الوضع المظلم
الأربعاء ٠١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • الانتخابات الإسرائيلية الجديدة هل تنجح بفك عقدة الحكومة؟!

الانتخابات الإسرائيلية الجديدة هل تنجح بفك عقدة الحكومة؟!
بسام سفر

عانت الحالة السياسية في الكيان الصهيوني( إسرائيل) من عقدة عدم تشكيل حكومة منذ ما يقارب العام حيث دخلت الحركة السياسية في حالة استعصاء لتشكيل حكومة مع انتخابات( نيسان, ابريل) في العام2019, للكنيست(21), وعدم تمكن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة بسبب امتناع ليبرمان وحزبه من المشاركة فيها, جاء قرار الكنيست في الذهاب لإعادة الانتخابات في شهر( أيلول, سبتمبر)من العام ذاته, ليخلط الأوراق الداخلية ويفتح الآفاق نحو تموضع سياسي وحزبي في الكيان الإسرائيلي. الانتخابات الإسرائيلية




إن حالة الاستعصاء التي أعقبت انتخابات الكنيست (22)، هي ذاتها التي كانت قبل الانتخابات, وذلك لأنه لم يعد لتكتلات اليمين أو الوسط واليسار عدد مقاعد النصف زائد واحد لنيل الثقة في التصويت عليها في الكنيست حيث فشل الليكود ورئيسة نتنياهو, و"أزرق- أبيض" برئاسة رئيس الأركان السابق بيني غانتس, بتشكيل حكومة كلاً منها على حدة أو مجتمعين في الحكومة وحدة وطنية, لذلك قرر الكنيست(22) الذهاب إلى انتخابات ثالثة في(2آذار, مارس) من العام2020, وبهذا تكون الانتخابات الجديدة هي الثالثة في أقل من عام.




ورأت الأحزاب الإسرائيلية التي لم تصل إلى النتائج التي تبتغيها, أو التي فشلت في تجاوز نسبة الحسم في إعادة الانتخابات فرصة للعودة للحقل السياسي, وشهدت الحالة الحزبية نشاطاً ضمن عملية فك وتركيب في التحالفات الحزبية السياسية, إذ ارتفعت حدة عملية الاستقطاب الحزبي السياسي, وفرزت الحالة الحزبية الإسرائيلية إلى جبهتين متقابلتين بما يحمله ذلك من تجاذبات ومواجهات حزبية إعلامية في سياق المارثون الانتخابي الثالث. الانتخابات الإسرائيلية




أن إعادة الانتخابات مرة ثالثة ورابعة غير قادرة على تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل بدون شراكة الحزبين الأساسيين حزب الليكود، وحزب" أزرق- أبيض", لأنه بدون شراكة الحزبين هناك صعوبة بالغة في تشكيل حكومة, لأنها تحتاج إلى تنازلات حادة من الليكود أولاً، أما كيف وعلى أي هيئة, ومن رئيسها فهذا متروك لنتائج الانتخابات الجديدة, وما تتمخض عنه المناورات التفاوضية بين الحزبين مع الأحزاب والتحالفات الأخرى، ومن ينجح في إدارتها؟!. الانتخابات الإسرائيلية




وجاءت نتائج الانتخابات التي جرت بتاريخ2/3/2020, بعد فرزها بالكامل كما يلي حسب قناة كان العبرية. حاز حزب الليكود على36 مقعداً, و" كحول لافان" على33 مقعداً, والقائمة المشتركة على15 مقعداً, وشاس 9 مقاعد, وإسرائيل بيتنا على7 مقاعد, ويهدوت هتواره على7 مقاعد, وتحالف" العمل-غيتشر- ميرتس" على 7مقاعد, ويمينا على6 مقاعد, ويكون بذلك إجمالي تحالف أحزاب اليمين 58 مقعداً, وهذا يعني أن اليمين لا يمتلك أغلبية لتشكيل حكومة بمفرده.




