وجود آثار من محطة وسكة قطار الحجاز الذي تأسس في عهد الدولة العثمانية.
أما حي طريف "الدرعية" وهي محافظة تابعة لمنطقة الرياض وترتبط بتاريخ الدولة السعوديّة، إذ كانت الدرعية عاصمة الدولة السعوديّة الأولى إلى أن اختيرت الرياض عاصمة جديدة في عام 1824. تضم الدرعيّة عدداً من الأحياء التاريخيّة من ضمنها حي طريف الذي يعد ثاني معلم سعودي يضم إلى قائمة التراث العمراني العالمي في العام 2010. وحي البجيري الذي يعد متنفساً سياحياً ومقر العديد من الفعاليات الترفيهيّة، وحي سمحان الذي يتميّز بالبيوت الطينيّة الأثريّة التي تجذب السيّاح.
منطقة جَدَّة التاريخية أو “البلد” كما يسميها سكّانها تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية المهمة، أبرزها المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، مثل مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، إضافة إلى سورها التاريخي، وحاراتها التي تختزن في مسمياتها الكثير من القصص والروايات القديمة كحارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وأسواقها التي تتميز بطابعها الخاص كسوق العلوي، وسوق قابل.
فيما تزخر مدينة حائل بعدد من الآثار والرسومات التي يعود تاريخها إلى ما يزيد عن عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. وترجع هذه الرُّسُوم إلى ثلاث فترات زمنية مختلفة، وهي الحِقْبَة الثمودية والفترة العربية وأخيراً الإسلامية.
وتطهر واحة الإحساء كأكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم من خلال أكثر من 3 ملايين نخلة منتجة لأجود التمور تحتضنها الواحة بين ثناياها، كما تتمتع بموقع جغرافي مهم أهلها لتلعب دوراً كبير في تاريخ المنطقة، فقد كانت لها صلات حضارية مع العالم القديم في الشام ومصر وبلاد الرافدين، الأمر الذي جعلها خامس موقع سعودي ينضم لقائمة التراث الإنساني العالمي (اليونيسكو) في 2018.
آخر الآثار التي أُدرجت على قائمة اليونسكو، آبار حما الواقعة بين نجران ووادي الدواسر، وكان هذا الموقع معبراً لطرق القوافل التجارية في الجزيرة العربية، وترجع أثاره إلى عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية القديمة، كما تتميز المنطقة بانتشار الرسوم الصخرية على صفحات الجبال، ويضم الموقع عدداً من المنشآت الحجرية والمقابر الركامية والآبار الأثرية التي صنعت منه معلماً تاريخيّاً.
آثار أخرى
لا يقتصر التراث السعودية على الآثار المسجلة في اليونسكو بل تزخر المملكة بآثار وحضارات قديمة، كنقش رمسيس الذي يعدّ أول نقش هيروغليفي يعثر عليه حتى الآن في الجزيرة العربية على صخرة ثابتة ويحمل توقيع ملكي لأحد ملوك مصر الفراعنة وهو رمسيس الثالث الذي حكم مصر بين سنوات 1192- 1160 قبل الميلاد. اكتشف هذا النقش بالقرب من منطقة تيماء في الشمال الغربي للمملكة عام 2010. وبعد اكتشافه توصّل الباحثون إلى وجود طريق تجاري مباشر يربط وادي النيل بتيماء، كان مستخدماً في عهد الفرعون رمسيس الثالث في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
أيضاً، قرية رجال ألمع في عسير وكانت هذه القرية تربط بين القادمين من اليمن وبلاد الشام مروراً بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو ما جعلها مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة. وتتكون القرية من نحو 60 قصراً شيّدت من الحجارة الطبيعية والطين والأخشاب.
اقرأ أيضاً: السعودية تبدأ تطوير طائرة “حارس الأجواء”
إلى جانب، قرية الفاو هي عاصمة مملكة كندة الأولى، تقع جَنُوب غربي الرياض. اتخذها الكنديون عاصمة لملكهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي، وتعدّ من أهم المواقع الأثرية لما تجسده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها. وكشفت الحفائر الأثرية عن وجود مدينة متكاملة بتنظيمها ومرافقها المعمارية. وتعد هذه القرية من الأماكن المرشّحة من قِبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعوديّة للانضمام إلى قائمة التراث العالمي.
كانت المفاجأة في سبتمبر 2020 حين أعلنت هيئة التراث السُّعُودية، عن اكتشاف أثري جديد هو الأول من نوعه في الجزيرة العربية، ويخص آثار أقدام بشرية وفيلة وحيوانات مفترسة أخرى، يعود تاريخها لأكثر من 120 ألف سنة، وجدت حول بحيرة قديمة جافة في محافظة تيماء على أطراف مدينة تبوك.
اقرأ أيضاً: السعودية.. إحباط محاولة تهريب مخدرات في “طرد” قادم من البحرين
وبيّنت نتائج المسح الأثري أن الآثار المكتشفة تعود لسبعة أشخاص وبعض الجِمال، بواقع 107 طبعات أثر، وأكثر من 40 طبعة لفيلة، وأخرى لحيوانات من فصائل الوعول والبقريات. مؤكّدة اكتشاف 233 أحفورة لبقايا عظام تعود لحيوان الفيل والمها، وبعض آثار الأنياب التي تؤكد وجود حيوانات مفترسة.
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!