الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
البارتي لم يغادر كركوك 
 صبحي ساله يي

مع إطلاق صافرة انطلاق الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة في العراق في 18 من الشهر الحالي، اتجهت الأنظار إلى البارتي الذي أعلن رسمياً نيّته خوض المنافسة في عدد من المحافظات، من بينها كركوك (قلب كوردستان) المختلطة قومياً ودينياً والمختلفة سياسياً.

لقد قالوا خطأً: لقد عاد البارتي (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) إلى مدينة كركوك. ولكن الصحيح هو أن البارتي لم يغادر كركوك وضمائر وجدان الكركوكيين حتى يعود إليها، والذي جرى هو أنه استعاد، حسب اتفاق سياسي، مقراته التي تم الاستيلاء عليها عندما سقطت الأقنعة وتم خرق القانون والدستور والأعراف والقيم الديمقراطية.

نعم عاد إلى مقراته ليتنافس مع القوى السياسية الكوردستانية والعراقية، لذلك أحسن أداءه وعبر عن نواياه بصدق وشجع جمهوره للمشاركة في الانتخابات بكثافة وأظهر قدرته على ترتيب أوضاعه وتنسيق استراتيجياته بهدوء وهو يحمل مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة والتسامح والتعايش الذي توارثه عن مؤسسه الخالد مصطفى البارزاني، وهو على يقين بأن الشعب الكركوكي بكورده وعربه وتركمانه ومسيحييه يجمعون على حبه وتقديره ويسيرون على نهجه الوطني الذي يعتبر مصدراً للفكر الإنساني الذي لا يحمل في طياته أية نزعة شوفينية أو عنصرية أو مذهبية، ويصوتون له في الانتخابات المحلية‌ كما صوتوا له في الانتخابات السابقة‌ بسبب تاريخه الحافل بالفداء والبطولات والتضحيات وثوراته المتتالية وبصماته الواضحة ونتائج نضاله وإنجازاته خلال أكثر من ثلاثة‌ أرباع قرن .

دخل التنافس الانتخابي ورشح لعضوية قائمته الانتخابية مرشحين أكفاء وأصحاب شهادات عليا من الكورد والعرب والتركمان، وراهن على قوى نسائية وشبابية في التأثير على مجريات العملية الانتخابية، وهذا يعكس الأهمية التي تحظى بها هذه الفئات لديه، وهذا الأمر جديد نسبياً في المشهد الانتخابي في هذه المحافظة المحرومة منذ سنوات من هذا الحق الدستوري، ولكنه ليس بجديد في تتريخ البارتي.

خلال أيام الحملة الدعائية، بدا ملحوظاً لدى المراقبين حالات الثقة بالنفس والاطمئنان النفسي عند أعضاء ومؤيدي هذا الحزب لقناعتهم بالفوز الأكيد، والسبب في ذلك يعود إلى أن حزبهم متماسك يحظى بتأييد جماهيري واسع، ولا يعاني من تصدّع أو خلاف داخل صفوفه، رغم التباين في بعض الرؤى والأفكار والاختلاف حول بعض القضايا، كما يعود إلى أنهم على يقين بأن الناخب الكوردستاني الذي يتوجه نحو صندوق الاقتراع، سيختار حزبهم الذي يضمن لهم حرية التعبير والتعددية السياسية والعدالة الاجتماعية، ويحاول ترسيخ أسس القانون وحماية الأمن والاستقرار. وإنه سيختار الحزب الذي طوى إلى الأبد صفحات سياسات الإنكار للوجود الكوردي، وأثبت أن الشعب الكوردي من خلال ممارساته، أنه شعب يتطلع إلى الوئام والسلام وينبذ العنف والكراهية والإرهاب، وسيصوت للحزب الذي تعرض لهجمات وحملات شرسة من عدة أطراف، مع ذلك يوصي على الدوام أنصاره وأعضاءه بالابتعاد عن العنف والتشدد وبضبط النفس والالتزام بالسلوك الإنساني الحضاري والمدني.

ليفانت - صبحي ساله يي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!