أما معسكر الوسط واليسار فحصل على54 مقعداً, ويجب عليه الحصول على تأييد إسرائيل بيتنا, والقائمة المشتركة ليشكل حكومة تخطي بأغلبية62 مقعداً.


أن نتائج الانتخابات لا توحي بتشكيل حكومة إسرائيلية بسلاسة ويسر لأن الخرق الذي حققه اليمين الإسرائيلي لم يكن كافياً للحصول على أغلبية61 صوتاً في الكنيست(23), وهذا ما يؤكد استمرارية حالة الاستعصاء في تشكيل حكومة مستمرة خصيصاً أن الناخب الإسرائيلي منقسم وموزع مثلما جاءت نتائج الانتخابات, على الرغم من التقدم الشديد الذي حققه نتنياهو كزعيم لليمين الإسرائيلي إلا أنه لم يصل إلى نتيجة حسم الانتخابات لصالحه وصالح اليمين, وبذلك عاد إلى ذات النقطة لا توجد أغلبية برلمانية قادرة على منحة ومنح حكومته المرور في الكنيست بجلسة نيل الثقة.




 لكن من المفيد التذكير لماذا حقق نتنياهو هذا الانجاز الانتخابي رغم الواقع الذي يعيشه كشخصية سياسية في إسرائيل فهو:




1-شخصية ذات حضور قوي, تجربته وإنجازاته السياسية والاقتصادية والأمنية واضحة, ويظهر كزعيم وحيد(لإسرائيل), وقائد تاريخي بدون منافس لحزب الليكود واليمين الإسرائيلي الذي فيه القومي, والديني, والعلماني, وبين كل منهما ما يحول دون الاتفاق في قضايا مفصلية، واتضح ذلك بعد الفشل في تشكيل الحكومة نتيجة الخلاف بين الحريديم والعلمانيين داخل معسكر اليمين, بالاتفاق على قانون التجنيد. فالأحزاب الدينية" حركة شاس, ويهدوت هتورات" هي أحزاب قطاعية تمثل قطاعات محددة, هدفها الأساسي المشاركة في الحكومة مقابل مخصصات تحصل عليها لدعم مؤسساتها التعليمية, والصحية, والاجتماعية, وتمرير قوانين تخدم الجمهور الذي تمثله, أما قضايا السياسية والأمن ليست من الأمور التي تثير اهتماماتهم, وعادة يتجنبوا الانضمام في نقاشات التي تخصها.




 أن الضبابية في مصطلحي اليمين واليسار في الحياة السياسية الإسرائيلية هي لمصلحة نتنياهو صاحب هذا التوجه, فهو لا يريد أن يكون زعيماً لحزب الليكود فقط, بل يريد أن يكون قائداً وطنياً وقومياً تاريخياً, زعيم لتيار واسع في" المجتمع الإسرائيلي", تيار اليمين الذي سيطر على الدولة ومؤسساتها منذ سنوات.




طموح نتنياهو وخلفيته الأيديولوجية الصهيونية الدينية دفعته لتعميق هذا التوجه وهذه الثقافة في مجتمع اليمين لتجديد الثقة به كزعيم لليكود ومعسكر اليمين وتدعمه الإدارة الأمريكية من خلال السعي لتطبيق" صفقة القرن", واعتباره الشريك المباشر بها, وكذلك عمليات التطبيع المتواصلة مع حكومته, ومعه, لقاء رئيس السودان البرهان, والوفد الأمني الذي زار قطر خلال شهر شباط من العام2020, لكن هذا الدعم لا يستطيع أن ينفي تهم الفساد التي وجهتها إليه إدارة المحكمة المركزية التابعة للاحتلال في القدس بتاريخ18/2/2020, أن محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, المتهم, بتلقي رشى وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاث قضايا فساد, ستبدأ في17/3/2020, فأزمة نتنياهو عميقة وصعبة, ونتائجها خطيرة على مستقبله السياسي والشخصي.




