الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • التوالد العذري لـ"جراد البحر" يهدد التوازن البيئي

التوالد العذري لـ
جراد البحر \ متداول

ضمن فيلم الرعب المذهل "أَس" لجوردان بيل عام 2019، نشأ جيش من أشباه البشر، ليحل محل السكان الحاليين، وجرى الكشف لاحقًا عن أن "أشباه البشر"، بأنه عبارة عن نسخ جينية جرى إنشاؤها بواسطة برنامج حكومي تم التخلي عنه.

ولا يزال استنساخ البشر بعيد المنال حتى الآن، بيد أن استنساخ عدد من الحيوانات من خلال التكاثر اللاجنسي المعروف باسم التوالد العذري، قد يؤدي إلى انتشارها بكثافة، وفق موقع "ياهو نيوز".

وأضحى اليوم "جراد البحر الرخامي" أو ما يعرف بـ"الاستاكوزا"، صاحب الأرجل العشرة، ويستوطن في المياه العذبة بالعديد من النظم البيئية في جميع أرجاء آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكلها تعود إلى فرد واحد متطابق وراثياً، ولد قبل أقل من ثلاثة عقود، بيد أنه هذه المرة لم يكن بفعل حكومة، وإنما سارت الطبيعة ربما بشكل "خاطئ" من خلال طفرة جينية غير مسبوقة. 

اقرأ أيضاً: أبو ظبي تعمل على توفير أكياس بديلة صديقة للبيئة

ولا يعلم بشكل دقيق أعدادها، بيد أنه هناك ما يقدر بـ23 ألفاً يعيشون في بحيرة صغيرة واحدة في ألمانيا، التي تقل مساحتها عن عُشر كيلومتر مربع، لذلك من المنطقي وجود الكثير منها.

ويعتبر جراد البحر الرخامي من القشريات الوحيدة المعروفة لعشاري الأرجل التي تتكاثر فقط عن طريق التوالد العذري، وكل الأفراد من الإناث، والنسل متطابق وراثياً مع الأب. 

وطبيعته الغازية وانتشاره السريع من خلال جزء كبير من الكوكب جعله هدفاً مثيراً للفضول للبحث العلمي، خاصة أنه يهدد التوازن البيئي، ويشكل خطراً على مصير الأحياء البحرية. 

وعرض فريق من الباحثين تحليلاً ضمن مجلة نيتشر لتطور علم البيئة، لجينوم هذا الكائن في محاولة لمعرفة أصله، واكتشفوا أنه أغرب مما كانوا يتخيلون، حيث وجدوا أن هذا الكائن الصغير يحتوي على 3.5 مليون زوج أساسي، وهذا أكثر من الجينوم البشري بكثير، الذي يتكون من قرابة 21 ألف من الجينات (الموروثات). 

والأمر غير المعتاد هو أنه عوضاً عن النسختين المتوقعتين من الكروموسومات، فإن جراد البحر الرخامي يحتوي على ثلاثة، وعلى الرغم من أنه لم يظهر بعد في براري الولايات المتحدة، بيد أن بعض المناطق تتخذ إجراءات وقائية، حيث تعد هذا الكائن محظوراً، حتى في تجارة الأحواض المائية. 

وتضع بعض المناطق جذوع أشجار ضمن قاع المياه حتى لا يتمكن جراد البحر من عبورها فيما تستطيع البرمائيات اجتيازها، إلا أن هذه الاستراتيجية ربما لا تمنع هذا الكائن من إيجاد طريقة إلى الانتشار، حيث يمكن للفرد الواحد من جراد البحر أن يضع 700 بيضة، وجميعها نسخ عن نفسه، ويمكنه البقاء على قيد الحياة في ظروف الجفاف عن طريق الحفر في الأرض والهجرة فوقها، ما يجعله يتفوق على الأنواع المتوطنة.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!