-
بعد تظاهرات السويداء وانتقادات الناس الاستخبارات الروسية تخرج بالبيان المؤامراتي
تقرير إخباري
قد لا تنتشر صور تظاهرات السويداء المستمرة لليوم الثالث على التوالي في وسائل إعلام عالمية. بل لن تجد مواكبةً وزخماً كما سنوات خلت. لقد رحلت العدسات والمانشيتات عن شاشات التلفزة وبقيت جهود أبناء سوريا في وسائل الإعلام السورية أو أفراد مهتمين داخل وخارج البلاد ينشرون تلك الوقائع.
تزامناً مع تظاهرات السويداء اشتدت الهمم وضربت الأصابع على الكيبورد نقداً شديداً للإجراءات الحكومية الأخيرة بسحب الدعم عن الناس في بلد وصل فيه أكثر من 85 بالمئة من أهله تحت خط الفقر. "م العمل الدُّوَليّ"
لم يتوقف الأمر على الإجراء نفسه، بل الكم المهول من الأخطاء الحاصلة في معالجة البيانات سبب بحرمان الكثير من المواطنين مستحقي المعونات بمقاييس السلطة أيضا. لقد جرت معالجة البيانات في نمذجة إحصائية غير جيدة ومناسبة لبيانات كبرى ومتنوعة الحدود والمتغيرات. لن تحقق الدِّقَّة المطلوبة بمعالجة بيانات كبرى big data باستخدام برامج قديمة وأساليب عفى عليها الزمن، إذ في أسواء الأحوال استخدم برنامج الأكسل و spss، وفي استثمار إمكانات محدود أيضا.
ليس جديداً علينا كسوريين هذا المستوى المهترئ في أداء مؤسسات الدولة ونقص وقلة حرفة الأكاديميا فيها، التي أُضعفت من قبل السلطة ومؤسسات النظام(الأمن والجيش) اللصيقة بالسلطة أعلى الهرم.
قد تتنبه أجهزة السلطة الأمنية لهذا الخطأ في أثناء تنظيم ودراسة أسماء المتظاهرين في السويداء، أو كتّاب البوستات الانتقادية والغاضبة من الأداء الحكومي على منصة الفيسبوك الأكثر انتشاراً بين السورين.
اقرأ المزيد: هل تنجح السويداء بتعميم العصيان المدني سورياً؟
تنبّه الوصي الروسي للهيجان الشعبي الحاصل في وقت غير مناسب بالنسبة للطرفين الأوصياء روسيا وإيران، فنشرت الاستخبارات الروسية بياناً نقلته وكالة تاس الحكومية، أن الاستخبارات الأمريكية ستدعم حملة إعلامية واسعة ضد الأسد داخل سوريا ومن خلال منابر الإعلام البديل. " تاس"
تبع البيان، تصريح أوليغ جورافليف، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، الثلاثاء، إن قادة متشددين يخططون لأعمال تخريبية ضد مسؤولين حكوميين ومنشآت في محافظات حمص ودمشق ودرعا والسويداء.
وأشار زورافليف في بيانه إن 18 شخصاً قتلوا في هجمات إرهابية على الأراضي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات في الأيام الثلاثة الماضية. كما إن مئات من المتطرفين، الذين أخلّى سبيلهم من السجن وانضموا إلى الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في سوريا، سحبوا إلى منطقة التنف."تاس"
بالعودة إلى بيان الاستخبارات الروسية "المشترك" حيث ذُكرت إيران على النحو التالي كما نقلت وكالة تاس، أن واشنطن على وشك بدء حملة إعلامية واسعة في المجتمع السوري بهدف استغلال الوضع الاجتماعي والاقتصادي المعقد في البلاد لإثارة الاضطرابات المناهضة للحكومة وتنظيم احتجاجات جماهيرية وجعل القوات الروسية والإيرانية تستخدم القوة غير المتناسبة ضد" المتظاهرين السلميين ".
اقرأ المزيد: احتجاجات السويداء.. العشرات يقطعون الطرقات ودعوات للتظاهر في مركز المدينة
نشر ملخص عن البيان اليوم الثلاثاء 8 فبراير 2022 في وكالة تاس الروسية وأشار أيضاً، أن "أجهزة المخابرات الأمريكية تخطط لمهمة "الخلايا النائمة" المتطرفة في دمشق ومنطقتها ومحافظة اللاذقية وشن هجمات محددة ضد قوات إنفاذ القانون السورية وكذلك ضد من سماهم البيان منفذي القانون المحليين أي النظام السوري والعسكريين الروس والإيرانيين.