2- أما الشخصية المنافسة هي بيني غانتس من مواليد (7تموز, يوليو)1957, في كفر أحيم بإسرائيل لأم من أصل مجري, وأب من أصل روماني, ألتحق في العام 1977 في الجيش الصهيوني, حيث انضم إلى لواء المظليين, وتدرج في السلاح حتى صار قائداً له في العام 1995, وفي العام2011, صار قائداً لأركان الجيش الإسرائيلي, ومن أبرز مهامه العسكرية التي تولى قيادتها أثناء وجوده في ذلك المنصب عملية" الجرف الصامد" ضد حركة حماس في قطاع غزة, ويعتبر المراقبين السياسيين أن خبرة غانتس ضعيفة وقليلة في السياسة, إذ ليس لديه تجربة كبيرة في هذا المجال حيث انضم إلى الحياة السياسية في العام2019.




وبعد الانتخابات كما قبلها فتح نتنياهو النار على المواطنين العرب ونوابهم في القائمة المشتركة متهماً إياهم ب" دعم الإرهاب", واعتبر أن العرب خارج المعادلة السياسية في إسرائيل, مدعياً أن ذلك ما عبر عنه الناخب في الانتخابات.


 كما هاجم غانتس رئيس قائمة"كاحول لافان", على خليفة مبادرة لسن قانون يقضي بمنع تكاليف متهم بمخالفات فساد بتشكيل الحكومة, واعتبر نتنياهو أن هذه الخطوة" تقوض أسس الديمقراطية وإدارة الناخب".


 وجاء ذلك في أعقاب المساعي التي تقودها كتلتا" كاحول لافان"و "العمل –غيتشر- ميرتس", وتخطى بدعم القائمة المشتركة, لسن تشريع قانون يقتضي بمنع نتنياهو كمتهم بمخالفات فساد, من تولي منصب رئيس الحكومة.


 وفي تقرير على موقع عرب(48) خلال اجتماع لكتلة اليمين اتهم نتنياهو غانتس بمحاولة" سرقة الانتخابات".


 وقال" حذرنا مراراً خلال الحملة الانتخابية من أن غانتس يسعى إلى الاتحاد مع داعمي الإرهاب في القائمة المشتركة لإلغاء قرار الشعب".


ورد غانتس على تصريحات نتنياهو في تغريدة على التويتر:" نتنياهو, اشرب كوبا من الماء, انتظر النتائج الحقيقية, وتعهد باحترامها".


 أما رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة رد عليه:" نتنياهو سأعلمك ما هي الديمقراطية. حكم أغلبية المواطنين- وليس أغلبية اليهود. أحزم أغراضك. أنت في طريقك إلى المنزل".


وكذلك اعتبر عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس, من" العمل- غيتشر- ميرتس عبر" تويتر" أنه " توجد أغلبية في الكنيست الجديدة أغلبية مطلقة62 لقانون أن رئيس حكومة لا يمكن أن يتولى المنصب تحت لائحة اتهام. وهذا يعكس رغبة معظم الناخبين وهذا أمر جدير من الناحية الأخلاقية. وبالإمكان تشكيل حكومة على خطوط عريضة أساسية تشمل تشريعاً كهذا وبعض التعديلات".


أن الصراع المفتوح بين كتلتي اليمين المتشدد والوسط واليسار قد يصل إلى منع تكاليف نتنياهو خصيصاً أن جلسة المحاكمة الأولى ستكون في17/3/2020, ويمكن أن يكلف نتنياهو ولا يحقق أغلبية(61), وهذا ما يفتح على احتمال الذهاب إلى تكليف غانتس, وهو لا يستطيع كذلك الحصول على أغلبية(61) مقعد بدون دعم القائمة المشتركة, وبعد كل ذلك قد تذهب الحالة السياسية إلى جولة رابعة من الانتخابات في إسرائيل.


ومع استمرارية الاستعصاء في عقدة تشكيل الحكومة كل الاحتمالات مفتوحة, فإلى أين يتجه الصراع بين الأحزاب والتحالفات الإسرائيلية بعد الانتخابات الثالثة خلال عام واحد؟!!





ليفانت - بسام سفر 


                                                                             

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!