الوضع المظلم
الأربعاء ٠١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
ارحل يا رجل الخراب!
إبراهيم جلال فضلون (1)

على نفسه جنى نتنياهو، فبات عبئا على إسرائيل، مقال افتتاحي بعنوان "رجل الخراب بات عبئا على إسرائيل"، كتبت هآرتس ساخرة منهُ بعدما عرض دولة الإحتلال لأخطار استراتيجية، وهدد تحالفها العميق مع الولايات المتحدة، قبل أن ينقلب الموقف الأمريكي الداعم في مجلس الأمن لأول مرة منذ بدء الحرب بعدم معارضة مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

لقد كشفت الربيع العربي عوار الغرب وماسونية العالم في المنطقة الشرق أوسطية وغيرها، حتى ظنوا أن لا فوقهم أحد ف فهبطت تيارات سياسية وخرجت أخرى، وماتت قيم وحلت بدلا منها تيارات فكرية إرهابية، تتلاعب بها القوى في أي زمان ومكان، بل يخترعون حتى تدمير أجزاء منهم بيدهم متهمين ساداتهم من العرب بالباطل، كأحداث 11 سبتمبر لبرجي التجارة العالمي، ولتنقلب الأيات وكأنها نعمة لا نقمة، كونها تكشف المخفي المتعجرف من تحت الثياب الناصعة، مثلها أحداث طوفان الأقصى الذي كشف برقع اللاحياء العالمي وقوانينه التي لا ترتعد لها إسرائيل، فخوف ورعب واغتصاب وموت بلا رحمة، حتى دُمرت غزة عن بُكرة أبيها مستوية بأرض الله التي اغتصبوها ولا زالوا بلا رادع لهم.

ولعل ديكتاتورية نتنياهوا مثلاً للجبروت البشري، فبدلاً من الاستقالة، وحفظ ماء الوجه الأسود لسياساته المُتعجرفة حتى مع الاسرائيليين، وإهانه الحليف الأقوى، الذي (شتمها) ورماها بتهمة دعم الإرهاب في مسيرة "كوابيس" من "التسونامي السياسي".. وفرض قانون التجنيد الذي يلزم اليهود الحريديم بالخدمة في الجيش، إلى استقالة رئيس حزب "اليمين الوطني" الإسرائيلي "ساعر"، وكونهُ سبباً في كارثة 7 أكتوبر طوفان الأقصى التي أضاعت الهيبة للقوى العالمية ومنظماتها الدولية، وأوضحت واشنطن مرارا أن صبرها ينفد، خاصة مع تصاعد التوتر بسبب الاستعداد لعملية كبيرة في رفح، فلا هو أقر بفشله ولا غير سلوكه ولا اعتذار للإسرائيليين عما لحق بإسرائيل، وبالتالي فإن نتنياهو جنى على نفسه، ولم يتورع عن التصريح بأن إسرائيل ستدخل رفح دون موافقة أميركية إن اقتضى الأمر، فكيف ستحيا دولة الاحتلال بدون الدعم والمعونات العسكرية، وقبتها الدبلوماسية الحديدية التي توفرها، وانهارت في السابع المهيب من أكتوبر الماضي، حتى طالت الاحتجاجات في الداخل قبل الخارج مطالبته بالتنحي سريعا، كونهُ عبئا على إسرائيل بعدما عرضها لأخطار استراتيجية كلفتها باهظة للغاية، مقابل أن ينقذ نفسه سياسيا.

ستأكلهُ الثورة الإسرائيلية في ربيعها الصهيو يهودي بلا غطاء أو ثياب ديني أو سياسي، ولكن الناتج كان يوحي بغير ذلك تماماً، فقد تكون نهايته بيد شعبه، جراء صراعه المتغطرس على كُرسي السُلطة، ذلك العامل المشترك بين أركان ومؤسسات ومسارات الدولة المحتلة، بل وكأن لما صنعوه لنا من ربيع عربي إيجابيات، كشفت هشاشة الداخل الصهيوني ووشاحه الكبير الذي رفع شعارات الحريات والتقدم وحقوق الإنسان، بينما ننظر ناقمين عليهم بحال غزة.

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!