النظام يتحرك بعد ضوء أخضر
يمثل هذا البيان المنشور في وكالة تاس موقف ورأي الكرملين ليس فقط في سوريا بل على مستوى رؤية عامة للعالم يكون فيها الروسي مهدد دائماً من الغرب. يمكن تفهم التعاطي الحذر مع جيرانها على الطرف الأوروبي مع وجود الناتو، ولكن في سوريا يصبح الأمر جزء من مشهد تكسير الإرادة مع الغرب بوجود إيران وملفات كلا البلدين المشتعلة مع الغرب في الملف النووي و ملف أوكرانيا.
وعلى العكس مما ورد في البيان الذي يذكر إيران كحليف متضرر أيضاً من هذه المؤامرة في وجه "خلايا جهادية نائمة"، حُدّد الحيز الجغرافي لنشاطها مستقبلا ما يجعلنا نخشى عودة هذه القلاقل في محيط دمشق وصولاً إلى السويداء بشبهات على تورط ميليشيات إيرانية وسورية، ولاسيما مع هذا السخط المنتشر والتظاهرات في جبل العرب انتقادات تطال الحكومة ممن كان مؤيداً للأسد أو الجيش السوري. لن يكون الثلاثي الحاكم للأرض بمعزل عن مسؤولية ما عن المستوى الأمني فيما لو حدث تطور ميداني ولد من الفراغ.
أول أمسِ الأحد توجهت قوات تابعة للسلطة إلى السويداء التي تتظاهر لليوم الثالث على التوالي لمحاولة وقف الاحتجاجات، ما يعني أن القراءة الاستخباراتية المشتركة التي نشرت اليوم اتُفق عليها مطلع 6 فبراير قبل تحرك النظام إلى السويداء.
ما يعني أن دعم تحركات جماهيرية مستقبلية من قبل الطرف الروسي أمر غير مقبول وسيناريو يَجِبُ ألاّ يحلم به السوريين في الأقل بالمدى المنظور. الفعل التظاهري ذو حساسية عالية، فالتحركات الجماهيرية الثورية في منطقة تسيطر عليها روسيا يؤثر سلباً على صورتها عالميا لجهة قدرتها على ضبط الأمور فضلا عن طبيعة الفعل نفسه وحساسيته بالنسبة للكرملين وكأنه جزء من حركة دومينو يمكن أن تصل إلى موسكو.
لقد كانت كازاخستان مثالا على عدم سماح موسكو للتظاهرات كفعل تغييري بالتعاظم ليصل إلى نقطة يمكن أن يحقق فيها تغيير ويكون أداة ضغط فعالة، فما تزال السلطات الحاكمة في موسكو تواجه تظاهرات شعبية خجولة كل فترة. ما حدث في كازاخستان رسالة للمعارضة الأوكرانية أيضا وما يحدث في سوريا وأي دولة تشكل حلفاً راسخاً مع السلطات الروسية الحالية.
اقرأ المزيد: النظام السوري يدفع بتعزيزات عسكرية إلى السويداء
ما تزال التظاهرات مستمرة في أنحاء عدة من السويداء مع قطع للطرق، بينما حشدت قوات السلطة قواتها في مبنى المحافظة وعلى سطحه والأبنية المجاورة في مشهد ينذر بخطر التصعيد. تظاهرات كسرت حالة استتباب الأمن على مقاييس النظام، وأعادت شحن سوريين كثر في الداخل ضد النظام وممارساته وفشل الأسد وحكومته على إخراج البلاد التي نقص سكانها للنصف من أزمتها الاقتصادية بعد أن وعد جمهوره بالنصر وإعادة الإعمار.
كان سحب الدعم عن 600 ألف عائلة أي 15% من العائلات الحاصلة على البطاقة الذكية سبباً لخروج المتظاهرين في السويداء يرفعون شعارات إسقاط الحكومة وآخرون رفعوا لافتات تدعم تطبيق جنيف 2254. ويعيش تحت خط الفقر في سوريا، نحو 90% من السوريين، حَسَبَ ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، التي تحذّر من أزمة غذاء غير مسبوقة في البلاد.
ليفانت نيوز _ Tass
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!