الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • التحول من المطاردة إلى الجذب: استراتيجيات لحياة متوازنة

  • يمكن للتحول من عقلية الندرة إلى عقلية الوفرة أن يفتح الباب أمام الفرد لجذب النجاح والتميز بشكل طبيعي، بدلاً من السعي المستمر والمتعب
التحول من المطاردة إلى الجذب: استراتيجيات لحياة متوازنة
Image by vined mind from Pixabay

في مسعى الفرد لتحقيق طموحاته، قد يجد نفسه في سباق مستمر، سواء كان ذلك في مجال العمل أو بناء علاقات معنوية أو تحقيق السعادة الشخصية، ويمكن أن يؤدي هذا السعي المتواصل إلى الشعور بالتعب والإحباط وعدم الرضا.

ووفقًا لتقرير من إعداد البروفيسور مارك ترافرز، عالم النفس الأمريكي الحاصل على شهادات من جامعتي كورنيل وكولورادو، والذي نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية، ترتبط المطاردة بالشعور بالضرورة والعجلة، وكأن الفرد يسعى للحصول على شيء ليس من حقه.

بالمقابل، يشمل الجذب المغناطيسي جلب الأهداف والرغبات بشكل طبيعي من خلال توليفة من النظرة الإيجابية والتطور الشخصي والثقة بالنفس.

وغالبًا ما ينشأ سلوك المطاردة من معتقدات عميقة وضغوط اجتماعية، حيث يظن الكثيرون أن العمل الشاق والمتواصل هو الطريق الوحيد للوصول إلى النجاح "المستحق". ويمكن أن يؤدي نقص التقدير للقدرات الذاتية والثقة بالنفس إلى دفع الفرد للبحث عن التأكيد من الخارج، مما يقوده إلى ملاحقة ما يعتقد أنه سيمنحه الشعور بالاكتمال.

اقرأ أيضاً: التغذية السليمة لمرضى القولون العصبي: دليلك لنظام غذائي متوازن

ومع ذلك، هناك ثلاث استراتيجيات يمكن من خلالها تحويل التركيز من "المطاردة" إلى أن يصبح الفرد "مغناطيسًا" يجذب النجاح والتميز ويتقدم نحو حياة أكثر توازنًا وإشباعًا، وهي كالتالي:

1. تحويل العقلية: الخطوة الأولى للانتقال من المطاردة إلى الجذب هي تطوير العقلية المناسبة. عندما ينطلق الفرد من منطلق الندرة والحاجة، يميل إلى الشعور بالضرورة لملاحقة الأشياء، معتقدًا أنها محدودة وصعبة المنال.

بالمقابل، تتضمن عقلية الوفرة الإيمان بأن العالم مليء بالفرص وأن الفرد يستحق الخير بشكل طبيعي. يسمح هذا النظر بالشعور بالاسترخاء والثقة، مع العلم أن ما يرغب به الفرد سيأتي إليه بشكل طبيعي وبدون جهد. تحول عقلية الوفرة التركيز من النقص إلى ما هو موجود بالفعل، مما يفتح الباب لإمكانيات أوسع.

ولتطوير عقلية الوفرة، يمكن القيام بالآتي:

• ممارسة الامتنان: بحسب الدكتورة شيجينغ وانغ من جامعة هونغ كونغ سيتي، فإن الانخراط في ممارسات بسيطة مثل التأمل في الأمور الإيجابية يوميًا، مثل الوقت الذي يقضيه الفرد مع أحبائه أو جمال الطبيعة، يعزز الشعور بالامتنان. ويساعد التعبير عن الشكر للآخرين في تقوية الروابط الشخصية. تشير وانغ إلى أن "التعبير عن الامتنان يمكن أن يجلب السعادة للآخرين ولا يكلف شيئًا، ويمكن ببساطة بذل الجهد للتعبير عنه".

• التصور: هو أداة قوية لتنمية عقلية الوفرة. يتضمن التصور تخيل الفرد لنفسه وهو يمتلك ما يرغب فيه بالفعل، وإنشاء صورة ذهنية لأهدافه كما لو تم تحقيقها. تساعد ممارسة التصور في تعزيز الإيمان بأن أهداف الفرد قابلة للتحقيق وفي متناول اليد.

• تشجيع الذات: تكرار العبارات الإيجابية التي تؤكد على جدارة الفرد وإمكاناته يمكن أن يعيد برمجة العقل الباطن للتوافق مع هذه المعتقدات. يمهد تشجيع الذات للتحول العقلي نحو حالة جاذبة للنجاح وتحقيق الطموحات بدلاً من المطاردة، مما يسمح للفرص والعلاقات بالتدفق بشكل طبيعي في حياة الفرد.

2. التركيز على النمو الشخصي: عندما يسعى الفرد ليكون أفضل نسخة من نفسه، يجذب بشكل طبيعي ما يرغب فيه. يشمل العمل على النمو الشخصي الاستثمار المستمر في تطوير المهارات والمعرفة والرفاهية العاطفية، مما يزيد من جاذبية الفرص والأشخاص.

وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم عقلية النمو، الذين يؤمنون بقدرتهم على تطوير المهارات على مر الزمن، هم أكثر حماسًا لتحسين نقاط قوتهم. يبرز دور العقلية في التنمية الشخصية المستهدفة.

ولبدء رحلة تحسين الذات يمكن القيام بالآتي:

تحديد الأهداف: يجب أن يكون التطوير الشخصي متوافقًا مع الأهداف والطموحات. إذا كان الشخص يطمح لممارسة مهنة معينة، ينبغي عليه التركيز على اكتساب المهارات والمعرفة ذات الصلة. يساعد هذا في تعزيز الكفاءات وزيادة الثقة بالنفس، مما يجعل الشخص أكثر جاذبية لأصحاب العمل أو العملاء المحتملين. التعلم المستمر، مثل حضور الدورات التدريبية، يُبقي الشخص على إطلاع ويزيد من ذكائه

 تحسين الذكاء العاطفي: يساعد فهم الذات وتطوير الذكاء العاطفي في بناء علاقات قوية وصحية. تطوير مهارات التواصل الفعال والقدرة على حل النزاعات بشكل إيجابي يعزز من قدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين.

تنمية الثقة الداخلية: الثقة بالنفس عامل مهم في عملية الجذب. عندما يكون الشخص واثقًا من نفسه، يُظهر ذلك الاطمئنان والكفاءة التي تجذب الآخرين إليه بشكل طبيعي. تسمح الثقة بالنفس للشخص بالاعتماد على قدراته والتدفق الطبيعي للحياة، مما يقلل من الحاجة للسعي وراء التأكيد من الخارج. لتنمية الثقة الذاتية، يمكن القيام بالآتي: • قبول الذات وتعزيز المرونة: يتحقق بناء الثقة من خلال الوعي الذاتي وقبول الذات. يساعد الاعتراف بالإنجازات، مهما كانت صغيرة، في بناء صورة ذاتية إيجابية وتعزيز الشعور بالإنجاز

الخروج من منطقة الراحة:  يعد تحدي النفس والنجاح في تجارب جديدة وسيلة مهمة لبناء الثقة بالنفس، مع كل نجاح، تزداد الثقة وتجذب الآخرين.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!