الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الجاسوس الذي عطّل مفاعل ننتز الإيراني .. وحقيقة الدور الليبي

الجاسوس الذي عطّل مفاعل ننتز الإيراني .. وحقيقة الدور الليبي
الجاسوس الذي عطّل مفاعل ننتز الإيراني .. وحقيقة الدور الليبي

كشف تقرير نشره موقع "ياهو"، عن تفاصيل لم تكن معروفة من قبل، حول الهجوم الرقمي الذي بدأ عام 2007، وأفاد التقرير الذي نشر يوم الإثنين أنّ فيروس "ستكوسانت" الذي أحدث خراباً في المشروع النووي الإيراني قد زرعه مهندس عمل جهاز التجسس الهولندي "AIVD" تم تجنيده لصالح الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA).


وفقاً لما ورد في التقرير فإنّ وكالة الاستخبارات الأميركية والموساد طلبا مساعدة هولندا منذ العام 2004 بتسهيل الوصول إلى المنشأة النووية الإيرانية، وتمكنت من زرع الفيروس بعد ثلاث سنوات من خلال الجاسوس الذي تنكر كعامل صيانة يعمل مع شركة خارجية تقوم بأعمال في المنشأة، وأن العملية السرية، التي أطلق عليها "ألعاب أولمبية"، كان يفترض أن تؤخر المشروع النووي الإيراني، وليس تدميره بشكل تام، وذلك بهدف إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات من خلال الهجوم السيبراني والعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الدولية.


في هذا السياق، أوضح التقرير إلى أن العملية كانت في الأساس بالتعاون بين أجهزة التجسس والأمن الأميركية وإسرائيل، شملت الموساد والوحدة "8200" و"CIA" و"NSA". وحصلت هذه الأجهزة على مساعدات من ثلاث دول أخرى، هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولذلك أطلق على العملية هذا الاسم لأن الحلقات الخمس تمثل الألعاب الدولية، ووفقاً للتقرير ذاته، فقد ساهمت ألمانيا بمعلومات تقنية تتصل بمنظومات الرقابة في المفاعل، والتي أنتجتها شركة "سيمينز" الألمانية، وتحكمت بحركة دوائر الطرد المركزية في نتنز. كما قدمت فرنسا معلومات استخبارية من نوع مماثل.


في السياق ذاته، أوضح المصدر أنّه في نهاية عام 2004، طلب من الهولنديين تقديم المساعدة، وذلك بعد أن اجتمع أحد مسؤولي الموساد في السفارة الإسرائيلية في لاهاي، والمسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المعتمد في السفارة الأميركية مع ممثل وكالة التجسس الهولندية. ولم يكن ذلك من قبيل الصدفة، حيث أن بريطانيا والولايات المتحدة تمكنتا من وضع أيديهما على آلاف المركبات لإنتاج دوائر طرد مركزية كانت في طريقها إلى ليبيا، والتي استخدمت كنماذج في نتنز، حيث وافق الزعيم الليبي في حينه، معمر القذافي، على تفكيك المشروع النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على ليبيا، والتنازل عن كل المركبات التي تلقاها.


وحتى آذار/ مارس من العام 2004، تم نقل هذه المركبات إلى المختبر الدولي "أوك ريدج" في تينيسي، وإلى منشأة أخرى في إسرائيل، حيث قام العلماء من الطرفين بتركيب دوائر طرد مركزية بواسطتها، ودراستها لتحديد الوقت الذي تحتاجه إيران لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية، وعندئذ ولدت فكرة تخريب دوائر الطرد المركزية.


كما ورد في التقرير أن إيران قامت بتركيب نحو 1700 دائرة طرد مركزية حتى أيار/ مايو من عام 2007، وكانت تهدف إلى مضاعفة عددها. وفي وقت معين قبل صائفة العام نفسه، تمكن الجاسوس الهولندي من اختراق المنشأة عن طريق الشركة الوهمية الثانية التي أقامها، بعد أن أثارت الشركة الأولى شبهات النظام الإيراني. وحظيت الشركة الثانية بمساعدة من جانب إسرائيل

وتجدر الإشارة إلى أنّ أحد المصادر الاستخبارية أفاد بأنّ الجاسوس اضطر للدخول عدة مرات لجمع معلومات ضرورية لتحديث الفيروس بما يتناسب. ورغم عدم اتضاح أية معلومات قام بجمعها، إلا أن فيروس "ستوكسانت" كان يفترض أن يضرب بصورة دقيقة وفي حالة عينية فقط. وكانت آخر حتلنة للفيروس، بحسب شركة الحماية "سيمنتكي"، بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر 2007، حيث استكملت شيفرة البرنامج الذي كان المرحلة الأخيرة قبل استخدام الفيروس.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!